الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تطلق قمرا صناعيا لرصد تأثيرات التغيرات المناخية ..9 أهداف تسعى لتحقيقها

أرشيفية
أرشيفية

تعمل مصر على الاستفادة من التطور على العلمي والتكنولوجي خاصة تكنولوجيا الفضاء في رصد وتتبع التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية؛ لتفادي الأثار السلبية المدمرة لها مستقبلا على قطاعات كبيرة.

وكالة الفضاء المصرية 

رصد تأثيرات التغيرات المناخية

وتنفذ وكالة الفضاء المصرية حاليا وفي هذا الإطار مشروع قمر صناعي لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير( SPNEX)، من المقرر إطلاقه نهاية عام 2023، بدعم وتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبالتعاون مع العديد من الجهات العلمية منها هيئة الطاقة الذرية والهيئة العامة للأرصاد الجوية، وجامعات حلوان، المنصورة، زويل وبورسعيد وغيرها.

وقال الدكتور أيمن محمود رئيس مجموعة التصوير الفضائي والمشرف على المشروع بالوكالة، إنه "سيتم خلال فعاليات مؤتمر المناخ القادم (cop27)، الذي تستضيفه مصر في نوفمبر القادم تقديم عرض تفصيلي لمشروع القمر الصناعي (لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير SPNEX) لدوره الهام في رصد تأثيرات التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها السلبية، حيث تلعب تكنولوجيا الفضاء دورا أساسيا في مكافحة تلك التغيرات محل اهتمام العالم".

وأضاف أن هذا القمر الصناعي سيتم تصنيعه بأياد وقدرات مصرية خالصة دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية، حيث سيساهم في عملية التصنيع شركات مصرية عريقة متميزة في تصنيع الأجهزة الخاصة بالأقمار الصناعية ومنها شركة بنها لصناعة الإلكترونيات والشركة العربية العالمية للبصريات.

وأكد أن عملية إدارة وتشغيل القمر الصناعي ستكون من مقر التشغيل الفضائي بوكالة الفضاء المصرية، وسيتم توفير ونشر البيانات التي سيرسلها القمر لجميع الجهات المعنية في الدولة.

وعن أهمية هذا القمر الصناعي (SPNEX)، أوضح الدكتور أيمن محمود أن هذا القمر خاص بقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير الموجودة في الغلاف الجوي والتي تؤثر على سلامة المركبات الفضائية وأية إشارات خارجة من سطح الأرض مثل الاتصالات، والطيران المدني.

وقال "إن هذا القمر يستهدف تحسين دقة نموذج التنبؤ بخصائص طبقة الأيونوسفير وخصائص البلازما والتي لها أهمية كبيرة في طقس الفضاء والتغيرات المناخية خاصة وأن المنطقة العربية وأفريقيا تمتلك نماذج غير دقيقة حاليا لطبقة الأيونوسفير".

وأضاف أنه سيتم من خلال هذا القمر المشاركة في مجموعة من المبادرات منها اللجنة الدولية لاستخدامات الفضاء بالأمم المتحدة التي أعلنت عن مبادرة لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية لقياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير لما لها من أهمية كبرى في طقس المناخ ورصد التغيرات المناخية.

المهندس حسام محرم

الأقمار الصناعية وحماية البيئة 

وفي هذا الصدد، قال المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، إن استخدام تقنيات الأقمار الصناعية يعد في عمليات الاستشعار عن بعد من الإنجازات التكنولوجية والعلمية الهامة والتي أحدثت طفرة كبيرة في الكثير من مناحي الحياة ومن بينها أنشطة حماية البيئة خاصة في ظل التحدي البيئي الخطير الذي تمثله التغيرات المناخية والتي تهدد بقاء الجنس البشري علي الأرض بجه عام.

وأوضح محرم - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مصر هي أحد أكبر المتضررين من تداعيات التغيرات المناخية من زاوية تهديد المناطق الساحلية والتأثيرات السلبية على الموارد المائية، وبالتالي على الأراضي الزراعية والأمن الغذائي وتهديد للعديد من الموارد الطبيعية والاقتصادية في مصر وغيرها من التداعيات البيئية ما تستتبعه من تداعيات اقتصادية واجتماعية.

وتابع: ولا ينبغي التأخر أكثر من ذلك في مجال توظيف تطبيقات "الاستشعار عن بعد Remote Sensing" في كافة أنشطة الدولة ومن بينها حماية البيئة ورصد التغيرات المناخية، لتدارك الفجوة الزمنية بيننا وبين الدول الكبرى التي استعانت بهذه التكنولوجيات منذ زمن طويل.

وأكد أن "القمر الصناعي المزمع إطلاقه خلال 2023، يوفر بيانات أكثر دقة وتكاملاً لمصر عن ظاهرة التغيرات المناخية مما سيمكن مراكز صنع القرار من بناء استراتيجياتها وخططها على بيانات متكاملة وأكثر دقة وتكاملاً مما سيسهم في تطوير أداء منظومة العمل البيئي في العديد من الدول ورفع قدراتها علي رصد الظواهر البيئية والتحكم في مجرياتها.

واختتم قائلا: "من الضروري التوسع في بناء منظومة متكاملة للاستشعار عن بعد من خلال أقمار صناعية تخصصية بهدف تعزيز الاستقلال المعلوماتي في المجالات المختلفة مما يساهم في دعم الأمن القومي للبلاد، وعدم الاعتماد على ما تجود به الدول الكبرى من معلومات في كافة المجالات".

ومن جانبه، قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري المناخ والخبير البيئي، إنه من قبل العصر الصناعي وهناك رصد للتغيرات الجوية للأرض وهذا القمر الصناعي سيساعد على أن يكون الرصد أكثر دقة، لأن التغيرات أصبحت أكثر حدة لذا من الجيد مراقبتها بشكل وثيق وأن تكون نتائج المراقبة حقيقية بعيدة بقدر المستطاع عن الأخطاء.

وأضاف عزيز - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إطلاق هذا القمر يدخل في إطار هذه الجهود لرصد جو الأرض، وهو أمر هام جدا لـ مراقبة التغيرات المناخية حتى يكون هناك إجراءات استباقية قبل حلول أي مخاطر وهذا يساعد على رصد تركيزات الاحتباس الحراري.

الدكتور ماهر عزيز

تكلفة تصل 100 مليون دولار

وأكد عزيز أن "هذا القمر الصناعي سيفيد كل دول الكرة الأرضية وليست مصر فقط، وستتعدى تكلفته ملايين الدولارات فقد يصل لـ 100 مليون دولار، مضيفا جميع الأقمار الصناعية مكلفة".

ومن جانبه الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، إن الأقمار الصناعية مفيدة جدا في تحديد ظواهر المناخ فهناك تطور تقني كبير في رصد التغيرات المناخية وحجم غازات الإحتباس الحراري والمدى الزمنى الذي تبقى فيه هذه الملوثات فهناك عناصر تظل موجودة حتى 50 أو 200 عام وقد يصل 700 أو 800 عام موجودة في الغلاف الجوي.

وأضاف علام، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذا الرصد الذي تقوم به الأقمار الصناعية ليس قائم على هذا القمر فقط بل هناك أقمار أوروبية وايطالية، والسماء مليئة بالأقمار الصناعية لرصد طبقات الغلاف الجوي الستة وعلى حسب نوع القمر الصناعي يحدد اتجاه الرياح سواء شمال غرب أو شمال شرق أو شمال أوجنوب.

وتابع: كما يتم تحدد حجم الأتربة المتصاعدة، وتصل إلى أي مدى ويحدد حجم التصحر في الأرض الزراعية وتوقعات درجات الحرارة ورصد درجة حرارة سطح الكرة الأرضية نفسه الذي يقاس كل 100 عام ويجب ألا نتخطى الـ 1 درجة مئوية، مضيفا التحذير بدأ من اتفاقية تغير المناخ بأنه من الملاحظ أنه من الممكن أن نتخطى 1.5 درجة مئوية في عام 2050.

وأكمل علام، هناك تنسيق بين وكالات الفضاء؛ لأن السماء الأن مليئة بالأقمار الصناعية، وهناك تجارب كثيرة على مستوى العالم ولكن على المستوى المحلي هي تجربة جديدة.

الأستاذ الدكتور مجدي علام
الأستاذ الدكتور مجدي علام