قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام الشريف، إنه مهما بلغ المرء من المنزلة ولو كانت النبوة لا غنى له عن دفء الأخوة .
حينما عظمت المهمة
وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه لهذا حينما عظمت المهمة لدى موسى عليه السلام ، وقد مرت به من الشدائد والكروب ، وقد فر من قومه للذنب الذي اقترفه ، وغاب في فراره سنين عددًا.
وأضاف أنه فلما جاءته هذه المهمة العظيمة ، بل هي أعظم مهمة على الاطلاق ألا وهي النبوة ، حينئذ سأل موسى ربه العون ، بل علم أنه ليس له بعد الله سبحانه وتعالى إلا أخوه، فمن الخسارة والغبن أن لا تعرف مكانة أخيك إلا بعد أن تفقده ، نعم تفقده إما بموت ، أو بسبب مطامع الدنيا ، فتبقى وحيدًا لا تقدر على شيء ، كم من أخ بكى على قبر أخيه متمنياً لو اصطلحا قبل لحظة الفراق.
من الخسارة والغبن
وأكد أن العلاقة بين الإخوة من أرق العلاقات وأرقاها ، وأَشدِّها وأقواها ، وأقدِرها على البقاء ، ومن أصلبها في الملمات ، من أوثقها في مواجهة الصعاب والأزمات، وتبدأ هذه العلاقة الكريمة في التوثق والتمتن من الوالدين .
وأضاف أن الوالدين هما اللذان يربيان أبناءهما تربية تزرع فيهم حقوق الُأخوَّة ، إن تعاملهما مع أبنائهما هو سر العلاقة التي تنشأ بين الإخوة، فالعلاقة بين الإخوة ، أنهم من صلب الأب خرجوا ، أو في رحم الأم اجتمعوا ، أو فيهما جميعا نشأوا. الإخوة الأشقاء ، والإخوة لأب ، والإخوة لأم .
الإخوة والأخوات هم جمال الدنيا
وتابع: إنهم جميعاً إخوان النسب ، بطن الأم حملهم ، وحضنها ضمهم ، ومن لبنها أرضعتهم ، الأخُوَّة رابطة نسبية ، ومحبة فطرية ، وقربة شرعية ، والإخوة والأخوات هم جمال الدنيا ، وإنسان العين، بوصلهم تتوثق الحياة ، وبحبهم تحل السعادة ، وبصلتهم تكون طاعة الله وابتغاء مرضاته.
ونبه إلى أن الحياة مع الإخوة في بيت الوالدين نعمة عظيمة ، وصلة حميمة، يتبين جمالها ، ويظهر الحنين إليها حينما ينتقل الأخ إلى بيت الزوجية فتنبعث الأشواق إلى إخوانه وإلى منزل والديه، مأدبةِ الطعام المشترك، ومشاركة الحياة في العواطف ، وأحاديثِ المودة ، وارتفاع الأصوات وانخفاضها في انسجام ، وأخذ ورد ، وعفو ، وتسامح ، وعطاء وتغافل ، والتماس للأعذار ، بيئة كريمة تصان فيها الحقوق ، وتغرس الفضائل ، توقير للكبير ، ورحمة بالصغير ، واحترام للند والمماثل.