أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبيرة التربوية، أن التربية البيئية ليست حديثة العهد بل لها أصولها التي تمتد في مختلف ثقافات الشعوب، وقد اكتسبت أهمية كبرى في العقود الماضية نتيجة انبثاق الوعي بالمشكلات البيئية الكبرى وأصبحت ركناً من أركان المحافظة على البيئة يتكامل دورها مع التشريعات البيئية والإجراءات العلمية والتكنولوجية.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المشروع ليس مقتصرا على تخصص واحد فقط، لأن البيئة متعلقة بجميع التخصصات، موضحة أن التعامل مع الكائنات والبيئة يعتبر نوعًا من الانتماء، فالطبيعة في مصر أحيانًا تجعل الشخص يشعر بالفخر.
وأشارت الدكتورة سامية خضر إلى أن التربية البيئية تقوم على إعداد الإنسان للتفاعل الناجح مع بيئته بعناصرها المختلفة، لافتا إلى أن التربية البيئية باختصار هي التعلم من أجل البيئة والتعلم للعيش في البيئة.
وشددت الخبيرة التربوية، على ضرورة رفع الوعي البيئي بالاتفاقيات البيئية الدولية وتغيير سلوكيات التعامل مع القضايا البيئية الهامة من خلال تصميم برنامج تدريبي لأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لتضمين المفاهيم البيئية داخل المناهج التعليمية، وعقد ورش عمل دورية للتعريف بالقضايا البيئية، إضافة إلى عقد مسابقة بيئية لاختيار أفضل المدارس الصديقة للبيئة طبقا لمعايير محددة، وعقد مسابقة طلابية للوقوف على مستوى الوعي البيئي وتحفيز الرغبة والقدرة على الابتكار.
وقالت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن تجربة مصر فى دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية تستهدف تبسيط المفاهيم البيئية مثل مطلحات “الاحتباس الحراري - التصحر - التغيرات المناخية - التنوع البيولوجي - التشجير” وغيرها من المصطلحات البيئية لزيادة الوعي لدى الشباب والأطفال بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، والتعريف بالحياة البرية.
وأعلنت الدكتورة سامية خضر، أن الوزارة تسعى إلى التربية البيئية السليمة ووضع أنشطة تفاعلية بيئية في المناهج الجديدة والعمل على ترسيخ القيم لدى الفرد وتعديل السلوكيات تجاه البيئة، وذلك في إطار تنفيذ الأهداف الرئيسية لمشروع دعم بناء القدرات الوطنية لتعزيز المشاركة العامة في المجال البيئي.
جدير بالذكر أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الفني، أكدخلال اجتماعً موسعً مع الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لمناقشة عدد من القضايا المشتركة في فعاليات الدورة الـ27 من مؤتمر تغير المناخCOP 27 لعام 2022، أن النظام الجديد للتعليم 2.0 يركّز على المفاهيم البيئية المختلفة مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي والاستدامة البيئية، خاصة في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية تركز على غرس المفاهيم البيئية المختلفة، حيث إن التربية البيئية وتعليم مفاهيمها الصحيحة في الصغر من الموضوعات الهامة التي نهتم بها.
واستعرض الوزيران، خلال الاجتماع، سبل التعاون بين الوزارتين للمشاركة فى مؤتمر المناخ "COP 27"، والمقرر استضافته في مصر شهر نوفمبر المقبل، فمن ضمن الموضوعات التى سيتم طرحها خلال جلسات المؤتمر، تجربة مصر فى دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية.