وصلت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بشأن القدرات النووية الإيرانية إلى نقطة اللاعودة هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي يدفع الشرق الأوسط إلى منطقة مجهولة، وفق ما ذكر تحليل لشبكة (سي إن إن) الأمريكية.
وقالت سي إن إن، إن طهران زادت من عمليات تخصيب اليورانيوم بوتيرة لم تحدث منذ توقيع الاتفاق التاريخي عام 2015، والذي شهد قيام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات، قبل انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018.
ويعتقد المحللون أن طهران ربما تكون قد حصلت بالفعل على المواد اللازمة لتصنيع سلاح نووي.
وأغلقت إيران، الخميس الماضي، كاميرات المراقبة التي تستخدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمراقبة النشاط في المنشآت النووية الرئيسية في البلاد.
وحذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي من أن هذه الخطوة قد توجه "ضربة قاضية" للمفاوضات التي تسعى لإحياء الاتفاق النووي.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي لشبكة سي إن إن، إن عدم وجود لقطات وصور من المواقع النووية يحرم المفاوضين من الاتفاق النووي - المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) - من البيانات الفعلية، مما يجعل من "المستحيل تقنيًا التوصل إلى اتفاق".
وذكر جروسي: "أو يمكن أن يكون لديك (صفقة) على أساس عدم وجود معلومات ، وهو ما أفترض أنه لن يحدث. هذا هو السبب في أننا نقول إنه أمر خطير للغاية. له عواقب".
وبدأت إيران في تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في مجموعة في محطة تخصيب تحت الأرض، وفقًا لرويترز ، التي أفادت أنها اطلعت على تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يصف النشاط النووي المتصاعد في إيران.
جاء الأمر بعد أن أصدر مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا لفشله في تفسير آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
ويأتي تسريع برنامج إيران النووي وسط تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
زوصلت المحادثات حول خطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود بسبب الضغوط المتزايدة من طهران لشطب الحرس الثوري الإيراني - فرع النخبة من القوات المسلحة الإيرانية - من قائمة المنظمات الإرهابية.
ويُعتقد أن هذه هي النقطة الشائكة الأخيرة خلال ما يقرب من عام ونصف من المفاوضات بين البلدين.
ورفض الجانبان حتى الآن التزحزح عن هذه القضية ، بفضل الضغوط السياسية المحلية في بلديهما.
وأدرج ترامب الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية أجنبية خلال أسابيعه الأخيرة في منصبه. ووصف منتقدوه القرار بأنه "حبة مسمومة" واتهموا ترامب بإلقاء حجر عثرة في وجه أي مفاوضات مستقبلية بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة.