قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية.. البداية بمرحلتي رياض الأطفال والابتدائية.. خبراء تعليم يطالبون بالدمج التدريجي ليناسب المراحل الدراسية

مرحلة رياض الأطفال
مرحلة رياض الأطفال
×

خبراء التعليم:

أفضل سن لغرس هذه المفاهيم في عقول الأطفال

زيادة معرفة الطلاب ووعيهم للبيئة والتحديات المرتبطة بها

غرس المفاهيم البيئية بشكل تدريجي يتناسب مع المراحل الدراسية

بدأت البيئة تحتل موقعاً ثابتاً في مناهج المدارس في جميع أنحاء المنطقة العربية، مع نجاح متفاوت بين بلد وآخر، كما أدى ظهور تحديات بيئية جديدة، بتطوير غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، إلى إدراج مفاهيم ومقاربات لم تكن موجودة في المناهج.

وأكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الفني، أن النظام الجديد للتعليم 2.0 يركّز على المفاهيم البيئية المختلفة مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي والاستدامة البيئية وخاصة في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية تركز على غرس المفاهيم البيئية المختلفة، حيث أن التربية البيئية وتعليم مفاهيمها الصحيحة في الصغر من الموضوعات الهامة التي نهتم بها.

وفي هذا السياق أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن تجربة مصر فى دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية هي عملية تعلّم تهدف إلى زيادة معرفة الطلاب ووعيهم للبيئة والتحديات المرتبطة بها، وهي تسهم في تطوير المهارات والخبرات اللازمة للمواجهة وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات لاتخاذ قرارات مستنيرة وإجراءات مسؤولة.

وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن تلك التجربة سيتم تطويرها بشكل مستمر لتعريف الطلاب بكافة الاهتمامات البيئية ودمج الشباب في قضايا البيئية المختلفة، وفهم الطالب معلومات كاملة عن البيئة المحيطة به، نقدم للطلاب بشكل تدريجي يتناسب مع المراحل الدراسية.

وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية يهدف إلى ربط تطوير الصناعة والبيئة بالمناهج العلمية ورفع وعي وبناء قدرات الأجيال القادمة في مجالات الإدارة المستدامة للمخلفات الطبية والإلكترونية وكذلك مكافحة التصحر والتنوع البيولوجي والتغير المناخي، وترشيد السلوك الإنساني تجاه البيئة وتجسيد مفهوم التربية الحديثة التي تستوعب الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة.

وأعلن الخبير التربوي، عن سن الأطفال في المراحل التعليمية الأولى هو أفضل سن لغرس هذه المفاهيم في عقول الأطفال، فضلًا عن أن التأثير سيكون أقوى، موضحًا أن من الضرورة ان تتولي طلابنا المسؤولية المجتمعية وإندماجهم في خدمة بيئتهم، وهو ما تقوم به الإدارة العامة للتربية البيئية بالوزارة".

أوصي أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، بضرورة تبني المنهج المتكامل الذي يقضي بدمج المفاهيم البيئية في المراحل العمرية المختلفة في معظم المواد الدراسية بدلا من تخصيص مادة دراسية جديدة تعني بالتربية البيئية.

وتابع: ويجب أن تركز على قيم أساسية مثل قيم المحافظة على البيئة ومواردها والاعتزاز بالجهود التي تبذلها الدولة لحماية البيئة والحافظ على التراث وتقدير النواحي الجمالية وقيمة العمل الجماعي والتطوعي بالإضافة إلى إكساب المتعلم قدر أكبر من القيم والاتجاهات الايجابية نحو البيئة والمهارات التي من شأنها مساعدته في التعايش والتفاعل مع بيئته بصورة راشدة وعقلانية.

ومن جانبة أكدت الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبيرة التربوية، ان التربية البيئية ليست حديثة العهد بل لها أصولها التي تمتد في مختلف ثقافات الشعوب وقد اكتسبت أهمية كبرى في العقود الثلاثة الماضية نتيجة انبثاق الوعي بالمشكلات البيئية الكبرى وأصبحت ركناً من أركان المحافظة على البيئة يتكامل دورها مع التشريعات البيئية والإجراءات العلمية والتكنولوجية.

وأوضحت استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن المشروع ليس مقصورا على تخصص واحد فقط، لأن البيئة متعلقة بكافة التخصصات"، موضحة: "التعامل مع الكائنات والبيئة يعتبر نوعًا من الانتماء، الطبيعية في مصر أحيانًا تجعل الشخص يشعر بالفخر".

وأشارت الدكتورة سامية خضر إلى أن التربية البيئية تقوم على إعداد الإنسان للتفاعل الناجح مع بيئته بعناصرها المختلفة، موضحة أن التربية البيئية باختصار هي التعلم من أجل البيئة والتعلم للعيش في البيئة.

وشددت الخبيرة التربوية، علي ضرورة رفع الوعي البيئي بالاتفاقيات البيئية الدولية وتغيير سلوكيات التعامل مع القضايا البيئية الهامة من خلال تصميم برنامج تدريبي للسادة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لتضمين المفاهيم البيئية داخل المناهج التعليمية، وعقد ورش عمل دورية للتعريف بالقضايا البيئية، إضافة إلى عقد مسابقة بيئية لاختيار أفضل المدارس الصديقة للبيئة طبقا لمعايير محددة، وعقد مسابقة طلابية للوقوف على مستوى الوعي البيئي وتحفيز الرغبة والقدرة على الابتكار.

وأضافت استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تجربة مصر فى دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية تستهدف تبسيط المفاهيم البيئية مثل مطلحات “الاحتباس الحراري-التصحر-التغيرات المناخية-التنوع البيولوجي-التشجير” وغيرها من المصطلحات البيئية لزيادة الوعي لدى الشباب والأطفال بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، والتعريف بالحياة البرية.

وأعلنت الدكتورة سامية خضر، أن الوزارة تسعي إلى التربية البيئية السليمة وضرورة وضع أنشطة تفاعلية بيئية في المناهج الجديدة والعمل على ترسيخ القيم لدى الفرد وتعديل السلوكيات تجاه البيئة، وذلك في إطار تنفيذ الأهداف الرئيسية لمشروع دعم بناء القدرات الوطنية لتعزيز المشاركة العامة في المجال البيئي.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن بدأ العالم العربي يدرك الدور الرئيسي الذي يجب أن تحظى به البيئة في أنظمته التعليمية. لكن الخطوة التالية تتمثل في تجسيد هذا الدور بشكل فعال في المناهج المدرسية والجامعية على نطاق المنطقة كلها».

وأوضح استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أننا بدأنا إدخالها في المناهج بشكل متأخر خلال السنوات العشرين الأخيرة، في حين تم إحراز تقدم كبير على صعيد إدخال التربية من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية، إلا أن نطاق نشاطات التنفيذ يختلف إلى حد كبير بين الدول.

وتابع: ومن المثير للاهتمام أن المواضيع البيئية لم تعد تقتصر على كتب العلوم والجغرافيا والتربية المدنية، بل بدأت تصبح جزءاً من مواضيع أخرى، مثل اللغات والأدب والتاريخ والاقتصاد، وشملت المناهج جوانب من العمل الشخصي لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيزها، مثل إرشادات الكفاءة في استهلاك المياه والكهرباء، وإعادة التدوير وزراعة الأشجار، موضحا أن العمل الميداني ورحلات الطبيعة بدأت تتدخل، إلى جانب تشجيع الطلاب على المشاركة في العمل المجتمعي من أجل الدفاع عن القضايا البيئية.

وشدد الخبير التربوي، علي ضروري تعزيز المحتوى البيئي للمناهج المدرسية، من حيث المفاهيم التي تغطيها، وكذلك فيما يتعلق بدقة المعلومات، ولا بد من مناقشة الجوانب البيئية في المناهج الدراسية في سياق أهداف التنمية المستدامة، بطريقة تربط البيئة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وإعطاء الأولوية للإدارة السليمة للموارد الطبيعية لتحقيق الاستدامة.

مع مراعاة تحدد الفجوات والمواد التي يجب إدخالها في المناهج التعليمية من خلال إجراء دراسة مسحية شاملة للكتب والمناهج والمقررات الدراسية الحالية والأنشطة المصاحبة والتعرف على الوضع الراهن وتحديد الفجوات والمشكلات المتصلة بالمحتوى والرسالة البيئية.

وأضاف أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن هناك العديد من التعريفات للتربية البيئية تتفق جميعها على أن التربية البيئية عملية بناء المدركات والمهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقديرالعلاقات المعقدة التي تربط الإنسان بمحيطه الطبيعي وتوضح حتمية المحافظة على المصادر الطبيعية وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان لتحقيق التنمية المستدامة.

والجدير بالذكر عقد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، اجتماعًا موسعًا لمناقشة عدد من القضايا المشتركة ويأتي في مقدمتها المشاركة في فعاليات الدورة الـ27 من مؤتمر تغير المناخCOP 27 لعام 2022.

واستعرض الوزيران، خلال الاجتماع، سبل التعاون بين الوزارتين للمشاركة فى مؤتمر المناخ "COP 27" والمقرر استضافته في مصر شهر نوفمبر المقبل، فمن ضمن الموضوعات التى سيتم طرحها خلال جلسات المؤتمر، تجربة مصر فى دمج المفاهيم البيئية الحديثة فى المناهج التعليمية.