انطلقت فعاليات واحتفالات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي بروسيا الاتحادية، والذي يقام في الفترة من 15 إلى 18 يونيو الجاري، بحضور ومشاركة زعماء ورؤساء أكثر من 69 دولة من بينهم مصر، ضيف شرف المنتدى.

منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي

يعتبر منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) حدثا فريدا من نوعه في عالم الاقتصاد والأعمال، ويعقد منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) منذ عام 1997، ومنذ عام 2005 بات يعقد برعاية ومشاركة رئيس الاتحاد الروسي.

وأصبح المنتدى على مدى السنوات العشرين الماضية،منبرا عالميا رائدا للتواصل بين ممثلي أوساط الأعمال ومناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم كله.

ويتم تنظيم منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF 2022) مع الالتزام الصارم بتدابير السلامة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا الجديد (COVID-19)، والتي أعدتها اللجنة المنظمة بعناية، مع مراعاة متطلبات منظمة الصحة العالمية، في إطار المنتدى، يتم تهيئة جميع الظروف للعمل المنتج، وإنشاء وتطوير التواصل التجاري، وإتاحة الفرصة للمشاركة في البرامج الثقافية والرياضية الغنية.

من جانبه قال المستشار في قطاع الأعمال والعلاقات الدولية الروسي، تيمور دويدار، إن روسيا تريد أن تظهر من خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أن العالم لا يختصر فقط على دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية التي تتزعم ما يسمى بالتحالف الغربي وإنما توجد دول أخرى.

وأضاف دويدار - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، يشهد مشاركة من وفود دولية من دول مختلفة، وهناك حوار اقتصادي، وتبادل أفكار وتكنولوجيا واتحادات صناعية وتكنولوجية خارج باب ما يسمى الغرب، وهذا في حد ذاته "اختبار نوعا ما ورسالة للاتحاد الغربي إن صح التعبير".

المنتدى هدفه تبادل الخبرات والصفقات

من جهته، قال الباحث السياسي والخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إن منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي ليس وليد الساعة وإنما عمره ربع قرن، وأثبت أنه ذو فعالية عالية للمشاركين به، وهناك مشاركة مصرية كبيرة جدا، إضافة إلى أن هذا المنتدى هدفه تبادل الخبرات والصفقات ..وإلخ.

وأكد البني - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المقاطعة الأمريكية كانت متوقعة، لأن الحالة اليوم بين روسيا وأمريكا في أسوأ حالاتها وحتى لا نبالغ ربما تكون هذه الحالة تجاوزت الحالة التي كانت أثناء الحرب الباردة، بل يمكن أن يطلق عليها حالة حرب دافئة إن صح التعبير.

وأرجع البني السبب في ذلك إلى ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من دعم عسكري في أوكرانيا، ومعارضتها للعملية العسكرية الروسية الخاصة داخل الأراضي الأوكرانية من أجل ضمان الأمن الاستراتيجي لروسيا.

وأكد أن الحضور القوى والمشاركة الكبيرة تؤكد أنه لا يمكن عزل روسيا عن العالم، وأن العالم ليس الدول الغربية فقط، فـ الكرة الأرضية كبيرة ويوجد أكثر من نصف عدد سكان العالم لا يقاطعون روسيا، ولا يلزمون بالعقوبات الغربية ضدها، وهناك علاقات تاريخية تربط روسيا مثلا بالدول العربية والدول الأفريقية والدول الآسيوية والهند والبرازيل، التي لم تنضم إلى العقوبات المفروضة من قبل الدول الغربية ضد روسيا.

واختتم: "هذا يؤكد أن روسيا تمتلك الموارد الطبيعية التي معها لا تستطيع الدول الغربية الاستغناء عن التعاون مع روسيا وعلى حد علمي توجد شركات غربية مشاركة في المنتدى رغم العقوبات الموقعة من الدول الغربية بحق روسيا".

الدول الغربية تقر عقوبات ضد روسيا

ووقعت الدول الغربية وفي مقدمتها واشنطن عقوبات اقتصادية كبيرة ضد روسيا عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير الماضي عن عملية عسكرية محدودة داخل الأراضي الأوكرانية؛ لحماية أمن روسيا القومي من التهديدات الغربية.

ولم يتوقف الأمر عند حد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية من جانب واشنطن، بل قررت قبل أيام من افتتاح أعمال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي عدم المشاركة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس.

من جانبها تشارك مصر في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي هذا العام، بجناح على الطراز الفرعوني في موقع المنتدى، وبدأ الجناح المصري عمله في المنتدى اليوم الخميس.

وتشارك مصر في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي بصفة "ضيف شرف"، حيث أشار يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيوجه كلمة في الجلسة العامة للمنتدى عبر تقنية الفيديو.

وتترأس الوفد المصري هذا العام وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، ويضم الوفد مسؤولين ورجال أعمال مصريين، يتطلعون لتوطيد وتعزيز العلاقات التجارية مع شركات روسية.