أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبيرة التربوية، أن المدرسة مؤسسة تربوية و تعليمية تضطلع بدور رئيسي في نشأة الأجيال، موضحة أن افضل فترة يتم تعديل فيها بعض السلوكيات في شخصية الطلاب هي فترة الإجازة، لأنه لا يوجد الضغط المدرسي.
وأوضحت الخبيرة التربوية، أن الحياة مدرسة كبيرة، ومن ثم فإن التعلم لا يتوقف على المرحلة الدراسية فقط، بل يجب على الطالب أن يستمر في التعلم والبحث عن المعرفة وتلقي كل ما هو مفيد حتى أثناء إجازته الدراسية، والأجمل من ذلك فأثناء المرحلة الدراسية تكون المواد متخصصة ومختارة للطالب، أما في فترة الإجازة فتكون المواد المعرفية متنوعة ولدى الطالب حرية الاختيار مثل التعرف على الثقافات الأخرى الجديدة ومطالعة الكتب والسفر والتنقل من مكان لمكان آخر مع العائلة في ظل الأجواء الحميمية والتلاحم والترابط الأسري، فكل ذلك التنوع يساعد في تطوير ذات الطالب، ويساهم في صنع مهارات جديدة لديه.
وطالبتأستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس،المدارس بضرورة قيام الأنشطة التثقيفية والبرامج والمعسكرات للطلبة بهدف إثراء إجازة الشتاء، التي تمتد في العام الدراسي، موضحا أن الوزارة تسعى إلى دفع طلبة المدارس لاستغلال الإجازة بالشكل الأمثل بما ينعكس عليهم بشكل إيجابي، وإمدادهم بممارسات وخبرات عملية تنمي لديهم جوانب شخصية وذهنية تسعى الوزارة لتكريسها في الحياة المدرسية.
وأضاف الدكتورة سامية خضر، أن هناك عوامل أخرى تؤثر على صحة الطالب العقلية، مشيرا إلى أن "مقدار الوقت الذي يقضيه الفرد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يكون آثار سلبية بتصفح مواقع "السوشيال ميديا"، وتكوين افكار مغلوطة، بالاضافة الي انتشار ظاهرة التنمر على الآخرين، مما تسبب في إصابة الكثيرين بالمشكلات النفسية التي قد تصل للاكتئاب والانتحار.
ووجهت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، رسالة إلى العاملين في ميدان التربية والتعليم مناشدة إياهم "بضرورة نشر الوعي لدى الطلبة والأهالي حول كيفية استغلال وقت الفراغ، حيث إن التعليم له دور أساسي في المجتمع، وذلك من خلال تغيير نظرة المجتمع، الذي وضع أو ربط فكرة الإجازات بوقت الكسل والاسترخاء والنوم الطويل"، مشددة على "مسؤولية الإعلام الذي يجب أن يلعب دوراً بارزاً، إضافة إلى إتاحة فرص العمل للطلاب، وتشجيع وتوفير المؤسسات الحكومية والخاصّة على قبول عملهم بشكل جزئي خلال الإجازة الصيفية".