يحل اليوم الأثنين 30 مايو، الذكرى الثانية لرحيل الفنان حسن حسني، الذي ولد في 15 أكتوبر عام 1931، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2020.
ولد الفنان حسن حسني، يوم 15 أكتوبر عام 1931، في حي القلعة، وفي سن السادسة فقد والدته التي وافتها المنية في سن مبكرة، وهو الحدث الذي أسبغ عليه هالة من الحزن الدفين.
مشوار حسن حسني
عشق حسن حسني، مدير مدرسته الابتدائية (مدرسة حماد) الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، وقدم دور "أنطونيو" في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلاله على كأس التفوق بمدرسة الإعدادية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية.
وفي تلك الأثناء شارك حسين رياض، في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، بعد أن لفت الأنظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن حسني، أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.
وفي بداية الستينيات وجد حسن حسني، نفسه محترفا يتقاضى أجرا عن التمثيل الذي أحبه، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش، وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم.
وكان حسن حسني، يقدم عروضه على مسرح «المتحدين» للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب له أزمة شاركه فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري.
أعمال حسن حسني
شارك حسن حسني على مدى أكثر من نصف قرن في نحو 200 فيلم، إضافة إلى المسلسلات الدرامية والسهرات التلفزيونية والأعمال المسرحية.
ومن أبرز أفلامه، "سواق الأتوبيس، المساطيل، سارق الفرح، عبود على الحدود، ليلة سقوط بغداد، خارج على القانون، الديكتاتور، على جثتي".
حسن حسني صانع النجوم
لا أحد منا ينسى هذا المشهد الشهير في فيلم اللمبي، بل وشخصية عم بخ، التي جسدها الفنان الكبير الراحل حسن حسني، فيه، الذي ظهر فيه بطل الفيلم محمد سعد، وهو يتحدث مع عم بخ، متأثرين بدخان الشيشة، ليقول له اللمبي: «يا سلام يا عم بخ.. النفسين من غيرك ولا يسووا.. روح يا شيخ وتعالى بسرعة».
هذا المشهد بالرغم من بساطته، إلى أنه كان أيقونة هذا الفيلم الكوميدي، وتحول إلى إفيه دارج في الشارع المصري، فقد نجح حسن حسني، أن ينصهر في الدور، وينخرط في الأداء مع محمد سعد، وشكلا ثنائيا في هذا الفيلم يصعب تكراره، فكان «عم حسن حسني» وش الخير على محمد سعد، الذي انطلق بعد هذا الفيلم محلقًا في سماء النجومية، وانهالت عليه البطولات بعدها.
وفي باقي الأفلام، حرص محمد سعد، على الاستعانة بخبرات حسن حسني، الذي يستطيع فك طلاسم أي شخصية، ويحول الكلام المكتوب إلى شخصية لها كاريزما تجذب المشاهد، فيستطيع الفنان أن يدخل إلى قلب المشاهد من أي باب.
لم يكن محمد سعد هو النجم الأول الذي صنع تاريخه من باب «حسن حسني»، فقبله كان الفنان الراحل علاء ولي الدين، الذي قدم أولى بطولاته بفيلم «عبود على الحدود» وحقق نجاحا غير مسبوق من خلاله، وكان الفيلم بداية انطلاقة النجوم: (كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وغادة عادل) أيضًا.
لم يتصدر الفنان الكبير الراحل حسن حسني، أفيش عمل فني طوال تاريخه الفني، لكنه كان علامة فارقة في كل عمل فني، فكان الجوكر الذي يكسب الافيه في كل المشاهد التي شاركها، بل كان يصنع الكوميديا بدون إفيه في بعض الأوقات، من خلال نظراته، أو تعبيرات وجهه، أو حتى طلته على الشاشة، التي تخطف المشاهد، وتهيئه للضحك.
وفاة حسن حسني
بعد سنوات طويلة من الضحك المتواصل لجمهوره ومحبيه، أبكى الفنان حسن حسني، الجمهور في المشهد الأخير له في الحياة، بعد أن رحل عن عالمنا بجسده، وبقي أسمه خالدًا بأعماله التي لا تنسى، فتوفي «حسن حسني» فجر يوم السبت 30 مايو، عن عمر يناهز الـ89 عامًا.
جنازة حسن حسني
ولم تشهد جنازة حسن حسني، حضور كبير من نجوم الوسط الفني، باستشناء عدد قليل حرصوا على وداعه، في المشهد الأخير له، بسبب تخوف الكثير من نجوم الفن، من تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد - كوفيد 19.
وشكلت جائحة كورونا، معوقات أخرى، في مشهد وداع حسن حسني، علاوة على غياب نجوم الوسط الفني عن حضور الجنازة، وتمثل ذلك، في إقامة صلاة الجنازة خارج المسجد، نظرًا لإغلاق المساجد، إتباعًا للقرارات المتخذة للحد من التزاحم الشديد، والحد من تفشي عدوى الفيروس التاجي.
وأقام المشيعون القليلون، صلاة الجنازة على الراحل حسن حسني، أمام مدفنه، بعدها تحرك الجثمان ليدخل المدافن، ويواري الثرى جسده الفنان، في الوقت ذاته، لم تحدد أسرة «حسني» موعد عزاء، بسبب التخوف من عدوى الفيروس.