أفادت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، في تقرير لها، بأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا “غامضة”، مشيرة إلى أن ذلك يثير قلق أوروبا.
وقالت الصحيفة البريطانية: ”من غير الواضح معرفة رؤية واشنطن لنهاية الحرب، أو التسوية التي يمكن أن تشجع الولايات المتحدة، أوكرانيا، على قبولها كي تضع حدا للصراع“.
وأشار التقرير إلى أنه ”قبل الغزو الروسي بفترة قصيرة، قدم الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، رؤية متشائمة للغاية بالنسبة للصراع المتوقع، وقال أمام جلسة استماع مغلقة في الكونجرس، إن كييف يمكن أن تسقط في غضون 72 ساعة“ من بدء الهجوم الروسي.
وأوضحت أن الأوكرانيين نجحوا في إحباط الهجوم الروسي على كييف، ولا يزالوا يتحكمون في مقاليد الأمور جنوب شرق البلاد، في رؤية مختلفة تماما للصراع عما كان عليه الوضع قبل اشتعاله.
وتابعت: ”على النقيض من الفترة الكئيبة الأولى من الصراع، فإن بعض المسؤولين والساسة الأمريكيين يرون الآن أن هناك فرصة لتوجيه ضربة حاسمة إلى روسيا“.
وأشارت إلى ”حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، التي أقرتها واشنطن مؤخرا، بقيمة 54 مليار دولار، كي تستمر كييف في القتال لأشهر مقبلة“.
واعتبر التقرير أن ”هناك حالة من عدم الوضوح خلف هذه اللهجة الأمريكية الواثقة، وذلك حول ما تعتقد واشنطن أنها تستطيع بالفعل أن تقوم به، وما يجب أن يحدث في أوكرانيا“.
وقال التقرير: ”لا توجد تفاصيل حول ما الذي تعنيه الهزيمة الإستراتيجية لروسيا، أو تسوية تتعلق بالأراضي التي يمكن أن تشجع الولايات المتحدة أوكرانيا على قبولها لإنهاء الحرب“.
وأضاف: ”يرى بعض المحللين أن الإدارة الأمريكية ربما تتعمد إضفاء الغموض على أهدافها من الحرب“.
ونقلت ”فاينانشال تايمز“ عن ستيفن بيفر، السفير الأمريكي الأسبق في كييف، والزميل في جامعة ستانفورد، قوله إن ”هدف أمريكا هو أن تفشل روسيا في عدوانها ضد أوكرانيا، لكن الشيء الأقل وضوحا هو كيف يمكن تحديد هذا الفشل“.
وأضاف: ”للحفاظ على قدر من المرونة في هذا الصدد، فإن الإدارة الأمريكية لن تقدم تفاصيل حول هذه النقطة“.
وقالت فاينانشال تايمز، إن ”إدارة بايدن تحاول إجراء عملية توازن دقيقة، وإنها تريد تقديم دعم عسكري فعال لأوكرانيا، مع تجنب أي انطباع بأنها تحاول دفعها إلى حلول وسط في نهاية المطاف، حول الأراضي التي من شأنها أن تخلق مشاكل سياسية في كييف“.