مرت الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بمرحلة جفاء، منذ قدوم الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، وتحديدا في يناير 2021.
الولايات المتحدة تعود للتواصل مع السعودية
وفرضت الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من مائة يوم، تحديات جديدة على بعض الدول وتغيرات في المشهد السياسي العالمي، وكان لا بد للولايات المتحدة الأمريكية أن تراجع موقفها مع بعض الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي لم يتواصل بايدن مع القيادة السياسية بها منذ توليه الحكم.
فقررت الولايات المتحدة الأمريكية أن تراجع موقفها بعد التحديات التي فرضتها الحرب في أوكرانيا، ذلك خوفا من التحركات الروسية، ومن أن تجد روسيا تحالفا جديدا لها، ويكون من بين الدول العربية، كالسعودية وغيرها.
وخلال الفترة الأخيرة، قررت الولايات المتحدة الأمريكية إزالة الشوائب مع المملكة العربية السعودية، وترسل بعض المسئولين لحلحلة الأمور وإعادة الصفاء للمشهد بين واشنطن والرياض.
ماذا تتضمن زيارة بايدن إلى الرياض؟
وحسب ما أعلنت وسائل أمريكية، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية في زيارة في نهاية الشهر الجاري، تتضمن مباحثات مع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وعدد من المسئولين السعوديين، إضافة إلى بعض المسئولين في عدة دول بالمنطة.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الدكتورمهدي عفيفي إن ما يحدث الآن هو مداعبات من روسيا للدول العربية المنتجة للبترول، خاصة أن هناك يتم عقد اجتماع "الاوبك بلس"، وهناك بروتوكول يجب أن تسير عليه هذا الزيارة، وهو أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة مع ملك المملكة العربية السعودية، ولكن داخل المملكة هناك فريق يرى أنه لا بد من التعامل مع ولى العهد، ومن هنا ظهرت مشاكل هذه الزيارة، مع عدم اعتراف كل من السعودية وأمريكا بهذه المشكلة.
وأضاف عفيفي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أهم الملفات التي سوف تطرح من بايدن في هذه الزيارة، هي إعادة العلاقات السعودية الأمريكية، وإعادة تنظيم البيت الداخلي بين علاقات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والتعاون في العديد من المجالات المختلفة، وأهمها مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى التأكيد على دور المملكة العربية السعودية المحوري في منطقة الشرق الأوسط، وفي الدول العربية والإسلامية، وتنشيط العلاقات التي قد تؤدي إلى حلحلة بعض القضايا في القضية الفلسطينية.
المملكة لن تساهم في الحرب نهائيا
وأشار إلى أنه المملكة العربية السعودية لن تنضم إلى روسيا، حيث إنه مهما حدث من خلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن أن تنتقل السعودية مرة واحدة إلى الأحضان الروسية، لأنها ليست مضمونة، ولم تكن هناك علاقات وطيدة حتى يتم الانتقال بهذا الشكل.
واختتم: "لا أعتقد انضمام الممكلة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يكون هناك تفاهمات وتعاون بعض الشيء، وذلك لن يؤثر على الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك لأن المملكة لن تساهم في هذه الحرب، وقد يكون هناك حلحلة في مسألة الإمداد بالوقود، ولكن هذا في مصلحة المملكة العربية السعودية، وليس في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية".
جدير الذكر، أن هناك تقارير أمريكية ذكرت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر زيارة السعودية في نهاية يونيو الجاري، للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن" إن هناك معلومات مؤكدة بشأن زيارة بايدن المرتقبة إلى السعودية، وعقد لقاء مع الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة أن بايدن "قرر التوجه إلى الرياض هذا الشهر لإعادة بناء العلاقات مع المملكة في وقت يسعى فيه إلى خفض أسعار المحروقات في بلاده وعزل روسيا على الساحة الدولية".
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي سيلتقي خلال زيارته، بالإضافة إلى الأمير بن سلمان، قادة دول عربية أخرى، بينها مصر والأردن والعراق والإمارات، لكن التفاصيل اللوجستية والجدول الزمني للزيارة لم يتم تأكيدهما بعد.
إلى أين يتوجه بايدن بعد زيارته للسعودية؟
وذكرت أن الزيارة واللقاء "وجها لوجه" مع ولي العهد السعودي سيأتي بعد مهمات عدة في الرياض، أجراها مستشار بايدن للشرق الأوسط بريت ماكجورك ومبعوثه لشئون الطاقة أموس هوشستين، اللذان يكرران دعواتهما إلى زيادة إنتاج النفط الخام من أجل خفض التضخم.
كما أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الاستعدادات لهذا اللقاء قطعت شوطا طويلا.
ومن المتوقع أن تضاف الزيارة إلى رحلة من المقرر أن يقوم بها بايدن في نهاية ونيو إلى إسرائيل وألمانيا، لحضور قمة مجموعة السبع وإسبانيا للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار قالت في وقت سابق إن "الرئيس ينتظر بفارغ الصبر فرصة حوار مع قادة الشرق الأوسط لكن ليس لدي ما أعلن عنه اليوم"، دون أن تشير صراحة إلى لقاء مقرر بين بايدن وولي العهد السعودي.