قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الصلاة على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من أفضل العبادات.
الصلاة على النبي أفضل العبادات
وأوضح " الجهني" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن ذلك لِأنَّ اللَّهَ تَعالى تَوَلّاها هُوَ ومَلائِكَتُهُ، ثُمَّ أمَرَ بِها المُؤْمِنِينَ، وسائِرُ العِباداتِ لَيْسَ كَذَلِكَ ،قال تبارك وتعالى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
واستشهد بما ثَبَتَ عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال َ: (مَن صَلّى عَلَيَّ صَلاةً صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرًا)، منوهًا بأنها رتبة عالية وتعظيم وتشريف ، لا يدرك كنهه ، تترد به جنبات الوجود ، وتتجاوب له أرجاء الكون ، ويشرق له ما بين السماء والأرض بثناء المولى سبحانه وتعالى على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
وأشار إلى أنه قال الإمام القرطبي رحمه الله هَذِهِ الآيَةُ شَرَّفَ اللَّهُ بِها رَسُولَهُ - عَلَيْهِ الصلاة والسَّلامُ - حَياتَهُ ومَوْتَهُ، وذَكَرَ مَنزِلَتَهُ مِنهُ، وطَهَّرَ بِها سُوءَ فِعْلِ مَنِ اسْتَصْحَبَ فِي جِهَتِهِ فِكْرَةَ سُوءٍ، أوْ فِي أمْرِ زَوْجاتِهِ ونَحْوَ ذَلِكَ " .
العبادات أنواع
وأضاف أن العبادات أنواع منها ما هو بدني محض كالصلاة والصيام ومنها ما هو مالي محض كالزكاة وسائر النفقات، ومنها ما يقوم العبد بأدائها ببدنه مع إنفاق المال فيها فيقال لها عبادة مالية وبدنية، وهي عبادة حج بيت الله الحرام التي ينفق فيها الإنسان المسلم من أنفس أمواله ويكابد فيها متاعب السفر ومشقته .
ولفت إلى أن الحج فريضة من فرائض الدين ، يجتمع فيه المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول اللہ - صلى الله عليه وسلم - ويحصل بهذا التجمع منافع كثيرة وتعاون على البر والتقوى، منوهًا بأن المسلمين الوافدين إلى بيت الله حين يحسون بقربهم من الله عند بيته المحرم تصفوا أرواحهم ، وترق قلوبهم وتخشع لذكر الله عند هذا المحور الذي يشدهم جميعاً .
القبلة التي يتوجهون إليها
وأفاد بأنها القبلة التي يتوجهون إليها ويلتفون حولها ، يجدون رايتهم التي يستظلون بها ويسيرون تحتها ويرجعون إليها ، إنها راية الإيمان ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، مشيرًت إلى تلك العقيدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان واللغات والأقطار ، يجدون قوة الوحدة وفائدة التضامن تحت راية الإيمان .
ونوه بأن داعى هذا التجمع قوله تعالى ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) والقاعدة الأساسية لهذا اللقاء هي قوله تعالى ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) لا في قليل ولا في كثير ، لا في قول ولا في عمل ، لا في مسيرة ولا في هتافات فارغة .
واستطرد: إنما هو تجريد القصد والعمل لله وترك كل ما سواه ، فلا يعبد إلا الله ، ولا يدعى إلا الله ، ولا يذكر إلا اسم الله تهليلاً وتكبيراً ، وتسبيحاً وتحميداً ، وتلبية وخضوعاً في هدوء وخشوع ، وسكينة ووقار ، وفي ذل وانكسار .