حدد فريق من معهد كارولينسكا فى السويد، جزيئا صغيرًا قادرًا على تحفيز تجديد الخلايا المنتجة للأنسولين وذلك من خلال تحليل كمية كبيرة من المواد في نموذج أسماك الزرد.
وأظهر الباحثون كيف أن الجزيء الذي حددوه يحفز تكوين خلايا جديدة منتجة للأنسولين في أنسجة الزرد والثدييات، من خلال آلية موصوفة حديثًا لتنظيم تخليق البروتين.
ونُشرت النتائج في مجلة Nature Chemical Biology.
ويقول المؤلف الأخير للدراسة أولوف أندرسون، كبير الباحثين في قسم الخلية والبيولوجيا الجزيئية في معهد كارولينسكا: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى هدف محتمل جديد لعلاج مرض السكري، حيث نظهر طريقة ممكنة لتحفيز تكوين خلايا جديدة منتجة للأنسولين".
ويتميز كلا النوعين 1 و2 من داء السكري بارتفاع مستويات السكر في الدم، نتيجة لانخفاض مستويات الأنسولين الداخلي، أو الهرمون اللازم لامتصاص الجلوكوز من الدم، أو عدم القدرة الفسيولوجية على الاستفادة من الأنسولين المفرز أو كليهما.
ويمكن لحقن الأنسولين والأدوية الخافضة للجلوكوز السيطرة على المرض، ولكن لا يمكن علاجه.
تجديد خلايا البنكرياس
يقول كريستوس كارامبيلياس، عالم الأحياء الخلوية والجزيئية في معهد كارولينسكا، والمؤلف الأول للدراسة: "يمكن أن يكون أحد البدائل العلاج الذي ينظم نسبة الجلوكوز في الدم عن طريق زيادة عدد خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، لذلك نحن نبحث عن إمكانية تجديد هذه الخلايا".
في هذه الدراسة، قاموا بفحص الآلية الجزيئية لهذا التحفيز، من خلال تحليل عدد كبير من التفاعلات الجزيئية في خلايا الخميرة، وأظهر الباحثون أن جزيئهم يرتبط ببروتين يسمى MNK2.
تشير الدراسات اللاحقة لأسماك الزرد وزراعة الخلايا إلى أن الجزيء يعمل عن طريق تنظيم ترجمة الرنا المرسال وتعزيز تخليق البروتينات، والتي بدونها لا يمكن زيادة تكوين خلايا جديدة. أظهر سمك الزرد عند إعطاء الجزيء أيضًا مستويات أقل من الجلوكوز في الدم مقارنة بالضوابط.
تُظهر الدراسة أيضًا أن الجزيء يمكن أن يحفز تكوين خلايا بنكرياسية جديدة من الخنازير، ويحفز التعبير عن الأنسولين في العضيات البشرية (تكوينات الخلايا الشبيهة بالأعضاء).
دراسات الأنسجة البشرية
يقول الدكتور أندرسون: "سنقوم الآن بدراسة تأثير هذا الجزيء والجزيئات المماثلة في الأنسجة البشرية ونحلل البروتين المستهدف للجزيء، MNK2، في أنسجة من متبرعين ومتبرعين أصحاء يعانون من مرض السكري".
تم العثور على الجزيء المدروس من خلال الدراسات التي أجريت على سمك الزرد، مما يوفر نموذجًا قيمًا لاختبار عدد كبير من الأدوية المرشحة المحتملة لمرض السكري.
نظرًا لأن جنين السمكة شفاف، فمن السهل مراقبة تطوره باستخدام المجهر.
تحتوي يرقات الزرد أيضًا على مجموعة واحدة فقط من الخلايا، تسمى جزيرة لانجرهانز، والتي تسهل الدراسات حول كيفية تشكل الخلايا الجديدة بعد انخفاض عدد السكان بطريقة تحاكي ظهور مرض السكري من النوع الأول.
تم تمويل الدراسة من قبل مجلس البحوث الأوروبي، ومجلس البحوث السويدي، ومؤسسة راجنار سودربيرغ، ومؤسسة نوفو نورديسك، وبرنامج البحث الاستراتيجي في مرض السكري (SRP Diabetes)، ومنطقة البحث الاستراتيجي في أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي (StratRegen) في معهد كارولينسكا.
مصدر المعلومات: موقع sciencedaily