قالت صحيفة ”تايمز أوف إسرائيل“ إن ”الحكومة الحالية ستنهار في أي وقت، وستخلفها دون الحاجة إلى انتخابات جديدة، حكومة يمينية متطرفة بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، التي ستحكم طويلا وتشكل خطرا على اتفاقات التطبيع العربية“، على حد قولها.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته أمس الأربعاء، إلى أن ”استطلاعات الرأي الأخيرة أبرزت عودة اليمين غير الائتلافي من جديد، وأن أحزاب (الليكود)، و(الصهيونية الدينية) والحزبين الأرثوذكسيين المتطرفين حصلت على 52 مقعدًا في انتخابات مارس 2021“.
وأضافت ”هذه الأحزاب الأربعة تسيطر الآن على 59- 60 مقعدا في الكنيست، فيما أظهر استطلاع للرأي لقناة كان، الثلاثاء، أن حزب الأمل الجديد الذي يتزعمه جدعون ساعر فشل في العودة إلى الكنيست“.
الضربة القاضية
وقالت الصحيفة ”قد تأتي الضربة القاضية للتحالف الحالي في أي وقت ومن اتجاهات لا حصر لها، لكنها ستأتي. ومع انتهاء تحالف نفتالي بينيت ويائير لابيد غير العملي في نهاية المطاف، سيستعيد اليمين الإسرائيلي السلطة، ومن المرجح أن يحتفظ بها لفترة طويلة في المستقبل ويوجه مسارًا متشددًا بشكل لافت للنظر“.
وأضافت ”عودة اليمين بقيادة نتنياهو لا تتطلب انتخابات على الإطلاق. ورغم إنكاره، فإن احتمال الطمس السياسي قد يدفع ساعر إلى الشراكة مع رئيسه السابق في حكومة بديلة دون حل البرلمان.. وحتى إن لم يفعل ساعر ذلك، فقد يمنح المنشقون الآخرون عن الائتلاف زعيم الليكود الأغلبية دون الرجوع إلى الناخبين“.
ورأت الصحيفة أن ”إسرائيل تحركت تدريجيًّا لليمين خلال العقدين الماضيين، متأثرة بشكل دائم بالصدمات من العمليات الفلسطينية، مع تراجعها عن التسوية الإقليمية بسبب صعود قوة حزب الله وحركة حماس في الأراضي اللبنانية وقطاع غزة التي انسحبت منها“.
الصراع مع الفلسطينيين
وقالت الصحيفة ”يعرف الجمهور أن الصراع مع الفلسطينيين قد يتفاقم بعد وفاة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومن غير المرجح أن يكون خليفته أكثر قبولاً، وبالطبع لم يفعل عباس أي شيء لإعادة ثقة الإسرائيليين في جدوى الأرض مقابل السلام“.
وتابعت ”بينما يعارض العديد من الإسرائيليين توسيع المستوطنات في المناطق التي ستحتاج إسرائيل إلى التنازل عنها، إذا كان حل الدولتين يومًا ما يبدو أكثر قابلية للحياة، لم يعد هذا موقفًا توافقيًا منذ فترة طويلة“.
ونبهت الصحيفة أنه ”عندما يسقط الائتلاف الذي يقوده بينيت، ستقود إسرائيل أحزابًا تريد السيطرة بشكل كامل على الضفة الغربية والحفاظ على أغلبيتها اليهودية الكبيرة“.
وأوضحت أن ”نتنياهو نفسه اختار السلام والتطبيع مع دول عربية على خططه لضم المستوطنات ووادي الأردن.. وأن بعض الأحزاب المتطرفة في الائتلاف الجديد لن تسمح بخطوات أخرى من هذا النوع بسهولة“.
إصلاح القضاء
وتساءلت الصحيفة ”هل سيحصل نتنياهو أخيرًا على الدعم البرلماني الذي يحتاجه لإصلاح القضاء وتخليص نفسه من محاكمة الفساد؟.. كل هذا يتوقف على وجه التحديد على كيفية تفكك الائتلاف الحالي.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول ”لكن الاتجاه واضح والتحول وشيك.. وبعد فترة انقطاع غير محتملة إلى حد بعيد، يعود اليمين الإسرائيلي إلى السلطة لفترة طويلة؛ ما يعكس التفضيل الأيديولوجي للناخبين الإسرائيليين.. ومن المرجح أن تكون أكثر تشددًا من أي وقت مضى“.