الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسيرة الأعلام .. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى وعشرات الإصابات بصفوف الفلسطينيين

مسيرة الأعلام .اقتحام
مسيرة الأعلام .اقتحام المسجد الأقصى وإصابة عشرات الفلسطينيين

اقتحم مئات المستوطنين اليهود باحات المسجد الأقصى، الأحد، للمشاركة في مسيرة الأعلام التي جابت شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية.

وأجبرت الشرطة الإسرائيلية محتجين فلسطينيين في منطقة باب العامود على الابتعاد بالتزامن مع خروج المسيرة.

في المقابل خرجت مسيرة للأعلام الفلسطينية في القدس المحتلة، رداً على "مسيرة الأعلام" التي ينظمها المستوطنون، ما أدى إلى مواجهة جديدة بين الطرفين.

اقتحام الأقصى واعتداءات المستوطنين

وبلغ عدد المشاركين في "مسيرة الأعلام" بحسب الشرطة الإسرائيلية 60 ألفاً، وهو أكبر عدد يشارك في هذه المسيرة منذ احتلال القدس عام 1967.

ودخل الإسرائيليون، وبينهم أعداد كبيرة من الشباب والمتطرفين، البلدة القديمة عبر باب العمود الذي يوصل الى الحي الإسلامي.

ووقعت مواجهات بين فلسطينيين وعناصر من الشرطة الإسرائيلية في باب العمود، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.

وتصاعد في القدس الشرقية المحتلة عقب اقتحام المئات من الإسرائيليين اليهود ساحات المسجد الأقصى.

ووقعت اشتباكات عنيفة في عدد من الأحياء احتجاجاً على المسيرة، وهاجم حوالي 200 مستوطن مخيم الصمود في حي الشيخ جراح، واعتدوا على السكان وممتلكاتهم وحطموا سياراتهم. وأصيب شاب بعيار ناري من أحد المستوطنين.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، بأن طواقمها تعاملت مع 62 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاعتداء بالضرب ورش غاز الفلفل وسقوط في محيط 
وداخل البلدة القديمة، حيث تم نقل 23 إصابة للمستشفى، وجرى علاج باقي الإصابات ميدانياً.

فيما ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 56 مواطنًا في مختلف المحافظات بما فيها القدس المحتلة.

وبحسب النادي، فإن 50 مواطنًا اعتقلوا من القدس بينهم نساء وأطفال، والعديد في ازدياد، مشيرا إلى أنه تم تسجيل حالة اعتقال واحدة في الخليل، و3 في طوباس، وحالتين في نابلس.

من جانبه، ادعي رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بأن رفع علم إسرائيل في القدس المحتلة هو "أمر طبيعي"، قائلا "في هذا اليوم، نتعهد بأن القدس لن تقسم أبدا".

ورد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم الأحد، على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، حول القدس.

وقال أبو ردينة، ردا على تصريحات بينيت، إن "مدينة القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، حسب قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي".

وأضاف: "لا يمكن تحقيق الامن والاستقرار في منطقتنا، ما دامت إسرائيل تواصل حربها على شعبنا وأرضه ومقدساته، وتتعامل كدولة فوق القانون، وترفض قرارات الشرعية الدولية والأسس التي قامت عليها عملية السلام، ولا تلتزم بها”.

وأكد أن "هذه التصريحات الإسرائيلية لن تعطي الشرعية للاحتلال على مدينة القدس، وأن الاحتلال إلى زوال"، مطالبا المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، والكف عن التعامل بازدواجية.

من جانبها، أدانت الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات "مسيرة الأعلام" التهويدية، وما رافقها من اعتداءات وعمليات قمع وتنكيل وحشية بحق المواطنين المقدسيين وعشرات الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في القدس بمن فيهم نساء وأطفال، واعتقال العشرات منهم.

واستنكرت في بيان "أعمال العربدة والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم في القدس وبلداتها وأحيائها، بما في ذلك البلدة القديمة وحي الشيخ جراح وباب العامود، والتي نفذها آلاف المستوطنين المتطرفين بحراسة شرطة الاحتلال"

كما أدانت إقدام عناصر المنظمات الاستيطانية الإرهابية المتطرفة بشتم النبي محمد عليه السلام ورفع شعارات عنصرية أبرزها "الموت للعرب والفلسطينيين"، ورفع أعلام حركة "كاخ" الإرهابية المتطرفة، ومنظمة "لاهافا" الإجرامية.

وحملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات الوحشية، ومحاولات تغيير الواقع القانوني القائم في المسجد الأقصى من خلال رفع الأعلام الإسرائيلية وأداء الصلوات التلمودية؛ بما فيها الانبطاح على الأرض في باحات المسجد كجزء لا يتجزأ من إجراءات تكريس التقسيم الزماني للأقصى على طريق تقسيمه مكانيا.

وأكدت أن "تفاخر بينيت تبنيه لهذه المسيرة والأعمال العدوانية التي رافقتها تحت شعار (القدس عاصمتنا الأبدية) حسب ادعائه، استخفاف إسرائيلي ممنهج بالمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وبالإدارة الأمريكية ومواقفها ومطالباتها".

وشددت على أن خروج المقدسيين بالأعلام الفلسطينية وبشكل جماعي في شوارع وأزقة وبلدات القدس المحتلة، رغم تحويلها إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية وفي ظل عمليات القمع واسعة النطاق ضد كل من هو فلسطيني دليل قاطع على فشل دولة الاحتلال في ضم القدس وتهويدها وتوحيدها كعاصمة لها وفق الادعاء الإسرائيلي، وإثبات متواصل على سقوط أية صفة شرعية أو قانونية مزعومة للاحتلال في القدس، وتأكيد جديد على أنها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمة لدولة فلسطين.

إدانات واسعة

أعلنت دول عدة إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في القدس، حيث أعربت وزارة الخارجية المصرية، عن إدانتها لسماح السلطات الإسرائيلية باقتحام جماعات من المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مُحذرةً من مغبة هذه التطورات التي تُنبئ بمزيد من الاحتقان والتصعيد على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان رسمي، اليوم الأحد، أن المسجد الأقصى هو وقف إسلامي خالص للمسلمين، وعلى ضرورة وقف أي انتهاكات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس وجميع مقدساتها وكذلك تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وطالب السلطات الإسرائيلية بتحمل مسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي والتدخل الفوري لوقف تلك الممارسات الاستفزازية التي تؤجج مشاعر المسلمين.

كما أعربت وزارة الخارجية في بيان عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لاقتحام متطرفين المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيانها، أن هذه الانتهاكات الصارخة التي تشكل استفزازا لمشاعر المسلمين ومخالفة صريحة للقانون الدولي، تنذر بعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وستضاعف من مظاهر الاحتقان وستزيد من فرص المواجهات
الدينية.

ودعت الكويت المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته بلجم تلك الانتهاكات وحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه.

وشددت الوزارة على موقف دولة الكويت المبدئي والثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

بدوره، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، نايف فلاح مبارك الحجرف، بأشدّ العبارات السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى.

وقال الحجرف إن اقتحام المتطرفين للمسجد تحت حماية السلطات الإسرائيلية يعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف في هذا الشأن.

كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن إدانته الشديدة؛ لقيام عدد من المتطرفين الإسرائيليين باقتحام الأقصى، في حماية أعداد كبيرة من قوات الاحتلال.

وأكد أبو الغيط أن هذا التحرك يشكل انتهاكا جديدا للوضع القائم، ويمثل استفزازا كبيرا للمشاعر العربية والإسلامية، ويمكن أن يترتب عليه إشعال الأوضاع في مدينة القدس ومناطق أخرى.

وصرح المتحدث باسم الأمين العام المستشار جمال رشدي، اليوم الأحد، بأن اقتحام ساحة الأقصى، في إطار ما يُعرف بـ "مسيرة الأعلام" هو عملٌ غير مسئول يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق مكاسب داخلية على الساحة الإسرائيلية، ويُحقق أهداف اليمين المتطرف الساعية إلى إلغاء كل وجود فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، والتضييق على رواد الحرم القدسي؛ لأهداف صارت معلومة للجميع.

ونقل المتحدث الرسمي عن أبو الغيط مناشدته للقوى المؤثرة عالميا والمجتمع الدولي عموماً الضغط على إسرائيل؛ لوقف هذه الاستفزازات التي تؤجج المشاعر الدينية، وتُزيد من منسوب الاحتقان، وتغذي دائرة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن شأنها دفع الجميع إلى أتون مواجهات دينية لن يحمد عقباها.