الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب وأزمة الغذاء

صدى البلد

منذ أيام" ماتيوس مالتوس "صاحب نظرية السكان الشهيرة والمعادلة تزداد تعقيدا ,يعنى منذ عام 1790 وحتى الآن تتأكد كل يوم نظرية مالتوس التى قال فيها إن السكان يتزايدون بمتوالية هندسية بينما المواد الغذائية تزداد بمتوالية عددية, وبذلك سوف يأتى يوم لايجد الناس فيه طعامهم أو شرابهم ,ولعل هذا مايحدث الآن، والهوة باتت شاسعة بين هذا وذاك لاسيما فى ضوء الحروب القائمة وعلى رأسها الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وليس معقولا أبدا أن يطفو على الساحة الدولية الاقتصادية والسياسية معا مليارديرجديد كل 30 ساعة،بينما يهبط إلى خط الفقر نحو مليون شخص كل 23 ساعة!

إنها ولاشك أرقام مرعبة تجعل الإنسان يضرب أخماسا فى أسداس عما سيئول إليه مصيره غدا أو بعد غد.

طبعا الدراسات لم تتوقف، والمحاولات مستمرة بين كل فترة وأخرى, لكن النتائج كما نرى لا تبشر بالخير.

وإذا أخذنا مؤتمر دافوس الاقتصادى مثلا, فمع تقديرنا لمؤسس هذا المؤتمر العالم الاقتصادى "كلاوس شواب"عام 1971 فها هى السنوات تتوالى والأوضاع تزداد تقاقما لاسيما بالنسبة للفقراء. أما الأثرياء فهؤلاء يعيشون حياتهم، ويكفى أنهم يذهبون إلى دافوس المقر الذى الذى اختاره شواب لعقد المؤتمر لممارسة هواية التزحلق على الجليد,فهل يمكن أن يشعر مثل هؤلاء بأحاسيس الجوعى والعرايا؟

لقد وقف "شواب" ليعلن أمام المؤتمر أن الحرب الروسية الأوكرانية تعد نقطة تحول للتاريخ، حيث ستعيد تشكيل الأفق السياسى والاقتصادى خلال السنوات المقبلة.

كلام جميل ولكن ماذا بعد؟ هل هناك برنامج محدد يلتزم به حكام هذا العالم ومسئولو المنظمات الدولية لوضع خريطة طريق واضحة ومحددة المعالم؟

على الجانب المقابل ألقى رئيس أوكرانيا المسؤولية على المجتمع الدولى بالنسبة لما جرى لبلاده,مشيرا إلى أنه فى حاجة إلى خمسة مليارات دولار شهريا لإعادة إعمار بلاده.

ليس هذا فحسب,بل اتهم الجميع بأنهم وراء مقتل عشرات الألوف من مواطنيه نتيجة تأخر الدعم السياسى والعسكرى .

فهل هناك فى هذه الدنيا من لديهم القدرة على سداد خمسة مليارات دولار شهريا؟ ثم من هم هؤلاء؟ أمريكا تشكو الفاقة,وروسيا تسقط فى مستنقعات القتال,وأوروبا تبحث عن موارد ولا تجد، بل إن الاتهامات موجهة إلى دول القارة بأسرها باستنزاف غذاء العالم,أى أن هؤلاء جميعا ينطبق عليهم مثلنا الشعبى الذى يقول: أتيت بعبد المعين يعيننى فإذا به يريد العون والمساعدة!

فى نفس الوقت يجب أن نمعن التأمل فى أوضاعنا فى مصر, ففى الوقت الذى يئن فيه الاقتصاد العالمى بسبب أزمات حادة، تأتى مصر لتضع موازنة مالية تبلغ ايراداتها تريليونا و500مليار جنيه, وتستهدف تحقيق معدل نمو5,5%.صحيح أن الأسعار ترتفع وتلك ظاهرة عالمية, والقوة الشرائية للجنيه المصرى تنخفض، لكن الدولة تحاول وضع الأساليب والخطط لحصار كل تلك الأزمات أولا بأول، بحيث يجىء اليوم الذى نصل فيه إلى المعادلة الصحيحة.

خواطر

  • بمناسبة استضافة مصر لمؤتمر المناخ الدولى "كوب 27" فى نوفمبر المقبل فى شرم الشيخ أقترح تحويل سيناء بأكملها إلى واحة خضراء صديقة للبيئة,وأن نعمل من الآن على أن تتوافق كل المشروعات المقامة على أرضها مع الاشتراطات البيئية.لدينا بالفعل فى سيناء العديد من المحميات الطبيعية أشهرها رأس محمد، والزرانيق، وسانت كاترين، ونبق، وأبو جالوم التى يأتى إليها السائحون من كل أنحاء العالم ليروا جمال الطبيعة, ويغوصوا فى المياه الصافية بشعابها المرجانية.علينا أن ننشئ مئات الحدائق العامة على طول سيناء فى كل المدن وحول المناطق البدوية,والعمل على إقامة مناطق غابات تتحول إلى رئة لمصر وللمنطقة حتى إذا جاء وقت المؤتمر شاهد الزوار أرض الفيروز وقد تحولت إلى جنة خضراء كل مافيها بعيدا عن التلوث، فشرم الشيخ هى أول مدينة مصرية كل سياراتها تعمل بالكهرباء أو الغاز دون البنزين, وتستقبل زوارها بلا عوادم,وأعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك خلال الأشهر المتبقية لانعقاد المؤتمر.
  • انخفاض الحركة الشرائية لسلعة ما يستوجب بالضرورة انخفاض سعرها، وهو الحل الأمثل لمواجهة ارتفاع الأسعار وجشع التجار, وفى رأيى أن وراء كل تاجر جشع مستهلك متواطئ معه مستعد لإشباع جشع التجار بالشراء, والاستهلاك والهدر, وهناك ثقافة تتبعها كثير من الشعوب ومصر اتبعتها عندما قاطعت ربات البيوت فى المعادى شراء اللحوم فى الثمانينات. وإذا اتبعنا ثقافة الاستغناء حين يعم الغلاء, وثقافة عدم الهدر حين تضيق ذات اليد, فإننا نحل المشكلات من جذورها دون شكوى ودون تبرم.
  • علمتنى الحياة أن أسوأ الناس حظا الصادقون فى المجتمعات الكاذبة, وأن من يبيعون ضمائرهم مستعدون لأن يبيعوا كل شىء.