أُسدل الستار على واحدة من أهم القضايا الزوجية في الوسط الفني عبر التاريخ، بين الثنائي الهوليودي جوني ديب وآمبر هيرد، بعد جلسات امتدت لأكثر من شهر وسط صخب عالمي إعلامي وإثارة غير مفتعلة ما بين مؤيدي كلا الطرفين، وصراع قانوني محتدم أمام هيئة المحلفين.
البداية.. قصة حب
حسناء هوليود آمبر هيرد خطفت الأنظار إليها منذ دخولها مجال التمثيل، بملامح شقراء وعيون ساحرة تجتذب اعجاب واستحسان الجميع.
جمعت جوني ديب وآمبر هيرد علاقة عمل من خلال فيلم The Rum Diary الذي بدأ تصويره عام 2009 حيث التفى الثنائي وجمعت بينهما الصداقة ثم الحب الذي انتهى بالارتباط بعد مواعدات كثيرة عام 2012.
أنهى جوني ديب على أثر علاقته بأمبر هيرد، علاقة سابقة استمرت لمدة 14 عامًا مع حبيبته السابقة وأم أولاده فانيسا باراديس.
وعلى الرغم من تحذيرات الكثيرين لجوني ديب من سمعة آمبر هيرد الذي عرف عنها العنف في علاقات سابقة، لكن قرصان هولويود لم يستمع إلا لصوت قلبه وتمسك بآمبر هيرد، ليعلن الزواج بها عام 2015.
من هنا بدأت الأزمة
لم يمر طويلًا حتى ظهرت آمبر هيرد بصورة مشوهة لجمالها الساحر وكدمات بالوجه تعلن من خلالها تعرضها للضرب على يد زوجها جوني ديب، لتتمكن هيرد من كسب تعاطف عالمي وتوجه كل وسائل الإعلام حرابها باتجاه جوني ديب.
واجه جوني ديب انتقادات كثيرة من وسائل إعلام عالمية ومنظمات الفيمنست ومناهضة العنف، في الوقت الذي لم يستطع فيه نجم هوليود الدفاع عن نفسه بصفة رسمية أو أدلة دامغة تثبت عكس ما يقال.
ترتب على هذا الأمر خسارة جوني ديب الكثير من شعبيته وكذلك أعماله حيث طالبت شركة الإنتاج جوني ديب الاعتذار عن سلسلة أفلام فانتاستيك بيستس وبالفعل انسحب نهائيًا من السلسلة.
الأفعى في ثوب الضحية
ما بين بداية انتشار الصور لآمبر هيرد بملامح بها كدمات من آثار الضرب وحتى بدء المحاكمة في وقت قريب، عاشت آمبر هيرد في ثوب الضحية بينما جوني ديب كان يُنظر له كرجل شرير استلذ بالعنف ضد زوجته الوديعة.
مع بداية المحكمة ظهرت تسجيلات لآمبر هيرد توضح نبره العنف في صوتها وغضبها الشديد بسبب محاولتها ضرب زوجها ومحاولته هو التهرب منها.
وتلت ذلك تسجيلات أخرى لأمبر هيرد تفوق في قسوتها كل ما يمكن أن يتخيله أحد عن تلك الملامح الشقراء ذات العيون الملونة، لتسير وقائع وجلسات المحكمة في اتجاه مفتلف وتنقلب الحقائق ويكسب جوني ديب تعاطفًا كبيرًا في مواجهة الأفعى المتلونة.
ستة أسابيع ملحمية
هيئة المحلفين المكونة من 7 أشخاص مكثت لمدة 6 أسابيع لتقرر ما إذا كانت آمبر هيرد تشوه سمعة جوني ديب أم لا، بعد أن كتبت في مقال رأي لصحيفة “واشنطن بوست” أنها كانت شخصية عامة تمثل العنف المنزلي.
وبرغم أن المقال لم يذكر اسم جوني ديب، صاحب الـ 58 عاما، إلا أنه رفع دعوى قضائية ضدها مقابل 50 مليون دولار، وقال محاميه للمحلفين إنه من الواضح أن هيرد كانت تشير إليه وأنه ينفي هذه المزاعم.
عارضت هيرد، صاحبة الـ 36 عاما، فكرة دفع هذا المبلغ وقالت إن جوني ديب اتهمها بالباطل ووصفت قضيته بأنها ليست إلا خدعة، وعلى مدار 24 يومًا، انخرط الزوجان السابقان في تجربة درامية ومدمرة تم بثها على الهواء مباشرة على التلفزيون.
قصة الإصبع المبتور
واستمرت جلسات المحاكمة، حيث كان كل موقف له روايتان منهما، ويزعم أن أسوأ أعمال العنف حدثت في مارس 2015 في أستراليا، حيث كان ديب يصور الجزء الخامس لـ"قراصنة الكاريبي"، وهناك فقد طرف إصبعه، وكلاهما كان له روايته الخاصة للحادث.
قالت هيرد إنهما بدآ القتال بعد تعاطي ديب عقار “MDMA”، وإنها انتزعت منه زجاجة كحول وحطمتها على الأرض، وكان رد فعله هو إلقاء أكواب وزجاجات نبيذ عليها، وأمسكها من رقبتها، ولكمها في وجهها، وهددها بتشويهها بزجاجة مكسورة، وشهدت في مرة أخرى أنه قال إنه يريد قتلها.
واستكملت هيرد في شهادتها بأنه اعتدى عليها جنسيا باستخدام زجاجة كحول، وقطع إصبعه، كذلك قالت إنها كانت تشتمه فذهب إلى الحانة ليصيب نفسه برصاصة، ثم أمسكت زجاجة وألقتها في اتجاهه، لكنها اصطدمت بالحائط من الخلف، فيما زعم أنها ألقت بعد ذلك زجاجة ثانية تحطمت عند ارتطامها وقطعت إصبعه.
محامية جوني ديب "كلمة السر"
خطفت الانظار بذكائها الحاد وفضطنتها الحاضرة، المحامية "كاميل فاسكويز" التي دافعت باستماتة عن موكلها جوني ديب، وقدمت كل الأدلة التي من شأنها مساعدة جوني في الفوز بقضية التشهير التي رفعها ضد طليقته الفنانة آمبر هيرد.
ولفتت المحامية الشابة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، انتباه الملايين وسط محاكمة التشهير التي قدمها موكلها ضد زوجته السابقة، وأصبحت فاسكيز، 37 عامًا، نجمة مشاركة غير متوقعة وغير مقصودة في العرض، واكتسبت معجبين لأسلوبها القانوني الحاد.
لم يتوقف الدعم لجوني ديب بل لكاميل أيضا، إذ ظهر العديد وهم يرتدون ملابس تحمل اسمها وصورها، بل ووصل الأمر إلى دعمها على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد مقطع فيديو مدته دقيقتان لفاسكيز قاطعت فيه محامي هيرد مرارًا للاعتراض، وهو مصطلح قانوني يستخدم لتقديم احتجاج رسمي في المحكمة، أكثر من 27 مليون مشاهدة على موقع “تيك توك” في غضون أيام قليلة.
حتى أن مقطع الفيديو الذي انتشر بسرعة أثار محاكاة ساخرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعترض المستخدمون على أصدقائهم وعائلاتهم في المحادثة. بشكل جماعي، جمعت مقاطع فيديو تيك توك التي تستخدم هاشتاج اسمها #CamilleVasquez مئات الملايين من المشاهدات.
الحكم النهائي
حسب "رويترز"، فاز جوني ديب بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي كتعويض عن الأضرار الناجمة عن الادعاءات الكاذبة التي وجهتها إليه طليقته. وفقًا لمنطوق الحكم الذي صدر مساء أمس.
وقضت المحكمة بإلزام آمبر هيرد دفع 10 مليون دولار كتعويضات لجوني ديب، إلى جانب 5 مليون دولار آخرين كتعويضات عقابية التي خفضها القاضي فيما بعد إلى 350 ألف دولار فقط.
وجاء في بيان هيئة المحلفين أن آمبر هيرد شوهت سمعة جوني ديب بتصريحاتها العلنية ضده، وتصرفت بـ"خبث حقيقي" ما يعني تيقنهم من أن تصريحاتهم كانت خاطئة.
بماذا علقت أمبر هيرد ؟
وعلى الرغم من منح هيئة المحلفين بمحكمة ولاية فرجينيا الأمريكية آمبر هيرد حكما يلزم جوني ديب بدفع 2 مليون دولار تعويضا عن دعوتها المضادة التي تؤكد تعرضها للعنف المنزلي من قبل زوجها السابق، لكن هيرد علقت على الحكم الأول ضدها بحسرة بالغة.
وقالت هيرد في بيان نشرته كافة وسائل الإعلام إنهذا الحكم يعيد عقارب الساعة إلى الخلف حينما كانت توصم أي سيدة تعرضت للعنف المنزلي وتقرر الحديث عنه علانية.
كما أشارت إلى أن الحكم يعيق فكرة أن يؤخذ كلام المرأة المعنفة على محمل الجد، رغم توفر الأدلة والبراهين التي تثبت أقوالها.