الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معاناة الملكة نازلي.. اعتدى عليها زوجها جسديا وجردها فاروق من حقوقها

الملكة نازلي والملك
الملكة نازلي والملك فاروق

لطالما أثارت الملكة نازلي الجدل في حياتها، تارة في حياة زوجها الملك فؤاد الأول وأخرى خلال حكم ابنها الملك فاروق، لتصبح أول ملكة لمصر في العصر الحديث ووالدة الملك فاروق آخر ملوك مصر، الملكة الأكثر جدلا، والتي توفيت في مثل هذا اليوم عام 1978.

كانت الملكة نازلي شخصية استثنائية ذات مصير استثنائي، امرأة كانت في حالة حب مع القوة وتبحث عن التحرر من مسؤوليات السلطة وقيودها، التناقض الحي الذي جعلها تعاني في لحظاتها الأخيرة.

فتاة ارستقراطية

جد نازلي كان جوزيف ساف، أحد القادة العسكريين لنابليون بونابرت وأحد مؤلفي "وصف مصر" التاريخي، وهو أول مرجع ضخم عن البلاد.

ولدت نازلي عام 1894 لعائلة أرستقراطية من أصول تركية وفرنسية، وكان والدها وزير الزراعة ومحافظ القاهرة، وعلى الرغم من علاقات عائلتها بالعائلة المالكة المصرية، لم يكن هناك من يتوقع حقيقة أن نازلي ستصبح ملكة يومًا ما.

 

زواج قصير

بعد وفاة والدتها، تم إرسالها إلى فرنسا إلى مدرسة داخلية وعند عودتها، أُجبرت على الزواج من ابن عمها التركي خليل صبري، إلا أن هذا الزواج لم يدم طويلا وانتهى بالطلاق بعد أحد عشر شهرًا، وتمت خطوبتها على ابن شقيق سعد زغلول، لكن ذلك لم يدوم أيضًا.

سلطان مصر فؤاد رأى نازلي لأول مرة في عرض أوبرا في القاهرة، تقدم لها في عام 1919، على الرغم من أنه كان يكبرها بـ 25 عامًا.

 

قيود ملكية

تزوجا في قصر البستان، وكان هذا الزواج الثاني لكليهما (كان فؤاد متزوجًا سابقًا من أميرة مصرية من منزل محمد علي باشا)، حيث تعرضت نازلي لضغوط شديدة لتنجب وريثاً للعرش، ولم يُسمح لها بالانتقال في نفس القصر مع زوجها إلا بعد ولادة ابنهما ولي العهد الأمير فاروق.

في السنوات التالية، أنجب الزوجان الملكيان أربع بنات: فوزية وفايزة وفايقة وفتحية.

كانت نازلي الشابة الجذابة ذات الروح الحرة محصورة في حريم على الطراز العثماني، ولم يُسمح لها بالخروج إلا في مناسبات معينة مثل الأوبرا وعروض الزهور.

كانت الملكة الجديدة على درجة عالية من التعليم والحداثة في تلك الأوقات ولديها أفكار قوية للغاية حول مكانة المرأة في المجتمع، لذلك كان إحباطها من القيود التي فرضها زوجها والديوان الملكي أمرًا مفهومًا، وزُعم أن الملك فؤاد كان يعتدي عليها جسديًا، وحاولت الانتحار.

 

الملكة الأم

بعد وفاة الملك فؤاد عام 1936، أصبح ابنها فاروق ملك مصر الجديد، وأصبحت الملكة الأم، وكانت تلك لحظة مجدها وما اعتبرته نهاية قيودها وعزلتها، لكن هذا الشعور لم يدم، حيث انزعج الملك الجديد من تدخلها المستمر في شؤون الدولة وطبيعتها المسيطرة.

علاقة نازلي المزعومة بمستشار الملك، أحمد حسنين باشا ، لم تجعل الأمور سهلة بين الأم والابن، حيث كانت تشعر بالإحباط بشكل متزايد بسبب افتقارها إلى الحرية كعضو في العائلة المالكة وحقيقة أنها غير قادرة على الزواج من الرجل الذي تحبه بينما أصيب فاروق بخيبة أمل من رغبة والدتها في الزواج مرة أخرى، وهو ما اعتبره خيانة لذكرى والده، إلا أن كل شيء انتهى عندما قتل أحمد حسنين باشا في حادث سيارة بعد سنوات.

 

وحيدة في الغربة

وبحسب السجلات الرسمية، غادرت نازلي، مصر عام 1946 وانتقلت إلى كاليفورنيا بسبب مشاكل صحية، وفي عام 1950 جرد الملك فاروق والدته من حقوقها وألقابها وكذا شفيقته فتحية بعد أن خالفت رغبة الملك وتزوجت رياض غالي أفندي رغم إسلامه.

بعد انتهاء الملكية في مصر وإجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش عام 1952، ذهبت العائلة المالكة إلى المنفى في إيطاليا.

لم تعد نازلي إلى مصر قط، حيث توفيت في عام 1978 في ولاية كاليفورنيا بعد سنوات من المعاناة مع الصعوبات المالية الشديدة والاكتئاب، لتكتب نهاية حزينة للمرأة التي كانت ذات يوم أول ملكة مصرية في العصر الحديث.