عم غريب أقدم سنان للسكاكين في قنا:
حرفة سن السكاكين من الحرف الخطرة التي يخشاها كثير من الناس
ظهور أشكال وأنواع جديدة من السكاكين جعل شراء الجديد أسهل
خلال موسم عيد الأضحى أستعين بأبنائي لمساعدتي فى تلبية الطلب المتزايد على سن السكاكين
الخطأ البسيط قد يكون ثمنه حياة الشخص
تعتبر حرفة "سن السكاكين" من الأبرز خلال الموسم الحالي بعد أيام أو شهور من التوقف، وتزدهر تلك الحرفة في قنا بشكل كبير مع اقتراب موسم عيد الأضحى، الذى يحيى وينعش محلات سن السكاكين بعد فترات تعانى فيها محلاتهم هجر الزبائن لحرفتهم.
ولعل أبرز محترفي تلك المهنة عم غريب ، كما يلقبه أهالي وسط مدينة نجع حمادى شمال قنا ، واحد من العاملين فى الحرفة منذ سنوات بعيدة ، تتجاوز خمسين عاماً، مازال يعيش فى جلباب الحرفة التي توارثها عن والده، ومصراً على استكمال حياته فيها.
السكاكين أصبحت عادة يومية لا يقوى على فراقها عهم غريب، إذ أن قسوة المهنة لم تترك ملامح على وجه عم غريب، ككثير من الحرف والمهن القاسية ، لكنها زادته هدوءاً وسكينة ، تظهر فى تعاملات الود والمحبة مع قاصديه من الأهالى.
وعلى الرغم من ظهور أشكال وأنواع جديدة من السكاكين جعل شراء الجديد أسهل من إعادة سنها مرة أخرى، يقول كمال أبوالسعود حسين ، الشهير بـ عم غريب 68 عاماً، إن السكاكين و أدوات التقطيع لم تفارق يده منذ 5 عقود من الزمن أو أكثر، حيث تعلمها على يد والده الذى توارثها عن جده و مازال يعمل بها هو وأولاده رغم تراجع الطلب عليها.
ويضيف عم غريب :" حرفة سن السكاكين من الحرف الخطرة التى يخشاها كثير من الناس، وهى بالفعل كذلك، لأن الخطأ البسيط قد يكون ثمنه حياة الشخص، لكن مع التعود والخبرة فى التعامل مع أدوات التقطيع بشكل عام، تتضاءل نسبة الخطر، لذلك لابد أن يتحلى من يعمل فى هذه الحرفة الصبر و طول البال، فالخطر ليس فقط فى نصل السكين الذى قد يسبب جرح للقائم بالعمل، لكن عملية تسخين السكين على الحجر الخاص بالسن قد تصل لدرجات حرارة كبيرة".
وتابع عم غريب:" خلال موسم عيد الأضحى أستعين بأبنائى لمساعدتى فى تلبية الطلب المتزايد على سن السكاكين سواء من الجزارين أو الأسر، حيث يستعد الجميع قبلها بفترة، لتسهيل عملية الذبح و تقطيع لحوم الأضاحي التى تحتاج لأكثر من سكين".
وتابع أن السكاكين القديمة أفضل بكثير من الجديدة فى هذا الأمر، لجودتها وقوتها، إضافة إلى أن الجديد من السهل أن ينكسر فى يد مستخدمها سواء كان رجل أو سيدة مما يعرض حياته للخطر.
وأشار عم غريب ، إلى أن سن السكاكين يحتاج لأدوات معينة يتم إحضار بعضها من محافظات مختلفة، فالحجر المسئول عن سن السكاكين يتم إحضارهم من القطامية بالقاهرة، ويتم إعادة تدوير الحجر و تشكيله من جديد لكى يتناسب مع حجم المحل،لافتاً إلى أن أسعار سن السكاكين بدأت بقرش وقرشين، لكنها مع تطور الحياة وارتفاع الأسعار تتجاوز حالياً الـ 5 جنيهات.
وتابع عم غريب :"تراجع الطلب على حرفتنا، لن يوقف العمل ، فبعد هذا العمر لا يمكن أن أتخلى عن حرفتى أو أحاول تعلم حرفة أخرى، لكن خلال المواسم تتغير الأمور للأفضل، ومن أفضل هذه المواسم عيد الأضحى المبارك، حيث يتزايد الطلب على سن السكاكين، خاصة و أن الأمور لم تعد كما كانت مع الأهالى وأصبح استخدام السكاكين فى الأعمال الخفيفة لا يؤثر على جودتها وقوتها، بعكس التعامل الكثير مع اللحوم بمختلف أنواعها يستلزم بعد فترة ضرورة إعادة سنها".