الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: لا غنى للمرء عن أخيه مهما بلغت مكانته

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام الشريف، إنه مهما بلغ المرء من المنزلة ولو كانت النبوة لا غنى له عن دفء الأخوة .

حينما عظمت المهمة 

وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه لهذا حينما عظمت المهمة لدى موسى عليه السلام ، وقد مرت به من الشدائد والكروب ، وقد فر من قومه للذنب الذي اقترفه ، وغاب في فراره سنين عددًا.

وأضاف أنه فلما جاءته هذه المهمة العظيمة ، بل هي أعظم مهمة على الاطلاق ألا وهي النبوة ، حينئذ سأل موسى ربه العون ، بل علم أنه ليس له بعد الله سبحانه وتعالى إلا أخوه، فمن الخسارة والغبن أن لا تعرف مكانة أخيك إلا بعد أن تفقده ، نعم تفقده إما بموت ، أو بسبب مطامع الدنيا ، فتبقى وحيدًا لا تقدر على شيء ، كم من أخ بكى على قبر أخيه متمنياً لو اصطلحا قبل لحظة الفراق.

من الخسارة والغبن 

 وأكد أن العلاقة بين الإخوة من أرق العلاقات وأرقاها ، وأَشدِّها وأقواها ، وأقدِرها على البقاء ، ومن أصلبها في الملمات ، من أوثقها في مواجهة الصعاب والأزمات، وتبدأ هذه العلاقة الكريمة في التوثق والتمتن من الوالدين .

وأضاف أن الوالدين هما اللذان يربيان أبناءهما تربية تزرع فيهم حقوق الُأخوَّة ، إن تعاملهما مع أبنائهما هو سر العلاقة التي تنشأ بين الإخوة، فالعلاقة بين الإخوة ، أنهم من صلب الأب خرجوا ، أو في رحم الأم اجتمعوا ، أو فيهما جميعا نشأوا. الإخوة الأشقاء ، والإخوة لأب ، والإخوة لأم .

الإخوة والأخوات هم جمال الدنيا 

وتابع: إنهم جميعاً إخوان النسب ، بطن الأم حملهم ، وحضنها ضمهم ، ومن لبنها أرضعتهم ، الأخُوَّة رابطة نسبية ، ومحبة فطرية ، وقربة شرعية ، والإخوة والأخوات هم جمال الدنيا ، وإنسان العين، بوصلهم تتوثق الحياة ، وبحبهم تحل السعادة ، وبصلتهم تكون طاعة الله وابتغاء مرضاته.

ونبه إلى أن الحياة مع الإخوة في بيت الوالدين نعمة عظيمة ، وصلة حميمة، يتبين جمالها ، ويظهر الحنين إليها حينما ينتقل الأخ إلى بيت الزوجية فتنبعث الأشواق إلى إخوانه وإلى منزل والديه، مأدبةِ الطعام المشترك، ومشاركة الحياة في العواطف ، وأحاديثِ المودة ، وارتفاع الأصوات وانخفاضها في انسجام ، وأخذ ورد ، وعفو ، وتسامح ، وعطاء وتغافل ، والتماس للأعذار ، بيئة كريمة تصان فيها الحقوق ، وتغرس الفضائل ، توقير للكبير ، ورحمة بالصغير ، واحترام للند والمماثل.