الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقابل 250 جنيهاً..رحلة منبر السلطان قايتباي من مصر لمتحف فيكتوريا بـ لندن

المنبر
المنبر

يحتفظ متحف “فيكتوريا وألبرت” في العاصمة البريطانية لندن، بقطعة فريدة من الفنون الإسلامية، وهي منبر السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي.

يكشف الخبير الأثرى عماد عثمان مهران قصة خروجه من مصر، والتي بدأت حين قام ناظر وقف المسجد محمد أفندي الكريدلي ببيع المنبر فى عام 1871م  مقابل مبلغ وقدره  250 جنيهاً.

تمت عملية البيع لصالح أحد الأجانب الذى قام بإخراجه خارج مصر، ولكن هذه العملية أثارت غضب الخديو إسماعيل والذي عاقب كل من الناظر والنجار الذى قام بفك المنبر.

جاء العقاب قاسيا، فلم يكن بالسجن أو دفع غرامة ولكن بالنفى الى السودان، ثم استقر المنبر بعد إخراجه من مصر بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن، مع مجموعة نادرة من الصور تصف حالته بدقة عند خروجه.

أما عن المنبر، كان نادر الجمال، على حد وصف مهران كان مصنوعا من الخشب ذو باب بمصراعين، يعلوه مقرنص يحمل آثار زخارف زهرية ملونة، يفتح على درج من سبع درجات يصل إلى فراغ مغطى بقبة بصلية الشكل. المنبر مغطي بزخارف هندسية علي شكل الطبق النجمي مطعمة بدقة بالصدف و العاج و آيات من القرآن محفورة على الخشب والعاج ونقوش أخرى تحمل أسم السلطان قايتباي وتدعو له بطول الحكم. 

وكان المنبر موجود في  مسجد السلطان شاه  بشارع غيط العدة من ميدان باب الخلق، ويرجع انشاء المسجد الى الامير سلطان شاه بن قرا 767هـ/ 1365م، وقد ظل قائماً الى ان هدمه ووسعه السلطان الاشرف ابو النصر قايتباى 880هـ/ 1475م.

وعن السلطان توران شاه فقد تولى حكم مصر عام واحد ولا توجد اى منشأت معمارية باسمه، ويوضح: "تذكر لنا كراسات لجنه حفظ الاثار العربيه دورها الهام في الكشف عن هذا المنبر 
فقد ورد في المجموعة رقم37 من كراسات اللجنة تقرير رقم674 صفحه 28-29لسنه 1933
أثناء سياحه حضرة صاحب السعادة مرقص سميكة باشا بانكلترا ،انجلترا في صيف هذا العام وزياره متحف فيكتوريا وألبرت بمدينة لندن،لاحظ وجود منبر منسوب إلى السلطان المؤيد الذي ولي الحكم في ،815 -1412م".


وبمعاينه المنبر وقراءة الكتابة الموجودة به اتضح أن المنبر المذكور يعود إلي عهد السلطان قايتباي، ويتابع: “الذي ولي الحكم سنه872-1467م وقد طلب سعادته إلي اداره المتحف، أولا تصحيح اسم صاحب المنبر في دليل المتحف”.

واستكمل: “ثانيا إرسال صورة من هذا المنبر إلى لجنة حفظ الآثار العربية بالقاهرة، وقد وردت فعلا ثلاث صور من المنبر وعرضها على هيئة القسم الفني للاطلاع عليهإ”.

ويضيف: “ولهذه المناسبة نبدي بأن جامع قايتباي بالروضة وجامع سلطان شاه الذي تولي تجديده السلطان قايتباي غير موجود بهما المنبر الأصلي الذي يرجع إلى عهد الجامع وقد وقع بأولهما حريق أثناء وجود الحملة الفرنسية بمصر”.

أما المسجد الثاني سلطان شاه فقد ورد بكتاب الخطط لعلي مبارك الجزء الخامس أن ناظر الوقف باع المنبر وترتب علي ذلك معاقبته هو والنجار الذي اشترك معه بالنفي إلى منطقة النيل الأبيض بناء على أمر خديوي مصر إسماعيل باشا الذي أمر بعد ذلك بتجديد الجامع.

وكان قد عرض محمد شفيق باشا علي حضرات الأعضاء إبداء الشكر لسميكه باشا على اهتمامه المتواصل بالآثار حتي في أوقات فراغه الخصوصية، فأقرت الهيئه علي ذلك.