EN 
يشهد العالم نهضة وتطورا فكريا غير مسبوق، لكن رغم ذلك يصر البعض على التمسك بالعادات والتقاليد والموروثات القديمة والبالية التي يكون ضررها أكبر من نفعها.
التبرك بمياه الصرف الصحى
إحدى مظاهر التمسك بالعادات الضارة ما كشف عنه مقطع فيديو انتشر خلال الأيام الماضية، رصد تبرك عدد من المواطنين بمدينة إدكو بمحافظة البحيرة بمياه بئر صرف صحي تابعة لأحد المساجد.
مقطع الفيديو أثار دهشة الكثيرين وقررت على الفور الأجهزة التنفيذية بمحافظة البحيرة بإغلاق البئر وتوعية الناس بالأضرار التي يمكن أن تصيبهم جراء هذه العادات والتصرفات.
وأبدى مجموعة من الأطباء المتخصصين اندهاشهم من هذا التصرف لأن هذه المياه محملة بكثير من البكتيريا والفيروسات والفطريات الضارة التي قد تتسبب في أزمة وضرر صحي جسيم لمن يضعها على جسده.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل انتشر أيضا مقطع فيديو لمجموعة من الناس وهم يمرون أسفل عجلات القطار، رغم أنه تصرف غير سليم ويمكن أن يؤدى إلى الضرر ونهايته الموت.
وناشدت وزارة النقل المواطنين توخي الحذر عند عبور مزلقانات السكة الحديد والالتزام بتعليمات الهيئة عند العبور والالتزام بالعبور بعد فتح المزلقان ومرور القطار وعدم اقتحام المزلقان أو السير عكس الاتجاه أثناء غلقه، حتى لا يؤدي ذلك إلى إزهاق الأرواح وتعطيل مسير القطارات.
يأتي ذلك في إطار الحملة الموسعة التي أطلقتها وزارة النقل تحت عنوان “سلامتك تهمنا”، وذلك لتحذير الركاب والمواطنين من السلوكيات السلبية عند استخدام مرفق السكك الحديدية للمحافظة على أرواحهم وعلى الملكية العامة للدولة.
المزاج الشخصي ونشر الشائعات
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بنها، إن ما يحدث مرتبط ارتباطا كليا بالجهل وعدم الوعي، وبعض الشائعات من خلال الترويج لنشر شائعة معينة أو الترويج لقصة وهمية معينة.
وأوضحت "منصور"، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الناس يبدأون في تصديق هذه الشائعة إذا كانت لشفاء الأمراض بهذه الطريقة أو أي أمر آخر، ثم بعد ذلك يتداولون هذه الرؤية ويزيدون ويضيفون على هذه القصة وفقا للمزاج الشخصي، وهنا الأشخاص يقولون: “لقد رأيت” وليس “سمعت” لتصديق الأمر وإضفاء مصداقية للشائعة.
وأضافت: “لذلك هذه الأمور تأخذ قدرا من المصداقية والرغبة في التجريب من بعض الناس الذين يمتلكون وعيا منخفضا للأسف، وهنا يجب مقاومة هذه الشائعات إعلاميا ونشر الوعي بين الناس لتتم المعاملة بالأمور بالشكل السليم، لأن الوعي المصري والثقافة المصرية ضعيفة”.
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن ما فعله الناس عند التبرك بمياه صرف صحي أو السير تحت عجلات القطار يسمى “الثقافات القديمة”، وهذه حاجات نفسية معنوية وليس أكثر نتيجة شعور الشخص بالرغبة في شيء مقدس يشفيه أو يساعده.
وأوضح فرويز، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن أغلب الأمراض الجلدية منشأها نفسي، وعندما يذهب الشخص إلى طريق التبرك بمياه الصرف الصحي، فإنه يمتلك اعتقادا نفسيا كاملا لرفع روحه المعنوية وشفائه، وهنا يجب التركيز على التوعية، فكلما يلجأ الناس إلى العلاج السليم ويؤمنون بالله، فلن يحتاجوا إلى وسيط للشفاء.
وتابع: “نحاول بقدر الإمكان أن نثق في أنفسنا ونقوي علاقتنا بالله سبحانه وتعالي، فهذا يحسن كثيرا من الحالة المزاجية”.
وأكد أنه يجب ان تكون هناك حملات توعية للأهالي صحية ودينية حتى لا يكون المواطنون فريسة لهذا الجهل والخرافات، لأن هذه الواقعة لن تكون الأخيرة، فهناك الكثير من الجهلاء الذين سيحاولون تقليد هذه الكارثة في أماكن مختلفة.
