الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى عيد دخولها مصر

عبد المعطي احمد
عبد المعطي احمد

في الأول من شهر يونيو كل عام تحتفل الكنيسة المصرية بعيد دخول السيد المسيح وأمه السيدة العذراء مريم إلى أرض مصر تحقيقا للنبوءات: "مبارك شعبى مصر" و"يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر"-أشعيا19-و"من مصر دعوت إبنى"- هوشع11.

إن هذا الاحتفال قديم فى الزمن بقدم الكنيسة القبطية، ويتم الاحتفال به لأنه على هذه الأرض ولدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهى واحدة من أقدم كنائس العالم.

إن هذه الرحلة لم تكن فى مكان واحد، حيث دخلت العائلة المقدسة من الحدود الشرقية ناحية الفرما، ثم إلى منطقة الدلتا بجوار فرع دمياط، ثم فرع رشيد فى وسط الدلتا إلى منطقة وادى النطرون، ومنها إلى منطقة القاهرة القديمة، وامتدادا من المعادي إلى صعيد مصر فى بلاد كثيرة من خلال الطريق البحرى أو البرى، واستقرت فى دير المحرق فى جبل قسقام نحو 6 أشهر.

لقد نما السيد المسيح نحو ثلاث سنوات على أرض مصر يطوف فى بلادها من سيناء إلى الوجه البحري إلى القاهرة، ثم إلى الصعيد، وكأنه أراد أن يشمل مصر ببركة خاصة.

إن رحلة العائلة المقدسة من التراث المصري الاستثنائي عالميا توارثته الأجيال التى عمدت على تسجيله فى العديد من المصادر الدينية والتاريخية من بينها الكتاب المقدس والسنكسار والميامر والمخطوطات النادرة التى تحتفظ بها الأديرة والكنائس القبطية فى مصر.

ويكمن التأثير العميق لرحلة العائلة المقدسة بمصر فى الطابع الإنسانى للقصص التى لاتزال تروى عن حياة السيد المسيح، وكذلك التفانى فى العبادة من المصريين والسائحين فى الكنائس والمزارات التى بنيت تخليدا وتذكارا للرحلة المقدسة.

ويرتبط هذا التراث الثقافى بمجموعة من المواقع الأثرية التي لاتزال تحمل لنا كثيرا من الآثار والقصص التى تحكى لنا رحلة العائلة المقدسة التى دخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من جهة رفح والفرما لترتحل إلى العديد من المدن المصرية التي قسمتها المصادر الدينية والتاريخية إلى ثلاث مراحل:1- رفح- الفرما- تل بسطة- مسطرد- بلبيس –مدينة سمنود- سخا- وادى النطرون 2- المطرية – بابليون(مصر القديمة)- منف – المعادى3- البهنسا- جبل الطير- الأشمونين – فيلبس- قسقام – مير- جبل قسقام – جبل درنكة.

وفى بعض هذه المدن قضت العائلة المقدسة أسبوعا أو بضعة أيام وفى مدن أخرى شهرا أو أكثر, وكانت أطول مدة قضتها هى فى جبل قسقام، والتي بلغت 185 يوما, واستمرت العائلة المقدسة فى مصر نحو 3 سنوات ونصف السنة الى أن مات "هيرودوس" الملك وحكم بدلا منه "أرخيلاوس".

ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلومتر ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط، وتحتوى كل منطقة حلت بها على مجموعة من الكنائس أو الأديرة أو آبار  مياه أو مجموعة من الشواهد القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بها، وذلك وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية فى مصر.

أتمنى أن تسارع الدولة فى استكمال مشروع إحياء طريق العائلة المقدسة، ووضعه على خريطة السياحة الدينية الداخلية والعالمية. كما أطالب وزارة التربية والتعليم بأن تدرس مسار العائلة المقدسة فى مناهجها لما لهذا المسار من أهمية تاريخية وجغرافية وروحية, وأن حياة المصريين حول النهر خلقت وحدة وطنية ومنحتهم روح العائلة الواحدة.

إن مسار العائلة المقدسة يجب أن يشعر بأهميته كل المصريين، فهو عنصر تميز لمصر ولشعبها، ويهدف إلى تعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية كبرى حديثة ومستدامة من خلال ما تملكه من موارد ومقومات سياحية وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة, والمحافظة على الإرث الحضاري المصري الفريد للأجيال القادمة وللبشرية أيضا .

خواطر

• ظلت هزيمة 5 يونيو 1967 ومازالت مثار جدل واسع فى كافة الأوساط، حيث اعتبر البعض أن موت جمال عبد الناصر لم يكن فى الثامن والعشرين من سبتمبر 1970، وإنما الموت الحقيقى حدث فى الخامس من يونيو 1967. 

• مع هزيمة يونيو 1967 كانت هناك أغنيات عبرت عنها محاولة تجاوزها لتحقيق النصر مثل:عدى النهار لعبد الحليم حافظ، و"خلى السلاح  صاحى"، و"أصبح الآن عندى بندقية" و"إنا فدائيون" لأم كلثوم وقدمت شادية عددا من الأغاني الوطنية منها أغنية "ياحبيبتي يا مصر" عام 1970 وأغنية أخرى عن مذبحة مدرسة "بحر البقر" بالشرقية.

• تخليق الأزمات والحروب لاستدعاء الدمار والخراب من "الشرق الأوسط الكبير" إلى "ربيع الخراب العربى" إلى معامل ومختبرات إنتاج الفناء والهلاك إلى "كورونا" إلى تداعيات الأزمة "الروسية الأوكرانية". كل ذلك لم يأت صدفة، بل جاء لاصطياد دول وقوى بعينها. فتش عن أعوان وأذناب الشيطان.

• غياب من نحب لا يفقدنا الحياة، ولكن يفقدنا طعم الحياة.