خبراء تعليم:
كيفية استغلال الإجازة الصيفية في تقويم سلوك الطلاب
تشجيع الأبناء بتنمية المهارات الفكرية والسلوكية وتنظيم الوقت في الإجازة الصيفية
التزام المدارس بالندوات التثقيفية والأنشطة الترفيهية
أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أنه يجب استغلال الإجازة الصيفية في تقويم سلوك الطلاب، وتزويدهم ثقافيًا واكتسابهم مهارات التفكير الإبداعي، واكتشاف المواهب داخل المدارس، من خلال الأنشطة الصيفية، الندوات التثقيفية.
وناشد الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" بضرورة عمل ندوات تثقيفية، تعرف الطالب بالوضع الإقتصادي والسياسي العالمي والأزمات، بعيدًا عن المعلومات المغلوطة التي تُصدر إليه عن طريق الإنترنت، والتأثير السلبي للسوشيال ميديالانه له أثر كبير في أفكار الطلاب ونمو عقلهم وتكوين الجانب السلوكي لديهم، موضحا أن كل هذه العوامل يجب أن تجتمع داخل المدرسة حتى تقوم بترسيخ المبادئ والأخلاق بداخل الطلاب كما أنها تساعدهم في بناء شخصيتهم.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إلى ضرورة الاهتمام بالأنشطة الترفيهية من مسرح وموسيقى، واكتشاف الموهوبين على أن يكون التقييم من خلال حفل ختام الأنشطة الصيفية، وحصاد النشاطات الصيفية، وتكريم المتميزين من جميع الأنشطة
وتابع الخبير التربوي "ينبغي على الأهل مشاركة الأبناء بمجموعة من الألعاب والأنشطة التي تنمي الذكاء، ويمكن ممارستها بالمنزل بمساعدة الاهل، ويمكن للطلاب الأكبر سناً استغلال الوقت في قراءة الكتب أو القصص والروايات، كما يمكن الاهل إشراك الصغار في المهام المنزلية؛ كي يتعلموا المشاركة وتحمل المسؤولية".
وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أنه على الآباء أن ينموا لدى أطفالهم الهوايات التى يميلون إليها حسب ظروف وقدرات كل طفل، كالرسم والموسيقى والتصوير، بالإضافة إلى تعزيز ولاء الأطفال لكل من: الدين والأسرة والوطن، ويمكن الاستعانة فى ذلك بقنوات تليفزيونية هادفة بما يعزز الانتماء لهذه العناصر الثلاثة.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إلى أن معظم الطلاب يميلون لأسلوب النقاش وتبادل الأفكار عند عرض النصائح من المعلمين وينفرونا من أسلوب الأمر والهجوم عليهم بسبب تصرفاتهم الخاطئة لذلك عند النقاش يتم عرض النصيحة بشكل لطيف، ما يرسخ في أنفسهم تقبل النقد وقبول النصيحة من الآخرين.
ومن جانبة أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن المدرسة تزيد من وعي الطلاب بالتحديات الراهنة، وتسليح الطالب بالوعي والثقافة لمواجهات التداعيات المستمرة من خلال عقد الأنشطة الصيفية، الندوات التثقيفية.
وطالب الخبير التربوي، بأن تكون المدارس ملتزمة بشأن خطط التوعية ومشابهة الأفكار المغلوطة والتطرف، موضحا أن تكون كل جامعة لديها خطة شاملة خلال العام الدراسي وإجازة منتصف العام الدراسي ونهاية العام، من خلال استضافة رموز المجتمع بمختلف الفئات ورجال الدين، للحديث والتواصل دوما مع الطلاب ومنتسبي الحرم الجامعي في إطار مواجهة التطرف والأفكار المغلوطة.
وأوضح رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن على الأسرة دوراً كبيراً في تنظيم الوقت في العطلات الصيفية لدى الأبناء، وخاصة دور المنزل يكون مهما في تشجيع الأبناء على القيام بتنمية المهارات الفكرية والسلوكية وتنظيم الوقت في الإجازة الصيفية من خلال المشاركات في الفعاليات والمهرجانات الوطنية والثقافية والتراثية والأنشطة التي تقام على مدار فترة العطلة.
وقال الدكتور محمد فتح الله، إن العطلة الدراسية مفيدة جداً للطالب إن استغلها بالشكل الصحيح، وأدرك مدى فوائدها، فإن العطلة تساهم في تجديد نشاطهم الذهني، والنفسي، وراحتهم الجسدية، بالإضافة إلى أن العطلة تعطي فرصة لاستكمال اجتياز العقبات والصعوبات التي واجهها الطلبة والطالبات أثناء الدراسة، ومعالجة الثغرات والنواقص، والاستعداد لمسيرة دراسية جديدة مثل (اختبار الدور الثاني هو إحدى الفرص)، وأيضاً استغلال العطلة بتدارك بعض المواد التي كان من الصعب على الطالب استيعابها، ومراجعتها، وفهمها حتى يكون مستعداً لاستيعاب المواد القادمة من المرحلة الجديدة.
وأوضح رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن جميع الطلبة ينتظرون الإجازة بفارغ الصبر للتنفيس، وتفريغ الضغوطات خلال الفترة الدراسية، لكن للأسف بعض الطلبة لا يدركون ما قيمة الإجازة فتصبح هماً لهم لأهاليهم، وأياماً مظلمة بسبب عدم استغلالهم للإجازة بوعي، ومن دون تخطيط فيعرضون أنفسهم للخطر والمهالك بتفريغ الضغوطات المحتبسة في داخلهم بالشكل والصورة الخاطئة.
ومن جانب اخر أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبيرة التربوية، أن المدرسة كمؤسسة تربوية و تعليمية تضطلع بدور رئيسي في إنشاء الأجيال، تتعرض كأي مؤسسة ذات هدف بهذا الحجم إلى العديد من المشاكل، نظرا لتعدد الأطراف المتفاعلة معها و تنوع التأثيرات المتبادلة بينهم
وأوضح الخبيرة التربوية، أن الحياة مدرسة كبيرة، ومن ثم فإن التعلم لا يتوقف على المرحلة الدراسية فقط، بل يجب على الطالب أن يستمر في التعلم والبحث عن المعرفة وتلقي كل ما هو مفيد حتى أثناء إجازته الدراسية، والأجمل من ذلك فأثناء المرحلة الدراسية تكون المواد متخصصة ومختارة للطالب، أما في فترة الإجازة فتكون المواد المعرفية متنوعة ولدى الطالب حرية الاختيار مثل التعرف على الثقافات الأخرى الجديدة ومطالعة الكتب والسفر والتنقل من مكان لمكان آخر مع العائلة في ظل الأجواء الحميمية والتلاحم والترابط الأسري، فكل ذلك التنوع يساعد في تطوير ذات الطالب، ويساهم في صنع مهارات جديدة لديه.
وطالبتأستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس،المدارس بضرورة قيام الأنشطة التثقيفية والبرامج والمعسكرات للطلبة بهدف إثراء إجازة الشتاء، التي تمتد في العام الدراسي، موضحة أن الوزارة تسعى إلى دفع طلبة المدارس لاستغلال الإجازة بالشكل الأمثل بما ينعكس عليهم بشكل إيجابي، ورفدهم بممارسات وخبرات عملية تنمي لديهم جوانب شخصية وذهنية تسعى الوزارة لتكريسها في الحياة المدرسية.
وأضاف الدكتورة سامية خضر، أن هناك عوامل أخرى تؤثر على صحة الطالب العقلية، مشيرا إلى أن "مقدار الوقت الذي يقضيه الفرد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يكون آثار سلبية بتصفح مواقع "السوشيال ميديا"، وتكوين أفكار مغلوطة، بالاضافة الي انتشار ظاهرة التنمر على الآخرين، مما تسبب في إصابة كثيرين بالمشكلات النفسية التي قد تصل للاكتئاب والانتحار.
ووجهت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، رسالة إلى العاملين في ميدان التربية والتعليم مناشدة إياهم "بضرورة نشر الوعي لدى الطلبة والأهالي حول كيفية استغلال وقت الفراغ، حيث إن التعليم له دور أساسي في المجتمع، وذلك من خلال تغيير نظرة المجتمع، الذي وضع أو ربط فكرة الإجازات بوقت الكسل والاسترخاء والنوم الطويل"، مشددة على "مسؤولية الإعلام الذي يجب أن يلعب دوراً بارزاً، إضافة إلى إتاحة فرص العمل للطلاب، وتشجيع وتوفير المؤسسات الحكومية والخاصّة على قبول عملهم بشكل جزئي خلال الإجازة الصيفية".