أظهرت دراسة أمريكية جديدة أدلة على أن السمنة في مرحلة المراهقة تساهم في الإصابة بداء السكري من النوع الأول -وهو الأقل شيوعًا- التي تضاف إلى الدراسات التي تكشف أن السمنة عامل خطر معروف لمرض السكري من النمط الثاني.
ووجدت الدراسة، التي شملت ما يقرب من 1.5 مليون مراهق، أن أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة خلال المراهقة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الأول لدى الشباب في سن الرشد، مقارنة بمن هم في نطاق الوزن الطبيعي.
وقال الخبراء إن النتائج تضيف إلى الدليل على أن السمنة تعتبر عامل خطر للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
وأفاد فرانك مارتن، كبير الباحثين في مركز الأبحاث التابع لمنظمة JDRF، وهي منظمة غير ربحية تمول أبحاث مرض السكري النمط الأول، بأن الأبحاث السابقة حول السمنة ومرض السكري من النوع الأول ركزت بشكل كبير على الأطفال، لكن تربط النتائج الحالية السمنة في سنوات المراهقة بمرض السكري من النوع الأول في مرحلة البلوغ.
من جانبه، أشار كبير الباحثين، وأحد المشرفين على الدراسة، جلعاد تويج، إلى أن الأسباب التي تجعل السمنة تزيد من خطر الإصابة بالنوع الأول من السكري غير معروفة، لكن الاعتقاد السائد هو أن بعض الأشخاص لديهم قابلية وراثية للإصابة بمرض السكري النمط الأول، وقد تؤدي السمنة إلى تطور المرض.
وأضاف أن هناك نظريات مختلفة حول الآلية الدقيقة لحدوث ذلك؛ منها على سبيل المثال، أن السمنة تغذي الالتهابات المزمنة في الجسم، مما قد يساهم في رد الفعل المناعي غير الطبيعي الذي يميز مرض السكري من النوع الأول.
وأشار الباحثون إلى أن السمنة لها أيضًا تأثيرات أخرى، بما في ذلك نقص فيتامين (د) والتغيرات في التركيب البكتيري للأمعاء، التي يمكن أن تضعف وظيفة المناعة.
وأكد الباحثون أن النتائج المتوصل إليها تتماشى مع التفكير العام حول أسباب مرض السكري النمط الأول، وهو وجود ضعف وراثي، ثم التعرض لعامل بيئي يحفز المناعة على الانقلاب ضد الجسم.