مضى عليها أكثر من 500 عام، كما يروى أهالى المنطقة المحيطة والمسئولين عن رعايتها، لكن رغم مرور 5 قرون، إلا أنها مازالت قائمة تقاوم عوامل الزمن وتقلباته التي تقضي على الكثير من الأشجار العتيقة كل فترة، لكن شجرة "الشيخ حسن" الواقعة بقرية قصر الصياد التابعة لمركز نجع حمادى شمال قنا، مازالت مع عدد قليل من الأشجار العتيقة تقاوم فى صمود العوامل الجوية والبشرية على حد سواء.
مرور كل هذه الأعوام على شجرة " الشيخ حسن" حولها إلى مزار يقصدها الأهالي من مختلف قرى قنا، للتبرك بالشجرة، والحصول على المادة التي تخرج منها لعلاج الأمراض الجلدية، كالكثير من الأشجار القديمة التى يقصدها الأهالى لنفس الأغراض، إلا أن هذه الشجرة تتمتع بما لا يتوافر للكثير من الأشجار الأخرى، على رأسها وجودها على شاطئ نهر النيل العظيم.
فرع الشجرة وجذوعها ليست كبقية الأشجار التي تنمو بشكل طولي، لكنها وبفعل الزمن تنمو بشكل عرضى يصل لأكثر من 20 متراً على جانبى جذعها الرئيس، الذى اندلعت به النيران أكثر من مرة، لكنه مازال يقاوم و يتحدى حتى الآن، ما جعلها تحاط بالكثير من الأسرار و الغموض ، وتداول الأساطير المنطقية و غير المنطقية عن الشجرة التى يصفها الأهالى بأنها مباركة.
المشهد الأكثر إثارة يحدث صبيحة كل يوم جمعة، حيث يتوافد إلى الشجرة الكثير من السيدات المعتقدات بقدرة الشجرة، على تحقيق حلم الإنجاب وفك الأسحار والأعمال السفلية التى يفعلها البعض، اعتقاداً منهن بأن بركة المكان سوف تحقق لهن ما يحلمن به لأنفسهن أو لأطفالهن، فضلاً عن زيارة مقابر الأطفال التى تقع أسفل جذوع الشجرة الغامضة.
قال خليفة محمد" مزارع 73 عاماً “،:” منذ نشأتى ووجودى فى هذا المكان وأنا أشاهد الناس يقصدون زيارة شجرة الشيخ حسن، خاصة يوم الجمعة التى يكون لها طابع خاص ومختلف عن بقية الأيام، ويأتى إليها كل شخص حسب نيته، فالنساء تقصدها أملاً فى حدوث الإنجاب، والأطفال للبحث عن علاج للأمراض الجلدية التى تلحق بهم، كل ذلك يتم من خلال طقوس معينة تختلف من النساء للأطفال".
وأضاف محمد، الشجرة لها شهرة كبيرة تصل لخارج حدود مركز نجع حمادى، حيث يعود عمرها لمئات السنين التى لا نعرف لها تاريخ محدد، كما أن بها مقابر للأطفال الصغير تتواجد حول الشجرة، ما يجعل زيارة الشجرة له وضع مختلف عن بقية الأشجار العتيقة التى تقع فى الشوارع.
وقال يوسف نصر" مزارع 62 عاماً" ما نسمعه من آبائنا و أجدادنا أن عمر الشجرة يصل لأكثر من 500 عام، فالكل ولد فى هذه المنطقة وكانت الشجرة موجودة بفروعها الضخمة، وسمعتها فى العلاج والشفاء بمشيئة الله تعالى، وكان يروى لنا آبائنا و أهالينا بأن هناك شجرتين من نفس النوع الأولى بمدينة إسنا في الأقصر، والثانية فى أسوان.
و أشار نصر، إلى أن جذوع شجرة الشيخ حسن اندلعت فيها النيران أكثر من مرة، لكنها مازالت باقية و أوراقها خضراء تتجدد كل موسم، كما تخرج الشجرة تخرج مادة حمراء شبيهه بالدم تبدأ من مساء يوم الخميس وحتى نهاية يوم الجمعة من كل أسبوع، ما يجعل الناس يقصدونها فى هذا التوقيت من كل أسبوع.