تزداد حدة الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، يوما بعد يوم منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل 108 أيام، حيث أعلنت واشنطن رفضها للتدخل الروسي في الأراضي الأوكرانية.
فرض حصار اقتصادي ومقاطعة روسيا
الرفض الأمريكي لن يتوقف عند الحد السياسي، ولكنه طال كل المجالات اقتصادية ورياضية، وكانت واشنطن أولى الدول التي دعت إلى فرض حصار اقتصادي ومقاطعة روسيا، وهو ما جعل العالم يدخل في أزمة كبيرة.
وتستعد روسيا لعقد الدورة الـ25 لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي، والذي يقام بـ مدينة سان بطرسبورج في الفترة من 15 وحتى 18 يونيو الجاري منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي.
ويعد المنتدى منصة فعالة لتبادل الآراء والخبرات بين صانعي السياسة والمسئولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم.
وكان من بين المشاركين في المؤتمر الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت اليوم على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، رفض المشاركة في المؤتمر، وحثت الحكومات والشركات على الانضمام إلى مقاطعتها، وإرسال رسالة واضحة مفادها أنه لا يوجد "عمل كالمعتاد" مع استمرار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق البرديسي أستاذ العلاقات الدولية، إن مقاطعة الخارجية الأمريكية لـ مؤتمر سانت بطرسبرج الاقتصادي أمر متوقع ومنطقي، وذلك لأن الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهناك أوكرانيا تعتبر كومبارس وليس الطرف الحقيقي في الحرب، وتتصرف أوكرانيا من خلال الخطة المرسومة لها من السياسة الأمريكية.
وأضاف البرديسي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن بعد أن ورطت الولايات المتحدة أوكرانيا في الحرب تمدها بسلاح غير مناسب مع القوة العسكرية الروسية، حيث أن هذا السلاح غير قادر أن يدافع عن أوكرانيا بالشكل الناجح والفعال، ولذلك سوف تستمر الحرب.
وأشار البرديسي، أن هذه الحرب تستمر وفكرة الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون في أنه ينصح بضرورة الانصات إلى روسيا وضرورة الجلوس إلى مائدة التفاوض، ولكن الجميع مصر على وجهة نظره سواء الروس أو الغرب.
واختتم: "هناك ظاهرة تفكك بدأت في الغرب، وأمريكا لا يلفت انتباها لمصالح أوروبا، وأوروبا هنا تغلق على نفسها، وهناك إطالة في هذه الحرب، التي تؤثر بشكل كبير في أزمة الغذاء والطاقة وعدم النمو في الاقتصاد، وهناك كارثة تحل بأوروبا وإفيريقيا والشرق الأوسط والعالم كله، نتيجة عناد الروس".
ومن ناحيتها، سوف تحضر الدولة المصرية كضيف شرف في منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي الدولي 2022 في نسخته الـ"25" والمقامة في روسيا في الفترة من 15 إلى 18 يونيوالجاري، سوف يعزز التعاون الثنائي بين البلدين ويظهر الإمكانيات المصرية في مجالات الاستثمار والسياحة ومختلف قطاعات الاقتصاد المصري.
قرارات اتخذتها أمريكا ضد روسيا
والجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت مجموعة من القرارات ضد روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهي:
- قطع الاتصال بالنظام المالي الأمريكي لأكبر مؤسسة مالية فى روسيا، سبيربنك Sberbank، بما فى ذلك 25 شركة تابعة لها.
- فرض عقوبات حظر كاملة على ثاني أكبر مؤسسة مالية فى روسيا، VTB Bank (VTB)، بما فى ذلك 20 شركة تابعة لها.
- فرض عقوبات حظر كاملة على ثلاث مؤسسات مالية روسية رئيسية أخرى: بنك أوتكريتى Otkritie وسوفكومبنك Sovcombank OJSC ونوفيكومبنك Novikombank و34 شركة تابعة لها.
- فرض قيود جديدة على الديون وأصول الملكية على ثلاث عشرة من أهم الشركات والكيانات الروسية الكبرى. يشمل ذلك القيود المفروضة على جميع المعاملات فى الديون الجديدة التى تزيد مدتها عن 14 يوما.
- فرض عقوبات حظر إضافية كاملة على أفراد من النخبة الروسية. يشمل هذا الإجراء الأفراد الذين أثروا أنفسهم على حساب الدولة الروسية، ورفعوا أفراد أسرهم إلى بعض من أعلى المناصب فى البلاد.
- فرض قيود كاسحة على الجيش الروسى، وهذا يشمل تدابير ضد المستخدمين النهائيين للمنتجات العسكرية، بما فى ذلك وزارة الدفاع الروسية.
- فرض قيود على مستوى عموم روسيا لخنق استيراد روسيا للسلع التكنولوجية الضرورية لاقتصاد متنوع وتحجيم قدرة بوتين على استعراض القوة.
- تحقيق تعاون تاريخي متعدد الأطراف من شأنه أن يضاعف القوة فى تقييد أكثر من 50 مليار دولار من المدخلات الرئيسية لروسيا، مما يؤثر أكثر بكثير من ذلك فى الإنتاج الروسي.