الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة تاريخية للشرق الأوسط.. جو بايدن يعلن ذوبان الجليد بين العرب وأمريكا

جو بايدن
جو بايدن

تشهد منطقة الشرق الأوسط متغيرات عدة فرضتها الصراعات والتحديات والتدخلات التي لا تنتهي في شؤونها والملفات والقضايا المفتوحة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، إضافة إلى منطقة الخليج العربي وما يحيط بها من تهديدات منذ سنوات.

الزيارة الأولى لـ بايدن دول المنطقة 

ورفعت الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية العالمية وحظر النفط الروسي في أعقاب "التدخل في أوكرانيا" من التحديات، لتتجه أنظار العالم صوب منطقة الشرق الأوسط التي باتت تحظى باهتمام مضاعف من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا من إدارة الرئيس جو بايدن.

الاهتمام المضاعف بمنطقة الشرق الأوسط ليس بسبب المشكلات التي تواجهها ولكن لما تتمتع به من ثروات طبيعية ضخمة من الغاز والبترول، حيث يبحث الجميع عن مخرج للأزمة التي خلفها الحصار الاقتصادي على روسيا ومنها الحظر المفروض على صادرات النفط الروسية.

ورغم حالة الجفاء التي شهدتها العلاقات الأمريكية - العربية في الفترة الأخيرة ومنذ قدوم الرئيس جو بايدن على رأس الإدارة الأمريكية، إلا أن الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة تعول كثيرا على الدعم العربي لها خاصة في حل أزمة الطاقة، كما تعول دول المنطقة على الدور الأمريكي لإغلاق غالبية الملفات المفتوحة وليس كلها.

وتنتظر المنطقة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لها خاصة المملكة العربية السعودية وعقد قمة أمريكية - عربية، للتباحث حول كافة التحديات الإقليمية والدولية.

ويرصد "صدى البلد" أهم وأبرز زيارات الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، إضافة إلى بعض المعلومات حول السياسي الأمريكي المخضرم، الذي يحكم البيت الأبيض منذ 20 يناير 2021.

ويعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن سياسي مخضرم يحفظ دهاليز السياسة الأميركية منذ عقود، كما كان الرجل الثاني في الولايات المتحدة بعد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث عمل نائبا له بين عامي 2009 و2017 في فترة توطدت بها علاقتهما حتى على المستوى الشخصي.

من هو الرئيس الأمريكي جو بايدن؟   

ويمتلك بايدن مميزات نجحت في جذب مزاج الناخب الأميركي له، حيث استطاع إبرازها في خطابه على مدار الأشهر التي سبقت الانتخابات الأمريكية، فهو متحدث فصيح وخبير في السياسة الخارجية الأميركية، كما أنه يعرف خبايا الداخل.

كما أصبح بايدن الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة، لم يكن غريبا على الحياة السياسية الأميركية عندما اختير خلال الفترة الماضية ممثلا للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية، فقبل 49 عاما دخل مجلس الشيوخ الأميركي، كما قاد أول "حملاته لانتخابات الرئاسة قبل 35 عاما".

ولد جو بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا عام 1942، وفي بداية حياته المهنية عمل بالمحاماة عام 1969 ثم انتخب لمجلس مقاطعة نيوكاسل سنة 1970، وبعدها بثلاث سنوات، أصبح بايدن لأول مرة في مسيرته السياسية عضوا بمجلس الشيوخ، وكان وقتها أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، ونجح في تثبيت نفسه بهذا الموقع 6 دورات متتالية.

كما ترشح بايدن عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 1988 لأول مرة، ثم ترشح مرة أخرى عام 2008، إلا أنه فشل في المرتين، وفي يناير 2017 أعلن نيته خوض السباق الثالث عام 2020.

وكلل بايدن، عمله السياسي من خلال 8 سنوات داخل البيت الأبيض نائبا لأوباما، وإن كانت هذه الفترة أحد مصادر قوته فإنها على الجانب الآخر كانت محل انتقاد من جانب ترامب ومؤيديه، الذين دأبوا على سؤاله: "لماذا لم تفعل ذلك عندما كنت في المسؤولية؟" كلما عرض شيئا من برنامجه الانتخابي.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلاقات الدولية،  الدكتور طارق فهميـ إن الإعلان اليوم عن زيارة جو بايدن للسعودية وتحديد موعدها، وهي تعتبر أول زيارة للمنطقة، كما أنه يزور إسرائيل بطبيعة الحال، لكنه أعلن زيارة السعودية، كما أنه سوف يزور خلال هذه الجولة السعودية والسلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن.

لماذا يزور إسرائيل وكيف تسير؟ 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة جو بايدن لإسرائيل ستكون مختلفة، حيث أنه سوف يؤكد على استراتيجية الأمن المشترك والدفاع عن الأمن القومي الإسرائيلي ودفعها عن مواجهة التحديات والمخاطر من الملف الإيراني، وستكون زيارة داعمة له بعد مرور منتصف الولاية، مما تؤكد على طبيعة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.

وأشار فهمي، إلى أن زيارة بايدن للسعودية أيضا ستكون مختلفة، وربما يكون عنوانها الأبرز هو الغاز والنفط والتخوف الأمريكي من وجود انحيازات خليجية سعودية بالأساس، تجاه روسيا في هذا التوقيت، كما أنه في الذاكرة أيضا موضوع الـ إس 400"، وهي مصادر السلاح التي تريد السعودية صناعتها، فالهدف هو القيام بشراكة مع السعودية، تخوفا من أنها تأخذ انحيازات تجاه الغرب، إضافة إلى بايدن يسعى لدعم السعودية ودول الخليج تجاه ما يجري من تهديدات إيرانية وإقليمية.

وأكد فهمي- أن زيارة السعودية بهدف إيران بالأساس، ولكن هناك ترتيبات أمنية استراتيجية يتم اقتراحها، تشمل أمريكا وتشمل دول الخليج، بالإضافة إلى إسرائيل لمواجهة التحديات والمخاطر الموجهة لإيران، ولكن السعودية سيكون لها تحفظات كبيرة، حيث لن تطبع حتى الآن ولن تقوم بأى عمليات سلام مع إسرائيل.

وزار بايدن العديد من البلاد، ومنها زيارتان متواليتان لكل من كوريا الجنوبية واليابان قام بهما الرئيس الأمريكي جو بايدن في أولى زياراته للقارة الآسيوية، الزيارتان حفلتا بنشاط دبلوماسي واسع، وزيارات ميدانية، وبينما اقتصرت  زيارة كوريا الجنوبية على الجانبين الكوري الجنوبي والأمريكي، فإن زيارة اليابان تضمنت اجتماعات، وإعلانات تضم إلى جانب البلدين بلداناً أخرى.

الزيارتين وما صدر خلالهما من بيانات رسمية وتصريحات صحفية أثارت ردود فعل واسعة خاصة من جانب الصين، لا سيما وأنها ذكرت صراحة في بعض الوثائق، وأشير إليها ضمنياً في وثائق أخرى، ناهيك عن التصريحات التي تعلقت بقضايا صينية جوهرية مثل قضية تايوان.

وسبق وزار بايدن كوريا الجنوبية لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حليفها الكوري الجنوبي ضد كوريا الشمالية والتأكيد على ضرورة الحفاظ على شراكة منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفق ما ذكرت صحف دولية، وكانت ضمن قمة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا. 

جولته بعنوان "معا أمريكا تعود"

كما زار بايدن بريطانيا وبلجيكا وسويسرا، حرصه على الاطمئنان على الداخل الأمريكي، الذي هو الشاغل الأكبر لمواطنيه وأحد أهم عوامل إنجاح المسيرة السياسية لأي رئيس أمريكي.

وكدلالة لعودته للتركيز على الجبهة الداخلية استعدادا لموسمي الانتخابات حينها لعام 2021، وزار بايدن ولاية ويسكونسن ليعزز جهوده للترويج لخطة للبيت الأبيض لدعم البنية التحتية تقدر قيمتها بتريليون دولار تم الإعداد لها مع كل من النواب الديمقراطيين والجمهوريين بالكونجرس على السواء.

وبعدها توجه نحو ميشيجان كجزء من جولته التي تحمل عنوان "معا أمريكا تعود" بالتزامن مع عطلة عيد الاستقلال يوم 4 يوليو 2021، بما يمثل علامة على تحقيق تقدم في التعافي من جائحة كورونا.

وزيارة بايدن لميشيجان هي الثالثة منذ بدء فترة رئاسته يوم 20 يناير 2021، بينما كانت رحلته لويسكونسن هي الثانية له منذ توليه السلطة، كما أنه سافر ثلاث مرات إلى ولاية بنسلفانيا التي ينتمي إليها، ومرتين إلى جورجيا ومرة إلى نورث كارولاينا منذ بدء إدارته.