ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم /الجمعة/ على الزيارة المرتقبة للوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين والتي من المفترض أن تبدأ خلال أيام، حيث تباينت عناوين الصحف بين التفاؤل والحذر مما تسفر عنه الزيارة.

وكتبت صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها تقول " إن السلطة اللبنانية تتهيأ لإحدى جولات المحادثات الحاسمة هذه المرة مع الوسيط الأمريكي الذي سيصل بعد غد الأحد الى بيروت، مشيرة أن هوكشتاين استبق وصوله الى لبنان بالإعلان أمس أن "انهيار لبنان لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة المنطقة ".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عناصر دافعة للسلطة وتحديدا للرؤساء الثلاثة (رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة) لاستعجال تحديد موقف موحد للدولة من طرح سابق للوسيط الأمريكي في ملف الترسيم البحري، بالإضافة إلى الموقف الحاسم النهائي للدولة من اعتماد خط الترسيم بعدما تحول هذا الانقسام والمزايدات المتصاعدة حول اعتماد الخط 23 او 29 بمثابة ما وصفته الصحيفة بـ"فضيحة دبلوماسية وسياسية وإعلامية".

واعتبرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن المشهد الداخلي عشية وصول الوسيط الأمريكي بدا محفوفا بكثير من التعثر والارباك الرسميين، موضحة ان الاختبار الأساسي لموقف الدولة من تطورات الترسيم في ظل تعمق إسرائيل في اعمال التنقيب وبداية استخراج الغاز من حقل كاريش سيكون تحت الرصد الدقيق داخليا وخارجيا في مطلع الأسبوع المقبل.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة الأنباء اللبنانية عن مصادر سياسية توقعات بألا تسفر زيارة هوكشتاين عن أي جديد باستثناء تأكيده على الموقف الأمريكي والطلب من المسئولين اللبنانيين الإقرار رسميا بالخط 23 باعتباره الحد الفاصل للمياه الإقليمية، بما يسمح للبلدين بالاستفادة من ثروتهما النفطية، والتعهد بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بالاعتداء على ثروة لبنان.

كما نقلت الصحيفة عن النائب غسان سكاف (المرشح السابق لمنصب نائب رئيس مجلس النواب) قوله إن المشكلة عند اللبنانيين وليست عند هوكشتاين، مشيرا إلى ضرورة تعديل المرسوم 6433 الخاص بتحديد الخط التفاوضي لترسيم الحدود.

وتحت عنوان "لبنان بلا ورقة تفاوض.. وخيار الوسيط بين الحفار والانهيار"، كتبت صحيفة "اللواء" تقول إن ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هو من صلب مسئوليات رئيس الجمهورية، الذي أكّد أنه ماض في العمل من أجل المحافظة على مصلحة لبنان، كما نقلت الصحيفة عن هوكشتاين الإعراب عن أمله في عودة المفاوضات بين إسرائيل ولبنان لمنع أي تصعيد وذلك في تصريحات له أمس.

وأكدت الصحيفة أن الرئيس اللبناني ميشال عون دعا لاجتماع في بعبدا غدا يجمع الرؤساء الثلاثة باعداد موقف موحد بالنسبة للقاء مع الوسيط الأمريكي، إلا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتذر عن حضوره على حد ما ذكرت الصحيفة.

من جانبها، اعتبرت صحيفة نداء الوطن اللبنانية في عددها الصادر اليوم أن الموقف الرئاسي الموحّد الواجب اعتماده وإبلاغه للوسيط الأمريكي لدى زيارته بيروت سيقضي بتمسك لبنان بحقوقه وثروته النفطية وفق إحداثيات "الخط 23 + كامل حقل قانا" في سبيل التوصل إلى اتفاق بحري حدودي يمنح إسرائيل حق استخراج النفط والغاز من حقل "كاريش".

ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية في عددها اليوم عن مصادر في رئاسة الجمهورية أنه لم يتم إعداد أي رَد مكتوب على مقترح هوكشتاين، موضحة أن الرئاسة ستدلي بملاحظاتها شفويا.

ولفتت المصادر إلى أن لبنان على استعداد لتسهيل مهمة هوكشتاين المكوكية، كوسيط نزيه وفق "اتفاق الإطار"، موضحة ان لبنان يصر على بقاء الخط 23 مستقيماً مع تعرّج يمنح لبنان حقل قانا كاملا.

وعلمت "الجمهورية" أن هوكشتاين سيصل مساء يوم الإثنين وليس الأحد وسيلتقي عددا من المسئولين في منزل نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، قبل أن يلتقي بعدد من المسئولين ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الجمهورية وكلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.