عقول عطلانة أول مشروع تخرج لطلاب المسرح والدراما بآداب بني سويف

شهد الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بنى سويف، اليوم، مسرحية "عقول عطلانة" لطلاب الفرقة الرابعة قسم المسرح والدراما بكلية الآداب، كأول مشروع تخرج لطلاب القسم، بحضور الدكتور رمضان عامر عميد الكلية، والدكتورة حنان سليمان عضو مجلس الشيوخ، ووكلاء الكلية، والدكتور عمر فرج رئيس قسم المسرح والدراما وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

وقال الدكتور منصور إن قسم المسرح والدراما تم افتتاحه منذ أربع سنوات بكلية الآداب، لنشهد اليوم تخريج أول دفعة من خلال عروض مسرحية يقدمها طلاب القسم فى مجال المسرح والدراما، مشيداً بما قدمه الطلاب من إبداع من خلال مشروع تخرجهم والذي يعد حصاد تعلمهم وتدريبهم طوال فترة دراستهم بالقسم.

وأشار رئيس الجامعة إلى الهدف من إنشاء القسم يأتي من أجل تخريج باحث أكاديمي، وممارس مسرحي في مجالات النص والعرض، بحيث يجمع بين النظرية والتطبيق على أسس أكاديمية، حيث يتم فيها إعداد الطالب نظريا وعملياً من خلال ثلاثة مستويات، أولها المستوى النظري ويدرس فيه الطالب نظرية المسرح وقواعد النقد الفني المسرحي وعلم كتابة المسرحية والجماليات مع تاريخ الدراما والأسس النظرية للتمثيل والإخراج مع تأكيد اللغة كأداة مهمة من أدوات العمل المسرحي، ويهدف المستوى العملي إلى إعداد الطالب للاشتغال بالعمل المسرحي عمليًا على أسس علمية في جميع المجالات كالتمثيل والإخراج والديكور والمكياج والنقد المسرحي والكتابة والحرفية المسرحية، فيما يقوم المستوى التجريبي بعرض لإنتاج الطلاب من أعمال فنية في مجال التمثيل والإخراج والتأليف.

محافظ بني سويف: الإعداد لأول ميناء بشمال الصعيد وأكبر محمية للنباتات الطبية

ووجه الدكتور عمر فرج رئيس قسم المسرح والدراما الشكر للدكتور منصور حسن رئيس الجامعة لدعمه الكبير لفنون المسرح حيث يرجع إليه الفضل في إنشاء ذلك القسم، والذي بدأ جنى ثماره اليوم بتخريج أول دفعة، كما تشهد الجامعة في عهد الدكتور منصور حسن حالياً إنشاء أقسام المسرح الشعبي بالمعهد العالي للتراث.

ويذكر أن العرض المسرحي عقول عطلانة من تأليف وإخراج الدكتور عمر فرج رئيس قسم المسرح والدراما والذي  اختار أن يناقش قضية من  أخطر القضايا المعاصرة، وهي قضية الفهم المغلوط لمحتوى الأديان. فغياب الحوار الديني والثقافي بين الشعوب ولدَّ "الإرهاب" مؤكدا إن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا حضارة له.

كما ركز "فرج"  على الموقف الدرامي، قبل أن يقوم بتشكيل ملامح شخصياته، لكونها  شخصيات ذات دلالات رمزية إيحائية للواقع الذي يمتلئ بالمتناقضات السياسية والدينية. وحملت شخصيات المسرحية دلالات رمزية تعكس الموقف الدرامي في هذه المسرحية، مثال على ذلك:  شخصية "أبو حفص"رجل دين تكفيري، يمثل الفكر  الديني المتطرف، وهو من رموز الإرهابيين في العالم، الذين يرفضون التصالح والعيش في سلام مع الآخر. 

كما تحمل شخصية "الأمير"  إشارة صريحة وواضحة إلى التنظيم الإرهابي"داعش" ، الذي يسفك الدماء باسم الدين، مع توظيف آيات القرآن الحكيم لقتل كل من يخالفه الفكر والرأي.

وقد عمل مؤلف المسرحية على إحكام القبضة على شخصياته، وجعلها تلتقي في منزل رجل مسيحي وهو القس "مرقص" الذي انتقل مؤخرًا لمنزل كان يعيش فيه شيخ مسلم، وكان ذلك سببًا في حضور

أبو حفص للمنزل الذي انتقلت إليه الأسرة المسيحية. والتقت جميع شخصيات المسرحية في مكان وزمان واحد، ولكنهم بروزا  كقوتين  متضادتين فكريًا ودينيًا.

وكان هناك نوع من التناقض والجدل الديني حول مفهوم الحق والقيم  الإنسانية المغلوطة، الذي لا يلبث أن يتحول إلى صراع ظاهري عندما تنكشف حقيقة القس مرقص وأسرته.

و استخدم “ فرج”   اللهجة المصرية في هذه المسرحية التي تتميز ببساطتها وقربها من حس وأذن المتلقي.

واتسمت بعض الاحداث بروح الفكاهة رغم سوداوية المواقف الدرامية، بسبب أعمال أبي

حفص وجماعته من الإرهابيين. وقد ساهم الحس الكوميدي في التخفيف من وطأة الصراع التراجيدي. 

بشكل عام، فقد اقتربت مسرحية "عقول عطلانة" من المسرح الذهني، لكونها قدمت  الفكر قبل الفعل، وحاولت أن ترصد المواقف الدرامية قبل الولوج في عالم الشخصيات. وعمل المؤلف الدكتور عمر فرج علي تكثيف الجرعة للتنديد بالإرهاب الديني الدموي، الناتج عن الرؤى المغلوطة حول التفسير الديني وبعض الفتاوي المتطرفة. وساهمت الشخصيات في التأكيد على المشاعر الوطنية  للمصرين ، كما انها أكدت على تحريم قتل الآخر، أيا كان معتقده أو مذهبه أو عرقه.