قررت لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس لتصل إلى ما بين 1.5% و1.75%، وذلك ضمن نهج السياسة التشددية التي يسير عليها المركزي الأمريكي لمواجهة معدلات التضخم التي بلغت مستوياتها الأعلى منذ 40 عاماً.
الفيدرالي الأمريكي يرفع الفائدة
أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيقلص ميزانيته العمومية الضخمة بمقدار 47.5 مليار دولار شهريًا، وهي الخطوة التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يونيو - لتصل إلى 95 مليار دولار في سبتمبر.
كما أنها تعتبر أعلى زيادة منذ 1994متوافقاً لتوقعات الأسواق التي سعرت الزيادة عند 75 نقطة، حيث توقعت بنوك استثمار أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بتلك القيمة منهم "باركليز" و"جيفريز إل إل سي" .
ويقول الدكتور أحمد سعيد الخبير الاقتصادي، إن الفيدرالي الأمريكي قرر رفع أسعار الفائدة من أجل إجبار كل من يحمل الدولار، أن يضع أمواله في البنك حتى يستطيع من خلالها الحصول على الأرباح، وتشجيع الجمهور على تأجيل شراء جميع احتياجتهم لوقت أخر، ويفعل كل تلك الحيل بسبب وجود الدولارات ولكن لا يوجد منتجات غذائية أو صناعية، وعند ازدحام الأشخاص على شراء منتج واحد يجعل البائع يقوم ببيعها بأعلى سعر.
الهدف من رفع أسعار الفائدة وتأثيره
وأضاف سعيد - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تلك الزيادة في الفائدة تساعد على الحد من حالة الطلب التي توجد بالسوق، وذلك من خلال ادخار الأشخاص لأموالهم بالبنك مقابل الحصول على فائدة أكبر، مما يؤدي أيضا إلى زيادة سعر الإقراض، وحدوث حالة من حالات الركود .
وأشار سعيد، إلى أن هناك محاولة لسحب الدولار من السوق للحد من التضخم وزيادة الأسعار، ولكن هناك زيادة في تكلفة الإقراض، وبالتالي سوف نشهد زيادة في أسعار المنتجات، وينتهي بحالة من الركود، التي يترتب عليها حالة من حالات البطالة.
وتابع: "هذا التضخم سيصيب كل دول العالم، وكانت مصر تستطيع أن تحصل على برميل بترول مقابل 50 دولارًا، ولكن لا يقل البرميل اليوم عن 100 دولار، فهناك قلة في قوته الشرائية، وسوف نواجه المزيد من التضخم من تلك الزيادة، حيث أننا سوف نشهد زيادة في أسعار جميع المنتجات وتكلفة الشحن وأسعار المواد البترولية".
العالميواجه تحدياً بعد الزيادة
وأوضح "سعيد" أن هناك تحدياً تواجهه مصر كدولة نامية، حيث إنها تسعى دائما إلى افتتاح العديد من المشروعات التنموية في جميع المجالات، وذلك من أجل الحصول على أكبر قدر من الناتج المحلي، حتى يقل اعتمادنا على الاستيراد، مما يساعد على حماية الدولة من خطر هذا التضخم".
واختتم: "كل من يحوذ الدولار ومن يجري معاملات في التجارة الدولية سيوف يتأثر بهذا الارتفاع، وإن كانت الدولة تستورد اليوم الدولة 10 منتجات بحوالي 55 مليار دولار، ولكن عند تقليل قيمة الدولار، تزيد سعر هذه المنتجات بقيمة 70 مليار دولار، وهناك حرب اقتصادية عالمية على أرض الواقع بين الولايات المتحدة والصين وروسيا".
وسبق ورفع رفع معدل الفائدة في مايو الماضي بنسبة 0.5% وهي الأكبر منذ 22 عاماً، فيما تعد الزيادة التي أقرها اليوم هي الثالثة على التوالي، بإجمالي 1.5%، ووافقت أعضاء لجنة السوق على زيادتين بمقدار نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة في اجتماعي يونيو ويوليو قبل أن يتحول إلى زيادات بربع نقطة مئوية إلى أن يتغلب على "محنة" التضخم.
تحذير البنك الدولي قبل رفع الفائدة
وتسارعت الزيادة على أساس سنوي في مؤشر أسعار المستهلك بالولايات المتحدة بشكل غير متوقَّع إلى 8.6% في مايو الماضي، وهو أعلى مستوى غير مسبوق في 40 عاماً.
ومن ناحية أخرى، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، مطلع الأسبوع الجاري، من أن التضخم في الولايات المتحدة قد يستمر "لفترة".
وقال بايدن خلال فعالية لجمع تبرعات للديمقراطيين في بيفرلي هيلز "سوف نتعايش مع هذا التضخم لفترة من الوقت، معقبا: "سينخفض تدريجيا ولكننا سنعيش معه لفترة من الوقت".
وتواجه الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن ضغوطا متزايدة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثامن من نوفمبر، حيث أصبحت سيطرة الديمقراطيين بزعامة بايدن على الكونجرس على المحك.
وتسارعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في مايو، حيث وصلت أسعار البنزين إلى مستوى قياسي وزادت تكلفة المواد الغذائية، ليسجل التضخم أكبر زيادة سنوية فيما يقارب 40 عاما ونصف.
وعكست الزيادة الأسرع من المتوقع للتضخم الشهر الماضي ارتفاعا في الإيجارات، والتي زادت بأكبر قدر منذ عام 1990، وتجبر ضغوط الأسعار المتواصلة الأمريكيين على تغيير عادات الإنفاق وستزيد بالتأكيد المخاوف من الدخول إما في ركود كامل أو فترة من النمو البطيء للغاية.
ومن ناحيته، حذر البنك الدولي الأسبوع الماضي من خطر “التضخم المصحوب بالركود”، في جميع أنحاء العالم.
وبحلول نهاية عام 2022، سيرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق من 3.25٪ إلى 3.5٪، حسب تقديرات بعض الاقتصاديين ، أعلى مما كان متوقعًا قبل أسابيع قليلة فقط.
وعند هذا المستوى، من المحتمل أن يكون السعر أعلى بكثير من "المحايد"، ما يعني أنه عند مستوى من شأنه أن يبطئ النمو.