تنفيذ مشروع قمر التنمية الأفريقي لقياس ورصد المتغيرات المناخية
تقديم القمر إلى 5 دول أفريقية بالتعاون مع الوكالة
حازت قضية التغيرات المناخية على اهتمام واسع من قبل دول العالم، كما تولي مصر الاهتمام بها من خلال كافة الجهات، وتسعى وكالة الفضاء المصرية لاستكمال تنفيذ مشروع قمر صناعي لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير( SPNEX)، الذي سيتم إطلاقه نهاية عام 2023، بدعم وتمويل عدد من الجهات من بينها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبالتعاون مع العديد من الجهات العلمية منها هيئة الطاقة الذرية والهيئة العامة للأرصاد الجوية، وجامعات حلوان، والمنصورة، وزويل وبورسعيد وغيرها.
أوضح مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أنه سبق أن اجتمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي مع رؤساء ووفود وكالات الفضاء الإفريقية بدول (كينيا، أوغندا، نيجيريا، غانا، السودان)، بحضور الدكتور محمد العراقي نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية؛ لبحث آليات تنفيذ مشروع قمر التنمية الإفريقي.
وأشار إلى أنه قد تم الإعلان عن هذا المشروع خلال مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنــمية الإفريقية في اليابان في أغسطس 2019، مؤكدًا أهمية المشروع في دراسة تأثير التغيرات المناخية على دول القارة، وما يمكن أن تقدمة تكنولوجيا الفضاء في هذا المجال، وكذا مراقبة تأثيرات التغيرات المناخية على دول القارة الإفريقية، وما يستتبعه من آثار على ندرة المياه، ومعدل التصحر، وقلة الغذاء، لافتًا إلى أنه تم عقد برنامج تدريبي لفرق العمل الإفريقية بالوكالة في يوليو وأغسطس العام الماضي؛ لتدريب 16 متدربًا من الدول الإفريقية المشاركة في المشروع.
وأكد عبدالغفار ضرورة مشــــاركة مخـــرجات هذا المشــروع في مؤتمر المناخ الدولي (COP 27)، المقرر عقده نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى دعم الدولة المصرية له، واستعدادها التام لتوفير جميع التدريبات، والدعم الفني للفرق العلمية من الدول الإفريقية.
وأوضح أنه تم توقيع وثيقة العمل بالمشروع، كما تم الاتفاق على دور الدول الإفريقية المشاركة في المشروع فيما يخص بناء الأنظمة الفضائية المختلفة للقمر الصناعي، بالإضافة إلى تشكيل اللجنة الإدارية والفنية للمشروع.
قال الدكتور أيمن محمود رئيس مجموعة التصوير الفضائي والمشرف على مشروع قمر صناعي لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير( SPNEX)، إنه من خلال فعاليات مؤتمر المناخ الذي سيعقد الفترة المقبلة، والذي تستضيفه مصر في شهر نوفمبر القادم، سيتم تقديم عرض تفصيلي لمشروع القمر الصناعي (لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير SPNEX) لدوره الهام في رصد تأثيرات التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها السلبية.
وأوضح أن تكنولوجيا الفضاء تلعب دورا أساسيا في مكافحة تلك التغيرات محل اهتمام العالم، لذا هذا القمر الصناعي سيتم تصنيعه بأياد وقدرات مصرية خالصة دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية.. وسيساهم في عملية التصنيع شركات مصرية عريقة متميزة في تصنيع الأجهزة الخاصة بالأقمار الصناعية ومنها شركة بنها لصناعة الإلكترونيات والشركة العربية العالمية للبصريات.
وأشار إلى أن عملية إدارة وتشغيل القمر الصناعي ستكون من مقر التشغيل الفضائي بوكالة الفضاء المصرية، وسيتم توفير ونشر البيانات التي سيرسلها القمر لجميع الجهات المعنية في الدولة.
كما أشار الدكتور أيمن محمود إلى أن هذا القمر خاص بقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير الموجودة في الغلاف الجوي والتي تؤثر على سلامة المركبات الفضائية وأية إشارات خارجة من سطح الأرض مثل الاتصالات، والطيران المدني.
وقال "إن هذا القمر يستهدف تحسين دقة نموذج التنبؤ بخصائص طبقة الأيونوسفير وخصائص البلازما والتي لها أهمية كبيرة في طقس الفضاء والتغيرات المناخية خاصة وأن المنطقة العربية وأفريقيا تمتلك نماذج غير دقيقة حاليا لطبقة الأيونوسفير".
وأضاف أنه سيتم من خلال هذا القمر، المشاركة في مجموعة من المبادرات منها اللجنة الدولية لاستخدامات الفضاء بالأمم المتحدة التي أعلنت عن مبادرة لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير لما لها من أهمية كبرى في طقس المناخ ورصد التغيرات المناخية.
بينما قال الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن الكاميرا التي توضع في محطة الفضاء الدولية وهي تدور حول الكرة الأرضية والمحطة تدور 14 لفة في اليوم الكاميرا وهي على ارتفاع 400 كيلو متر من سطح الأرض، والتي ستوضع الكاميرا عليها وستلتقط بدقة عالية الصور وهي صور فضائية تلتقط في أوقات متتابعة ومن خلال تتابع الصور وتحليلها سيتم رصد أن كان قد حدثت تغيرات وهل الاحتباس الحراري زائد في بعض المناطق أم لا وبالتالي نحصل على إنذار بشأن هذه التغيرات ، كما أن الصورة التي سيتم التقاطها دقتها عالية جدا.
وأضاف القوصي، أن مصر ليست المسببة للتغير المناخي ولكنها تتأثر به شأنها شأن باقي الدول الافريقية وهي أيضا ليست ضلع من ضلوع المتسببة في التغيرات المناخية إنما الأمر يتسبب فيه الدول الصناعية الكبرى ، بينما نحن في مصر نستخدم الصور الفضائية وخاصة جهاز شئون البيئة في التعرف على تطورات التغيرات المناخية ، مشيرا إلى أنه قرر دراسة بلازما الموجودة في الفضاء لنرى أن كانت هذه البلازما لها تغيرات مناخية وبالتالي نصنع قمر حاليا بدأنا فيه يقوم بقياس درجة البلازما في طبقة الفضاء ومن خلال هذه الخصائص نعرف ما سيتم على سطح الكرة الأرضية من تغيرات.
وكانت وكالة الفضاء المصرية أعلنتأنه تم التوقيع على مذكرة التفاهم من قبل الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية وأنديسوا مليسا الرئيس التنفيذي لوكالة فضاء جنوب افريقيا.
وتم ذلك في حضور الدكتور محمد خليل عراقي نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية والسفير فضل نصر الدين مساعد وزير الخارجية لجنوب افريقيا وممثلي وزارة التعليم العالي بجنوب افريقيا.
وتم توقيع مذكرة التفاهم للتعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، بهدف تفعيل آليات التعاون في مجال أنشطة الفضاء، والبحث والاستكشاف للأغراض السلمية، وتشجيع تبادل المعرفة والخبرات بين البلدين والاستفادة من الموارد البشرية والتقنيات المتاحة.
جدير بالذكر فقد أهدى الدكتور القوصي، درع وكالة الفضاء المصرية الي السيدة أنديسوا مليسا الرئيس التنفيذي لوكالة فضاء جنوب افريقيا .