تسائل محللون عن السبل الباقية أمام إيران والدول الكبرى في حال إنهيار المفاوضات بشأن عودة الاتفاق النووي الذي سبق توقيعه في عام 2015 وفضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بانسحابه المنفرد منه، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
جاء قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة إيران، الذي وافقت عليه 30 دولة من أصل 35 شاركت في التصويت، ليصعد الأمور، حيث ردت إيران بوقف عمل 27 كاميرا كان مراقبو ا المنظمة يراقبون بها منشآت نووية في مفاعل ناتنز وأصفهان وطهران.
وحدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية روفائيل جروسي من وقف الكاميرات لأكثر من أربعة أسابيع، سيعني القضاء على فرص استئناف العمل باتفاق 2015.
هذا مع تصعيد إيران من ناحية أخرى بانها ستسرع وتيرة انتاج ونصب أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وادخال نماذج جديدة منها، أكثر فاعلية، الى الخدمة.
وسبق أن قالت صحف أمريكية، منها مجلة فورين بولسي، إن إيران ربما يكون أمامها أسابيع أو أشهر إذا ما بدأت بنشاط في تخصيب اليورانيوم، ليكون لديها قنبلة ذرية.
ومايعقد الأمور، هو إن إيران تتمسك بمطالبها، وهي رفع الحرس الثوري من لائحة المنظمات الارهابية الدولية التي تصدرها وزارة الخارجية الامريكية، وتقديم ضمانات امريكية بعدم الانسحاب مجددا من الاتفاق على غرار ما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب في 2018، ورفع القسم الأكبر من العقوبات الأمريكية على ايران قبل توقيع الاتفاق.
وحول المساحة المتاحة لإيران للضغط، فهي بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم الى 90 في المائة والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية التي وقعت طهران في 1970، وتقليص مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مستويات تحول عمليا دون قيام مفتشي الوكالة بالمهمات المطلوبة منهم في المنشآت النووية الايرانية.
وقد يكون التلويح برفع مستوى التخصيب الى حدود 90 في المئة بعد استخدام اجهزة الطرد المركزي من طراز آي آر 6 المنتجة محليا، هو التهديد الأخطر لإمكانيته في تحويل اليورانيوم المخصب الى بلوتونيوم يستخدم في صناعة القنبلة النووية.
وأما أداة الضغط الأخرى أمام إيران، فهي من خلال حلفائها الخارجيين في عدد من الدول العربية كالعراق ولبنان واليمن وسوريا.. حيث هدد مسئول إيراني أمريكا، بإسرائيل وقال إنه في حال تعثرت المفاوضات النووية ، فإن طهران ستسوي تل أبيب وحيفا بالأرض، إذا ارتكبت اسرائيل أي حماقة ضدها، وهو الأمر الذي يقول إن البديل غير الاتفاق النووي، إذا ما قررت إيران المضي في تخصيب اليوارنيوم إلى الدرجة الخطيرة هو حرب، أو صراع قد يفاقم آزمات العالم، لأنه رغم كل أدوات الضغط الإيرانية فلن تسمح أمريكا بامتلاك إيران لسلاح نووي.