الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تنتشل أوبك + أوروبا من كارثتها| ماذا يعني زيادة إنتاج النفط؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت الدول المنتجة للنفط في أوبك +، الخميس الماضي، عن زيادة أكبر مما كان متوقعا في إنتاجها هذا الصيف، في محاولة للحد من ارتفاع الأسعار منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

زيادة 648 ألف برميل  يوميا

وأعلن التحالف، في بيان، أن ممثلي الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاءهم العشرة (أوبك +) اتفقوا على تعديل إنتاج يوليو بزيادة 648 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ432 ألف برميل حددت في الأشهر السابقة، مشددا على أهمية استقرار الأسواق وتوازنها.

وأكدت المجموعة أنها عوضت زيادة سبتمبر المقبل برفع مقدار الزيادة في الشهرين المقبلين من أجل تسريع الحصول على النتائج المرجوة من هذه الخطوة.

وفي هذا الإطار، رحبت المتحدثة باسم  البيت الأبيض  كارين جان بيير، الخميس الماضي، بزيادة تحالف "أوبك+"  إنتاج النفط إلى 648 ألف برميل يوميا خلال الشهرين المقبلين، مشيدة بدور السعودية في قيادة التحالف.

هل تنخفض أسعار المنتجات البترولية؟ 

وثمنت بيير- دور السعودية كرئيس لـ اوبك + وكأكبر منتج في التحالف، في الوصول إلى هذا الاتفاق بين أعضاء المجموعة، مؤكدة مواصلة الولايات المتحدة الأمريكية استخدام جميع الأدوات المتاحة في مواجهة ضغوط ارتفاع أسعار الطاقة.

من جانبه، قال الدكتور محمد سعد الدين، نائب رئيس غرفة البترول، عن قرار دول تحالف أوبك+ بزيادة إنتاجية البترول، إن هذه الزيادة لا تستطيع تعويض الدول الغربية عن النفط الروسي إطلاقا، إنما هي تعتبر تهدئة للأسعار واستقرارا للسوق فقط، وذلك لأن النفط الروسي ينتج 10 براميل نفط يوميا، فعندما تكون الزيادة في نصف مليون فقط لا تغني الدول الغربية عن النفط الروسي. 

وأضاف سعد الدين، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه بعد إعلان الدول الغربية عن استغنائها بنسبة 90% عن النفط الروسي، فإن هذا لا يساعد على انخفاض أسعاره بل استمراره في الارتفاع.

حظر شبه كامل للنفط الروسي

وتابع سعد الدين: "السوق عبارة عن منتج ومستهلك وكمية من المنتج، فعند ارتفاع الأسعار يكون الطلب فى ارتفاع وعرض في انخفاض، ولا تتغير هذه النسبة، وتحاول الدول أن تلبي احتياجاتها النفطية من مكان آخر غير روسيا، ولكن في النهاية كل دولة تسعى للحصول على احتياجاتها كاملة من النفط".

من جانبه، قال الدكتور مدحت يوسف، خبير البترول، إن أوبك+ لديها آلية لتحديد كم الاحتياجات العالمية من النفط في ظل قدرتها عللا التحكم في المعروض من النفط عالميا.

وأضاف يوسف، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في الفترة الأخيرة استهلكت العديد من الدول الكبري جزءا من الاحتياطي النفطي لديها، فكان حجم الطلب الحالي يتضمن إعادة جزء من الاحتياطي الذي سبق صرفه لعودة التوازن السعري، وهو ما لم يحقق نجاحا.

زيادة استهلاك البنزين بشكل خاص

وتابع: "لذلك جاءت موافقة أوبك + لشهري يوليو وأغسطس مرتفعة إلى حد ما كما هو محدد لمواجهة زيادة الطلب العالمي على النفط لتغطية جزء من الاحتياطي، علاوة على تغطية المواسم الصيفية لأوروبا وأمريكا لمواجهة زيادة استهلاك البنزين بشكل خاص علاوة على باقي المنتجات البترولية".

وفي يوم الثلاثاء الماضي، اتّفقت دول الاتّحاد الأوروبي على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، في قرار تسعى من خلاله لحرمان موسكو "من مصدر تمويل ضخم" لحربها على أوكرانيا، مقابل حزمة مساعدات جديدة لكييف.

كما أعلن البيت الأبيض ترحيب الولايات المتحدة بالقرار والموافقة على زيادة الإنتاج بواقع 648 ألف برميل يوميا في يوليو ونفس الكمية في أغسطس.

السعودية هي العمود الفقري بـ "أوبك+"

ويأتي هذا الترحيب الأمريكي الأوروبي بقرار أوبك+ بعد ارتفاع أسعار النفط والبنزين بمعدلات غير مسبوقة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولا سيما في أعقاب قرار دول الاتحاد الأوروبي الأخير بخفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري.

من ناحية أخرى، وجّه البيت الأبيض الشكر للسعودية على ما وصفه بدورها في تحقيق التوافق في أوبك+ من أجل التوصل لهذا القرار، علمًا بأن روسيا تعتبر عضوًا في دول أوبك + أيضًا.

وتأمل الولايات المتحدة أن تسهم مثل هذه القرارات في تعويض النقص في النفط الناتج عن العقوبات الغربية المفروض على روسيا ونفطها، بسبب الحرب في أوكرانيا، في ظل تصاعد كبير في أسعارالنفط والبنزين في الولايات المتحدة وأوروبا.

ما هي"أوبك بلس" ومتى تأسست؟ 

جدير بالذكر أن أوبك+ "أوبك بلس" هي مجموعة من 23 دولة مصدرة للنفط تجتمع كل شهر في فيينا لتحديد كمية النفط الخام التي ستُطرح في الأسواق العالمية، وتضم هذه المجموعة 13 من الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك+)، وهي دول شرق أوسطية وأفريقية بشكل رئيسي، وتأسست أوبك في عام 1960 بهدف تحديد المعروض العالمي من النفط وسعره.

وفي الوقت الحالي، تنتج دول أوبك نحو 30% من النفط الخام في العالم، أو ما يصل لحوالى 28 مليون برميل يوميا، وتعد السعودية أكبر منتج للنفط داخل منظمة أوبك، إذ تنتج أكثر من 10 ملايين برميل في اليوم.

وانضمت أوبك إلى 10 من منتجي النفط من خارجها لإنشاء "أوبك بلس"، عندما انخفضت أسعار النفط بشكل كبير، وكان من بين الدول العشرة الجديدة روسيا، التي تنتج أيضًا أكثر من 10 ملايين برميل يوميا، حيث إن هذه الدول تنتج معا حوالى 40 في المائة من إجمالي النفط الخام في العالم.