شيطان أعمى القلب.. انغمس في بحور الشهوات، وهانت عليه الدماء حتى باتت الجريمة محركا له، وماتت في عينيه الأخوة، ووضع هدفا مُزمعا لشائعات صورتها له خيالاته المريضة ووسوس له ضميره الأسود في كل صباح - أخوك واكل حقك وأختك ماشية غلط - بل همس في أذنيه الشيطان في المساء أنه حان وقت الانتقام.

أشقاء تجردت أجسادهم من المشاعر، جردوا أطفالا من آبائهم، قُتلت الأخوة في قلوبهم، فقتلوا أقرب الأقربين، انخرطت عقولهم في الحقد واتشحت قلوبهم بالسواد، ولمعت أعينهم بكل غل، نسوا وتناسوا البطن التي حملتهم شهورا، والأيام التي جمعتهم سويا، والساعات التي أحزنتهم وأسعدتهم، بل الدقائق والثواني التي حملت خطفا مشاعر القلق والخوف والحب العابرة.

مشهد يتدنى فيه شيطان من الإنس، حين يأخذ قراره بأن تُلطخ يداه بدماء من اعتصم به ومن أصبحت - مكسورة الجناح - في كنفه، بل صعوبة هذا المشهد في اللحظات الأخيرة لمن غادر حياتنا الدُنيا على يد شقيقه، والدموع في عينيه يطلب رأفة من اعتقده سيكون سندا له، أما الآخر بنظراته الثاقبة واقف غير آبه بكلمات السماء بأن من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم، ولا خائفا من حبل ينتظره بقرار من قاضي الأرض لعرضه على المفتي، متناسيا يوم المشهد العظيم أمام محكمة العدل الإلهية.

ليست تلك الجرائم من الغرائب أو المستحدثات، وإنما نذكرُ جميعا قابيل وهابيل، بل تُردد الآية القرآنية في الأذان "قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ"، حقا إن الشيطان وسواس للإنسان يخيل له شائعات تصل به إلى الطمع والحقد والغل وتنتهي به مُلطخة يداه بدماء من حمل نفس اسمه.

أسوان.. قتل شقيقه طمعا في قطعة أرض

هُنا محافظة من محافظة جنوب مصر.. ساحرة وخاطفة بجمالها وآثارها للأعين، إلا أن الشيطان قد صور لأربعيني مشهدا من الطمع والحقد، وهمس في أذنه بأن شقيقه سرق حقه، حتى وضع مخططه وتناسى رباط الأخوة بينه وبين شقيقه الذي يكبره بـ 6 سنوات، ولم يكن ذلك على غير عادته فقد خرج الشيطان الصغير من السجن قبل شهور قليلة، وباتت الجريمة تسري في العروق مع دمائه، حتى وقف أمام شقيقه مدرس الأزهر يسأله عن قطعة الأرض ويرفع صوته عليه، وبين ترهيب وتهديد ووعيد أخرج المتهم سلاحا أبيض وطعن به شقيقه الذي سقط في الحال، ليخسر كل غالٍ ونفيس فليست الأرض أغلى ولا الأموال، ولن يعوضه شيئا دماء شقيقه الذي أهدرها.

من سوهاج.. أحرق شقيقته بسبب الخلافات

بمحافظة سوهاج.. سُطرت واقعة مأساوية، بدأت بنشوب حريق داخل شقة سكنية في أحد العقارات، وتوفت على أثرها سيدة تدعى فاطمة وطفلان، ومضت الأمور اعتيادية إلا أنها كانت الفاجعة، حين تم الكشف عن تفاصيل الحادث، وأنه وقع إثر إشعال شقيق السيدة فاطمة النيران في شقة شقيقته، انتقاما منها بسبب الخلافات الأسرية، وتصدرت المحكمة للقضية لـ تقضى بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه على ما اقترفته يداه في حق شقيقته وأطفالها.

قتل شقيقه بسبب الخلافات المالية في الشرقية

جريمة أسرية أخرى شهدتها محافظة الشرقية وتحديدا مركز منيا القمح، حين أنهى شخص حياة شقيقه الثلاثيني مُطلقا عليه النيران، حيث احتدت بينهم الخلافات المالية وسيطر الشيطان على أفكار القاتل وجرف قدميه إلى طريقه، حتى صور له خطة للانتقام من شقيقه، وما إن حان الوقت وتحدد المكان، أطلق بقلبه الميت وأنامله الدامية طلقات الخرطوش صوب شقيقه الذي سقط جثة هامدة أمامه وفر هاربا، إلا أنه سقط في قبضة الشرطة لينال جزاءه.

الميراث القاتل في الأقصر

محافظة الأقصر.. قضت المحكمة بإعدام شيطان قتل شقيقه بدم بارد بسبب خلافات الميراث، تلك الواقعة التي بدأت بالعثور على جثة شاب داخل الزراعات، بها جرح قطعي وقرابة خمس وعشرين طعنة، وما إن تم الكشف عن هوية الجثة والقاتل، اعترف الأخير بتفاصيل جريمته الشيطانية، حين أقنع شقيقه المجني عليه بعثوره على دراجته المسروقة في الزراعات، واستدرجه إلى مسرح جريمته، وما إن وصلا سويا حتى أجهز عليه مستخدما خنجرا وذبحه ولم يتركه إلا جثة هامدة.

قتل 2 وأصاب الثالث.. جريمة في الوراق

وفي منطقة الوراق بمحافظة الجيزة.. كان الشيطان على موعد مع جريمة جديدة على يد موظف طمعا في الميراث، حين دبت المشاكل بين الأشقاء بسبب الخلافات وأمسك خلالها موظف السكة الحديد بندقية آلية وأمطر أشقاءه الثلاثة بالرصاص فمات منهم اثنان ونُقل الثالث إلى المستشفى، وتم ضبطه والقبض عليه.

تقسيم أرض ميراث.. قتل شقيقه وابنه

وفي أسيوط، تخلص مزارع من شقيقه وابنه طالب كلية الصيدلة، بسبب خلافات الميراث، حيث تلقت مديرية أمن أسيوط، إخطارا من غرفة عمليات النجدة بمقتل أب ونجله على يد شقيقه بقرية بني حسين دائرة مركز أسيوط، وتبين نشوب مشاجرة على تقسيم الميراث بين "ح. ع"، 48 عامًا، مزارع، مع شقيقه الأكبر "م. ع" ونجله "ط"، طالب بكلية الصيدلة، ما أدى إلى إطلاق الرصاص من سلاح آلى كان بحوزته ليسقط شقيقه ونجله جثتين هامدتين، وتم ضبط المتهم لتقديمه إلى المحكمة.

مذبحة أبو مناع.. جريمة قنا

وفي محافظة قنا، باشرت النيابة التحقيقات في إطلاق المتهم أعيرة نارية قتل بها والده وأربعة من أشقائه وأصاب والدته، وبسؤالَ الأمّ المجني عليها أفادت بأن نجلَها هو القائم بالتعدي عليها وعلى أشقائه ووالدهِ بإطلاق أعيرة نارية صَوبَهم من سلاح آليٍّ؛ لخلافاتٍ ماليّةٍ مع والده.

وأيضا استمعت لشهادة زوجة المتهم بشأن خلافِ زوجها الماليِّ مع والده، وأمرت بضبط وإحضار المتهم، والذي ألقت الشرطة القبض عليه اليومَ وبحوزته بندقية آلية وذخيرة، واستجوبته النيابة العامة فأقرَّ بارتكابه الواقعة لوجود خلافات مالية مع والده، حيث تحصل على بندقية آلية وأطلق منها أعيرةً قتل بها والده وأربعة من أشقائه وأصاب والدته.

قتلوا شقيقهم بسبب معاش والدهم

بمحافظة البحيرة، لقى شخص مصرعه على يد أشقائه ونجل شقيقته، وتبين من التحريات نشوب خلافات بين المجني عليه وشقيقته بسبب الميراث، والمعاش الذي أرادت الاحتفاظ به فقامت بالزواج العرفى حفاظا على معاش والدها، وحدثت مشادة كلامية بينها وبين شقيقها المجني عليه واستدعت شقيقها وشقيقتها وقاموا بالتعدى عليه بالضرب بماسورة حتى لقى مصرعه.

وقالت زوجة المتوفى إن زوجها كان يعاتب شقيقته‎ ‎على زواجها العرفي من أجل حصولها على معاش والدهما، وحدثت مشادة بينهما، مما تسبب فى ‏وقوع الموتوسيكل الخاص به على الأرض، وتطور الأمر لقيامها باستدعاء أشقائها ونجل شقيقتها وزوجها وقاموا ‏بالتعدى عليه بالضرب بماسورة حتى لقى مصرعه‎ ‎

عقوبة القتل في القانون المصري

جاء القانون ليضع عقوبات قاصمة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء، ونص قانون العقوبات في المادة 230 منه على أن: "كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام"، كما يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد، كل من قتل نفسا عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصد، ويعاقب بالإعدام كل من قتل أحدًا عمدًا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلاً أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر .

ويعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد كل من قتل نفسا عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد، ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، وأما إذا كان القصد منها التأهب لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها بالفعل أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالسجن المؤبد، وتكون العقوبة الإعدام إذا ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي.