تاريخ سيدات مصر العظيمات لن ينتهى قط فكلما شاغلنى تفكيرى بأن القارئ سوف يمل من مقالاتى عن ملكات مصر القديمة، وعقلى يقول لى كفىَ سوف اكتفى بهؤلاء الملكات التى سبق وتعرفنا عليهن تأتى ملكة عظيمة وتلفت انتباهى وتفكيرى إليها، وتقول لى هأنا هنا أنا أيضًا عظيمة مثل حتشبسوت وتى وجميلة مثل نفرتيتى وكليوباترا أنا أيضا ملكة أنا نفرو سوبك صاحبة الألقاب الملكية الخمسة وسيدة كل النساء ويأخذنا فضولى لمعرفة الكثير عنها ولا أدرى كيف تكتب يدى بكل حب وشغف كى أعلم كل محبى مقالاتى بمن هى الملكة نفرو سوبك.
ابنة الملك أمنمحات الثالث وتعتبر أخر ملوك الأسرة الثانية عشر وأخت الملك أمنمحات الربع وعندما توفى لم يكن هناك وريث من الذكور ومن ثم أعتلت نفرو سوبك العرش وحكمت خلال الحقبة 1802-1806 قبل الميلاد وتعتبر هي أول فرعون أنثى معروفة بوجود دليل ثابت، بالرغم من نيتوكريس التي ربما حكمت في الأسرة السادسة عشر وهناك خمس ملكات يسود الظن أنهن حكمن في الاسرة الأولى.
وتعتبر الملكة نفرو سوبك واحدة من أهم ملكات مصر القديمة، وكان وجودها مؤثراً ودورها محوريا وقصة حياتها وأعمالها خالدة على مر الزمن.
فهى صاحبة الألقاب الملكية الخامسة وسيدة كل النساء فلقبت بلقب" حور مريت رع " (أي حبيبة رع )، ولقبت بـ " نبتى سات سخم نبت تاوى" (أي بنت القوى سيدة الأرضين )، ولقبت بـ " حور نبو جدت خعو" (أي مثبتة التيجان) ، ولقبت بـ " نسو بيتى كا سوبك رع" (أي قرين المعبود سبك – رع)، ولقبت بـ"سا رع: نفرو سوبك شديتى" (وهو الاسم الشخصي ومعناه جمال المعبود سوبك).
كما لقبت أيضا بـ"سيدة كل النساء"، حيث حرصت على استخدام ألقاب مؤنثة لتظهر كينونتها وتعبر عن شخصيتها، وحافظت في معظم تماثيلها على المظهر الأنثوي.
تمكنت نفرو سوبك من حكم البلاد مفرده بلا شريك أو منافس وقامت بوضع خطة سياسية مستقرة في مصر خلال عصرها ، ولم يشهد عصرها أي تمردات ضد حكمها .
وقام رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية و السياحية ، بفتح الباب أمام علماء المصريات و الأجانب والأثريين للبحث عن قبر الملكة نفرو سوبك، على غرار ما جرى من مسح راداري بمنطقة وادى الملوك في غرب الأقصر .
وتم اكتشاف عدد قليل من آثارها ، وكان من بينها ثلاثة من التماثيل النصفية المفقودة الرأس، أهمها فى متحف اللوفر فى باريس، مما قد يشير إلى تعرض تماثيلها، وربما آثارها، للاعتداء. ولا ندرى السبب وراء تدمير آثارها. وتظهرها تماثيلها المكسورة بملامح وملابس أنثوية ، وفى أوضاع الملوك فنراها تطأ بقدميها أعداء مصر ، مقلدة ملوك مصر، منذ الملك حور عحا "مينا "فى المظهر والزى والفعل كى يتم قبولها فى أعين الشعب ولدى الآلهة.
واهتمت الملكة بهرم أبيها أمنمحات الثالث ومجموعته الجنائزية الخاصة في منطقة هوارة في الفيوم، وقامت بالعديد من الإضافات إليها، وارتبطت أعمالها الأثرية والمعمارية بوالدها. وكُشف عن بعض القطع الأثرية التي تحمل اسمها بالقرب من هرم أبيها. ورغم أنه لا يُعرف مكان مقبرتها حتى الآن، فإنه ربما قد تكون دُفنت في هرم مزغونة الشمالي في الجيزة .
وحير موقع مقبرة الملكة نفرو سوبك علماء الآثار في العالم، كونها واحدة من أبرز الملكات اللاتي حكمن مصر خلال الدولة المصرية القديمة، وكان لها دور بارز في استقرار الأوضاع بالبلاد في فترة حكمها .
و توفيت الملكة نفرو سوبك، دون أن تترك وريثاً، وتعد نهايتها غامضة، غير أنه ليس هناك ما يشير إلى أنها ماتت ميتة غير طبيعية. وانتهت بنهايتها الأسرة الثانية عشرة ومجد عصر الدولة الوسطى التي استمرت قليلاً بعد ذلك .