لبس العباءة في الحج ناسيًا قبل الحلق وبعد أن قام برمي جمرة العقبة الكبرى ثم حلق بعد ذلك شعره وطاف للإفاضة وسعى وتحلل التحلل الأكبر، فماذا يجب عليه إزاء هذا الفعل؟
قالت دارالإفتاء إن المفتى به، وهو قول الشافعية، أن ما كان من محظورات الإحرام على سبيل الترفه -كالطيب، والجماع، ولبس المخيط، وستر الوجه والرأس- فإنه لا تجب الفدية فيها على الناسي ولا الجاهل، وإنما تجب على من تلبس بشيء منها عامدًا عالمًا.
وبناء على ذلك: فإن لبس العباءة حال الإحرام بعد رمي جمرة العقبة إذا كان على سبيل النسيان أو الجهل فلا حرج على فاعله، ولا يفسد بذلك حجه، وليس عليه شيء.
قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الحج يغفر جميع الذنوب، وكذلك يغفر ترك الصلاة، ولكن بشرط أن يبدأ بعد رجوعه من الحج صفحة جديدة مع الله لا يترك فيها الصلاة.
وأوضح «جمعة»، خلال إجابته عن سؤال: «هل الحج يغفر جميع الذنوب بما فيها ترك الصلاة؟»، أن الحج يغفر جميع الذنوب، وكذلك يغفر ترك الصلاة، ولكن بشرط أن يبدأ بعد رجوعه من الحج صفحة جديدة مع الله لا يترك فيها الصلاة، محذرًا من تركها بعد ذلك، أو تكرار هذا كل عام، بأن يترك الصلاة ثم يذهب للحج في العام التالي، ليغفر الله له ثم يعود فلا يُصلي، وهكذا.
وشدد على أن استغلال عفو الله سبحانه وتعالى، والذهاب للحج دون البدء من جديد بعد العودة وتكرار ذلك، تحت عنوان أن الحج كل عام يغفر ترك الصلاة كل عام، يُعد استهانة بالله عز وجل وبالدين الإسلامي، مستشهدًا بقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا» الآية 103 من سورة النساء.
وأضاف مُفتي الجمهورية الأسبق أنه صحيح أن الحج يغفر كل الذنوب وأيًا كانت هذه الذنوب، ولكن بشرط أن يرجع فلا يُذنب ويبدأ حياة جديدة بالفعل مع الله.