محمد السوري الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2022:
جائزة الدولة التشجيعية اعتراف من الدولة بجهدك
سعدت بفوز المخرج داود عبد السيد بجائزة النيل أكثر من فوزي بجائزة الدولة التشجيعية
مسرح الجامعة المصدر الأساسي للنجوم فى مصر
مسرح الجامعة ينقصه الرعاية والاهتمام
كتب محمد السوري، العديد من العروض المسرحية وأخرج معظمها، وحصل على العديد من الجوائز فى مجال التأليف والإخراج المسرحي، ومؤخرًا فازت مسرحية “بلا أثر” بجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون والآداب لعام 2022.
حرص موقع “صدى البلد” على لقاء السوري، وأجرى حوارا معه عن أعمالة الفنية السابقة والتى يعمل عليها حاليا.
ممكن تعرف الناس بيك؟
أنا محمد السوري كاتب ومخرج مسرحي، درست فى قسم التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس، وأنهيت الدراسة وتخرجت، ودرست بالتوازى فى جيزويت القاهرة (مدرسة ناس لفنون المسرح) وتخرجت أيضآ وكنت من الدفعة الأولى فى المدرسة، وأدرس فى الوقت الحالي بكلية الآداب جامعة حلوان قسم مسرح.
دراستك فى مجال المسرح.. متى تعلقت بالفن وقررت دراسته؟
أثناء فترة المدرسة، كنت محبا للفن بجميع أنواعه سواء على مستوى المزيكا أو المسرح، وكنت أطمح منذ ذلك الوقت أن أنهي التعليم الأساسي، وأثناء فترة التعليم العالي أثقل شغفي وحبي بالعلم والمعرفة لذلك التحقت بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس وبدأت فى دراسة الفن.
ماذا يعني لك الفوز بجائزة الدولة التشجيعية؟
أهمية جائزة الدولة التشجيعية تكمن فى أنها من الدولة فهي تقدير واعتراف أني أسير على الطريق الصحيح، وأن الدولة مقدرة لما تقوم بيه وهو شئ ذا قيمة فهذا تشجيع كبير.
والجائزة ذات تاريخ كبير وطويل وهناك كثيرون ومؤثرون حصلوا على تلك الجائزة ونستطيع أن نقول إن قيمة الجائزة تأتى من تلك المنطقة، وذلك التقدير الذى نشعر به يأتي من الدولة والقائمين على الثقافة فى مصر وأنهم شاهدوا المجهود الكبير التى بذلته ورأوا أنه يستحق التقدير والتشجيع والثناء، فجائزة الدولة التشجيعية هى بالفعل جائزة محفزة ومشجعة بشكل كبير.
حدثنا عن مسرحيتك “بلا أثر” التى منحتك جائزة الدولة التشجيعية؟
مسرحية بلا أثر، تتحدث عن تساؤل يخطر فى ذهن البطل عن ماذا لو عاش حياته كلها واكتشف فى أخر يوم له فى حياته أنه عاشها بلا أثر، ولم يترك أى قيمة فى حياته.
بطل المسرحية شاب مهتم بالتمثيل، (هاوي وليس محترفا)، والمسرحية سوف يتم عرضها قريبآ، لذلك لا أريد كشف كل أحداثها، لكن نستطيع أن نقول إنها تدور حول وقوع البطل فى صراع شخصي بين تحقيق طموحه وبين أن يسلك طريقا يمكن أن نقول عليه طريق أسهل ومضمون.
وأثناء المسرحية يقع البطل فى صراع آخر وهو التشكيك فى قدراته الشخصية وهل هو موهوب بالفعل أم هو شخص غير موهوب، وهل طموحاته أعلى من إمكانيه فلذلك لا يستطيع تحقيقها.
أثناء الكتابة هلكنت ترى شخصية حقيقة تداعب خيالك؟
بطل المسرحية هو شخصية موجودة كثيرآ فى المجمتع ووسطنا وأنا على المستوي الشخصي، كان يأتى لى دائمآ تخوف مثل بطل المسرحية، خصوصآ عندما أرى شخصا موهبا بدرجة كبيرة لكن مرة واحدة يشعر أنه بلا أثر، ويبدأ فى التشكيك ويسأل إذا كان موهبا أم غير ذلك، وهل أنا حققت شئ أم لا، وهل سنوات عمرى ضاعت بلا أي قيمة.
هل تعمل حاليا على مشروع جديد؟
كنت أقوم بإخراج مسرحية من تأليفي ودخلت بها مهرجان إبداع 10 بعنوان “بنت القمر” وحصلت على المركز الأول، ومن المقرر عرض المسرحية مرة أخرى برعاية وزارة الشباب والرياضة فى المهرجان القومي للمسرح، وأعمل أيضآ على مسرحية من تأليفي وإخراج زياد هانى، ومن المقرر عرضها على مسرح الهناجر، إضافة إلى نص ثالث يدعى “أقرب إليك” يعرض على مسرح الشباب من تأليفي وإخراج نادر الجوهري، وأشارك فى مهرجان الجامعة هذا العام.
بالإشارة إلى مهرجان الجامعة ومسرحها.. كيف ترى مسرح الجامعة وهل توجد مواهب حقيقية أم مجرد نشاط طلابي؟
فى البداية دعنا نأكد أن مسرح الجامعة هو المصنع والمنتج الأول للمواهب، وأنه ممتلئ بمواهب عظيمة، وأن نحو 80 % من النجوم في الوقت الحالي هم فى الاصل خريجي مسرح الجامعة.
أما عن احتاجات مسرح الجامعة فهو فى حاجة إلى رعاية واهتمام من وزارة الثقافة ووازة الشباب والرياضة.
ويجب أن نشير إلى أن وزارة الشباب والرياضية تقوم كل عام بعمل مهرجان إبداع بالجامعات وذلك عامل مهم ومساعد، لكن ما زلنا فى حاجة إلى زيادة الرعاية.
ويعتبر مسرح الجامعة للهواة وهذا لا يعني أن هناك شئ غير صحيح أو ناقص، وأن المحترفين أفضل، بالعكس رأيت أن هناك عروضا تخرج من مسرح الجامعة تكون على درجة كبيرة مع الاحترافية، ليست موجودة فى عروض متخصيصين ومحترفين، وفى المهرجان القومي للعروض المسرحية فى مصر هناك عروض لشباب هواة من مسرح الجامعة حصلت على مراكز أفضل من عروض المحترفين.
هل لديك حلول للارتقاء بمسرح الجامعة؟
أرى أن عروض مسرح الجامعة فى حاجة إلى رعاية ودعم أكبر من قبل المحترفين والمتخصيصين، فهناك مهرجانات فنية تتم كل عام داخل الجامعة، فلماذا لا يتم عمل ورشة عمل فى نهاية المهرجان لجميع المشاركين وتعد لجنة التقيم المسؤولة عن العروض ملفا كاملا عن كل عرض فني وتبرز فيه جوانب النقص والأخطاء، بدلا من ان يكون دور اللجنة مقتصر على إعلان نتائج الفائزين فقط، وبالتالي سوف يكون العام القادم أقوى وعلى درجة كبيرة من التميز، وهنا نتحدث عن الجامعات الثلاثة الكبيرة (القاهرة وعين شمس وحلوان) التى تفوز بالنصيب الأعلى من الرعاية والاهتمام والدعم.
وأضاف أن هناك تعارض كبير بين الإدارة التعليمة وإدارة النشاط الفني، فهناك عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس ينظرون إلى طلاب مسرح الجامعة على أنهم يقومون بشئ تافه وغير مفيد، وأن الأفصل لهم التركيز على المحاضرات.
فى النهاية مسرح الجامعة يحتاج زيادة اهتمام ورعاية أكبر من الوقت الحالي، لا أستطيع أن أحدد الجهة المسؤلة، لكن هناك حاجة إلى نظرة جادة فى هذا الأمر.
من أبرز الكتاب والمخرجين الذين تحرص على الاستماع إليهم ومشاهدتهم؟
علمت بترشح المخرج داود عبد السيد لجائزة النيل، وأنا من أشد المحبين والمتابعين له، وشاهدت مراسم الإعلان عن جوائز الدولة عبر البث المباشر حتى أتأكد من فوز المخرج داود عبد السيد، وأثناء الحفل تم الإعلان فى البداية عن جائزة الدولة التشجيعية وفوزت بها، لكن لم أفرح مثل فرحتي بفوز دواد عبد السيد وبجائزة النيل.
وأنا أرى أن المخرج داود عبد السيد من أهم الكتاب والمخرجين فى مصر.
نسمع كثيرآ من صناع السينما والمسرح والتلفزيون أن هناك أزمة فى الكتابة.. ما تعليقك؟
هناك جملة شهيرة فى مصر تقول إن “مفيش ورق”، وأنا دائما أشعر أن هناك ورق، لكن لا يوجد قارئ، فهناك موضة منتشرة فى الاونة الاخيرة عند الصناع انه إذا دخل عليه أحد ومعه نص يقول له احكي لى ولا تتركنى أقرأ، وذلك غير صحيح فهناك مواضيع لا يمكن حكيها وتحتاج إلى القراءة بتركيز لفهما وإدراكها.
وهناك أشياء لا يمكن ان يتم معرفتها بمجرد الحكي فقط فربما تكون الشخصيات بها خلل أو أن يكون الايقاع غير منضبط كل هذه مشاكل لا نعرفها لا من خلال القراءة وليس الحكي.
وهناك أيضآ الحكم المسبق على الجمهور، وأن الجمهور لن يفهم تلك النوعية من الأفكار أو أنه لا تعجبه مثل تلك القصص، وذلك غير صحيح بالمرة، وأن المؤلف والمخرج إذا أدى عمله بحب وإخلاص ففكرته سوف تصل إلى الجمهور، والغالبية الان يبحث عن القصص المثيرة (تريندي) والحكم على الجمهور مسبقآ .