قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ورئيس مركز سلام لمكافحة التطرف، إنه من المنتظر أن يعلن المؤتمر الدولي الأول لمركز سلام لدراسات التطرف، عن عدد من المشاريع والمبادرات المهمة، من بينها: موسوعة المرجع المصري لدراسات التطرف، إطلاق أكاديمية سلام، إطلاق تطبيق منارات الإلكتروني لمكافحة التطرف، إطلاق الذاكرة الرصدية للتطرف، فضلًا عن إصدارات متنوعة حول ظاهرة التطرف والإرهاب.
الإساءة إلى الأديان
كما شدد مستشار مفتي الجمهورية في كلمته أمام مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، على أن الإرهاب لا يمكن بحال أن يخرج من رحم الإسلام، وإنما هو مشرب عنيف متعلق بسلوكيات أفراد وجماعات ومدركات مشوهة أسهمت في تشويه الصورة والإساءة إلى الأديان بشكل عام.
وأضاف د. نجم أن التحرك العسكري فقط لا يكفي لوقف الزحف الإرهابي على بقاع العالم بل لا بد من تحرك فكري موازٍ، لقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية من الموارد البشرية التي تلتحق بها، موضحًا أن دار الإفتاء أنشأت "مركز سلام لدراسات التطرف" لرصد ومتابعة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة والرد عليها، وستعقد من خلاله مؤتمرًا عالميًا يجمع المتخصصين من مختلف الجهات في الداخل والخارج.
وأوضح مستشار المفتي أن مراكز البحوث ومؤسسات التفكير أصبحت الآن ضرورة ولم تعد ترفًا يمكن لأي مجتمعٍ يسعى إِلى التطور أَن يستغني عنه، مشددًا أنه لا مجال لتقدم الدول دون الاهتمام بمراكز الدراسات والبحوث في عالم تتزايد فيه المتغيرات في كل المجالات وتتنوع فيه التحديات التي تُفرض على الواقع الذي تعيشه الدول، وهو ما أدركته دار الإفتاء المصرية بإنشاء العديد من المبادرات التي تهدف إلى التواصل مع العالم في شرح صحيح الإسلام والتصدي للفكر المتشدد.
وطالب مستشار مفتي الجمهورية وسائل الإعلام الأمريكية بضرورة تهميش الخطاب المتطرف وعدم إبرازه، مؤكدًا أننا لاحظنا في أحيان كثيرة أن وسائل الإعلام تستجيب للإغراءات، وتعتبر المتطرفين -الذين لا يمثلون إلا أنفسهم- تيارًا سائدًا، وهو ما يؤجج ظاهرة الإسلاموفوبيا.
التطرف الديني
وأنهت دار الإفتاء المصرية استعداداتها لعقد المؤتمر الدولي الأول لمركز سلام -لدراسات التطرف، الذي تبدأ فعالياته الثلاثاء المقبل 7-9 يونيو، بأحد فنادق القاهرة، تحت عنوان "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية.. واستراتيجيات المواجهة"، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبحضور ممثِّلين عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية، وجامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء، والقيادات التنفيذية، والمفتين، ورجال الفكر والإعلام من 42 دولة حول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإيطاليا والهند وبولندا وسنغافورة والمغرب وتونس والجزائر ودول أفريقيا وغيرهم.
ستضم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عرضًا لفيلم تسجيلي عن "مركز سلام لدراسات التطرف" فكرته ورسالته والمشروعات التي يعمل عليها، ثم كلمة للدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم-، وكلمة لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة نائبًا عن دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور مصطفى مدبولي، ثم كلمة للدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، يليها كلمة للمستشار عمر مراون وزير العدل.
كما يتحدث في الجلسة الافتتاحية الدكتور جهانجير خان مدير مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وسعادة السفير أحمد سيف الدولة، رئيس قسم المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب لدى مجلس الأمن، ومعالي الدكتور فيصل بن معمر المشرف العام على مشروع سلام للتواصل الحضاري.