هل تتقبل الآخر ؟ .. سؤال ابدأ به لكن دعونا في البداية نعرف من هو الآخر ؟ الآخر هو كل إنسان تتعامل معه بداية من البيت ( الأب والأم والأخ والأخت ) والأقارب والجيران والأقران وزملاء الدراسة وزملاء العمل وزوجتك وأبنائك وكل من تتعامل معهم على مدار يومك وحياتك بل ونفسك. هل تتقبل كل هؤلاء ؟
تقبل الآخر يكون بسماعهم والتحاور معهم وتقبل آرائهم وأفكارهم وطبائعهم وتصرفاتهم ومعتقداتهم . وذلك لأنك تتعامل مع بشر مختلفين في كل شيء لن تقوم أنت بتسيير حياة كل هؤلاء علي مزاجك الشخصي وحسب أهوائك أنت.
ولكن إذا أردت أن يقبل كل من يحيطون بك تصرفاتك وأفكارك وطباعك و آرائك ومعتقداتك عليك في البداية أن تتقبل منهم ذلك أيضاً .
للأسف الشديد غلب علي معظم مجتمعنا الحالي بل والمنطقة العربية بل والعالم أجمع ثقافة عدم تقبل الآخر . أغلب الناس أصبحوا يخونون بعضهم البعض ويستهزئون ببعضهم البعض ويتنمرون علي بعضهم البعض في كل شيء المأكل والملبس والمشرب والفريق الذي يشجعه الآخرون والمطرب الذي يستمع إليه والممثل الذي يشاهد أعماله ورجل الدين الذي يستمع إلي آرائه ونصائحه .
كل واحد فينا حر في آرائه وأفكاره ومعتقداته ما لم تضر غيره . أنت حر ما لم تضر . وحريه الآخرين تنتهي عند إيذائي ... وحريتي تنتهي عند إيذاء الآخرين .
دعونا نرجع إلي القيم والأخلاق الجميلة التي نشأت وتربت عليها الأجيال التي سبقتنا من حب وتعاون وتراحم وعطاء ومودة بين الجميع . ودعونا نستمع إلي الآخر ونتناقش بدون تحزب أو تعصب ونتقبل بعضنا بعضا ونلتمس الأعذار فيما بيننا ونربي أبنائنا علي ذلك ونستمع إليهم ونحاورهم ونستمع إلي زوجاتنا ونناقشهم بدون تهويل أو تهوين .
فتقبل الإنسان لنفسه أولاً وللآخرين بعد ذلك سوف يجعل المجتمعات أكثر هدوءا واستقرارا ورحمه وتراحم وود وسعادة . وأخيرا وليس آخرا الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.