الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: الأخوة محبة فطرية بصلتهم تكون طاعة الله وابتغاء مرضاته

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام الشريف، عن العلاقة بين الإخوة، إنهم من صلب الأب خرجوا، أو في رحم الأم اجتمعوا، أو فيهما جميعا نشأوا.

جميعا إخوان النسب

وأضاف بن حميد، خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنهم الإخوة الأشقاء ، والإخوة لأب ، والإخوة لأم ، إنهم جميعاً إخوان النسب ، بطن الأم حملهم ، وحضنها ضمهم ، ومن لبنها أرضعتهم .

وتابع:  الأخُوَّة رابطة نسبية ، ومحبة فطرية ، وقربة شرعية ، والإخوة والأخوات هم جمال الدنيا ، وإنسان العين ، مشيرًا إلى أنه بوصلهم تتوثق الحياة ، وبحبهم تحل السعادة ، وبصلتهم تكون طاعة الله وابتغاء مرضاته .

الأخوة من أرق وأصلب العلاقات

وأفاد بأن العلاقة بين الإخوة من أرق العلاقات وأرقاها ، وأَشدِّها وأقواها ، وأقدِرها على البقاء ، ومن أصلبها في الملمات ، من أوثقها في مواجهة الصعاب والأزمات، منوهًا بأنه تبدأ هذه العلاقة الكريمة في التوثق والتمتن من الوالدين .

وأشار إلى أن الوالدين هما اللذان يربيان أبناءهما تربية تزرع فيهم حقوق الُأخوَّة ، إن تعاملهما مع أبنائهما هو سر العلاقة التي تنشأ بين الإخوة، وأعظم ذلك وأكبره تحقيق العدل في كل أنواع التعامل معهم من النظرات ، والقُبْلات ، والهدايا ، والأعطيات ، وتجنب المقارنات الخاطئة ، والبعد عن الغلظةِ في المعاملة لبعضهم دون بعض .

في بيت الوالدين نعمة

وشدد على ضرورة الحذر من تشجيعِ من يستحق التشجيع بتحقير الآخرين ، أو الحطِّ من قدرهم، مؤكدًا أن الحياة مع الإخوة في بيت الوالدين نعمة عظيمة ، وصلة حميمة ، يتبين جمالها ، ويظهر الحنين إليها حينما ينتقل الأخ إلى بيت الزوجية فتنبعث الأشواق إلى إخوانه وإلى منزل والديه ، مأدبةِ الطعام المشترك .

وواصل :  ومشاركة الحياة في العواطف ، وأحاديثِ المودة ، وارتفاع الأصوات وانخفاضها في انسجام ، وأخذ ورد ، وعفو ، وتسامح ، وعطاء وتغافل ، والتماس للأعذار ، بيئة كريمة تصان فيها الحقوق ، وتغرس الفضائل ، توقير للكبير ، ورحمة بالصغير ، واحترام للند والمماثل، منوهًا بأن من أعظم الآيات تعامل يوسف مع إخوته في جميع مراحل حياته وابتلاءاتها ، في بأسائها ونعمائها .

مهما بلغ من المنزلة

ونصح:  فاصبروا - رحمكم الله - كما صبر ، واعفوا كما عفا ، وأحسنوا كما أحسن ، مشيرًا إلى أن المرء مهما بلغ من المنزلة ولو كانت النبوة لا غنى له عن دفء الأخوة ، ولهذا حينما عظمت المهمة لدى موسى عليه السلام ، وقد مرت به من الشدائد والكروب ، وقد فر من قومه للذنب الذي اقترفه ، وغاب في فراره سنين عددًا .

وأشار إلى أنه لما جاءته هذه المهمة العظيمة ، بل هي أعظم مهمة على الاطلاق ألا وهي النبوة ، حينئذ سأل موسى ربه العون ، بل علم أنه ليس له بعد الله إلا أخوه ، منبهًا إلى أن من الخسارة والغبن أن لا تعرف مكانة أخيك إلا بعد أن تفقده ، نعم تفقده إما بموت ، أو بسبب مطامع الدنيا ، فتبقى وحيدًا لا تقدر على شيء ، كم من أخ بكى على قبر أخيه متمنياً لو اصطلحا قبل لحظة الفراق.