يعد الصيام في الحر الشديد من أفضل العبادات، حيث تطوع العديد من الصحابة للصيام في الأيام شديدة الحرارة لنيل ثوابها العظيم.
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أجر الصيام والإخلاص فيه فقال: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق"، فما بال المؤمن بمن صام في حر الصيف التزامًا بأوامر الله سبحانه وتعالى، ففي رمضان يضاعف الله الأجر والثواب.
وكان الصحابة يصومون تطوعًا في الحر الشديد تأسيًا بالنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وعن ذلك يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه: "لقد رأينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد ، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعبد الله بن رواحة".
وأصبح صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحرصون على الصوم تطوعًا فيما يعرف بصيام الهواجر أي الصيام في الحر الشديد، فيقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "صوموا يومًا شديدًا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور".
وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي ابنه عبد الله عند الموت فقال: :يا بني عليك بخصال الإيمان قال وما هن يا أبت قال الصوم في شدة الصيف وقتل الأعداء بالسيف والصبر على المصيبة وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي وتعجيل الصلاة في يوم الغيم وترك ردغة الخبال قال فقال وما ردغة الخبال قال شرب الخمر".