قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نجيب سرور.. أنقذه عبدالناصر من الاغتيال في المجر.. وانتقد شعراء وفناني جيله

نجيب سرور
نجيب سرور
×

ولع الشاعر نجيب سرور الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، بالأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى، ولم يكبت رغبته الدائمة بمخاطبة الناس عبر المسرح، فكان التمثيل في نظره أداة التعبير الأكثر نجاعة، ويقول أصدقاؤه بأنه لم يلقِ عليهم قصائده بل قام بتمثيلها، وكان له من المهارة في الأداء والتحكم بتعابير الوجه وحركة اليدين ما يشد الناس إليه فينشدوا بكليتهم إلى موضوع القصيدة أو الحديث مثيرا عواطفهم ومشاعر الحب أو الكراهية والضحك أو العبوس وتدفق الدموع حسب الموقف، وتركت نشأ نجيب سرور، بذورًا ثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقداً على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين.

نجيب سرور ممثلا ومخرجًا بالمسرح الشعبي

نجيب سرور أدرك أهمية عالم المسرح بالنسبة لقضيته الأولى، النضال من أجل كشف الحقيقة سعيًا للحرية والعدالة، جعلته يترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهو في الرابعة والعشرين من العمر، وعمل نجيب سرور، ممثلا ومخرجا بالمسرح الشعبى، وشارك في عروض الفرقة النموذجية بالأقاليم.

كيف أنقذ عبد الناصر نجيب سرور من الاغتيال؟

سافر نجيب سرور في بعثة إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج، ثم انتقل من روسيا إلى المجر ليعمل في قسم الإذاعة العربية في بودابست، وطلب منه المساهمة في الهجوم على مصر فرفض وترك العمل، وكتب إلى والده يخبره بأنه لو قتل في المجر فسيكون بأيد صهيونية وأنه يريد العودة إلا أنهم سرقوا منه جواز سفره.

ونشر والده الخطاب بإحدى المجلات ولما قرأ عبد الناصر الخطاب أرسل إلى سفير مصر بالمجر يطلب عودة سرور إلى أرض الوطن، وتزامن ذلك مع عرض مسرحيته "آه يا ليل يا قمر" التي تنبأت بنكسة 67 قبل حدوثها، وعمل مخرجا بمؤسسة فنون المسرح وتدريس الإخراج والتمثيل، وأعلن في ذلك الوقت عن ميوله الاشتراكية.

إبداعات نجيب سرور من الفردية إلى المجمعة

على مدار حياته قدم سرور أعمالاً شعرية كتبها فردية، خلال فترات متباعدة ثم جمعها في دواوين أو مجموعات، من أبرز إنتاجاته الشعرية "التراجيديا الإنسانية" كتب بعض قصائدها في مصر منذ عام 1952 ومعها قصائد أخرى كتبها في موسكو، وقد صدرت عن "المصرية للتأليف والنشر والترجمة" عام 1967م، والمجموعة الشعرية "لزوم ما يلزم" كتب قصائدها في المجر خلال عام 1964 وصدرت بعدها بـ 11 سنة، في عام 1975م.

وخلال مشواره قدم سرور قصيدة "أميات" والتي أثارت جدلًا كبيرًا بين العوام؛ لما حملته من كلمات قاسية وخادشة للحياء، وبحسب المؤرخين فإن تلك القصيدة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، والتي قادته للدخول لمستشفى الأمراض العقلية، وكان قد صب اللعنات أيضًا على بعض من شعراء وفناني جيله، أخذوا من أضواء الشهرة مساحة برضاء الحاكم كما رأى، فلم يكن راضياً عن صلاح جاهين، أو زوجته التي طلقها ''سميرة محسن''، أو حتى عن ألحان عبدالوهاب، ليرى أنها مزيج من ألحان غربية وشرقية.

نجيب سرور في مستشفى العباسية للأمراض العقلية

وفي عام 1971 بدأت مرحلة جديدة في حياة سرور بالمواجهات مع الأنظمة الأمنية، التي تفاقمت بعد عرض مسرحية "الذباب الأزرق" التي تناقش عملية التصفية التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية على الجيش الأردني، والمعروفة بأحداث "أيلول الأسود"، حيث تدخلت الاستخبارات الأردنية لدى السلطات المصرية لإيقافها، وانتهت المواجهات بطرد سرور من عمله وعزله عن الحياة الثقافية في مصر.

تلك الأحداث التي عاشها سرور قادته إلى أن يصبح أحد نزلاء مستشفي العباسية للأمراض العقلية، حتى مكث فيها إلى أن وافته منيته عام 1978 بعد أن أصابه الخذلان واليأس، قائلًا: "أنا عارف أني هموت في عمر الورد.. وساعتها هيقولوا لا قبله ولا بعده، وبطانة بتقول يا عيني مات في عمر الورد.. وعصابة بتقول خلصنا منه مين بعده".

وفي عام 1978، وبعد وفاته، صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش"، وهي عبارة عن أشعار ومشاهد مسرحية نقل من خلالها معايشاته داخل مقهى ريش في وسط القاهرة وحالة الوسط الثقافي المصري خلال السبعينات من القرن الماضي، كما صدرت بعدها "رباعيات نجيب سرور" التي كان قد كتبها خلال عامي 1974 و1975.

وكتب ديوان "الطوفان الكبير" وديوان "فارس آخر زمن" خلال العام الأخير من حياته ولم ينشرا حتى تم ضمهما لأعماله الكاملة التي صدرت في عام 1997.