مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت نهاية الحرب أقل وضوحًا، حيث لا أمل قريب في إنهائها، وسط طلب من الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني من الرئيس الروسي بوقف الحرب، والدخول في مفاوضات مع نظيره الأوكراني، وفق ما ذكرت شبكة إن بي سي الأمريكية.
ويرى فيليب واسيليفسكي من معهد أبحاث السياسة الخارجية حول النتائج المحتملة للحرب، بأنها تتوقف على إجابة سؤال رئيسي: هل تريد روسيا القتال أو إيجاد مخرج من الحرب؟، ليقول إنه يبدو أنها صارت تركز على القتال لإحراز تقدم في الشرق الاوكراني، وهو ما يتمثل في مخرجها من الحرب أيضًا، بعدما فشلت في أخذ العاصمة كييف وكل أوكرانيا، لذا، صار مخرجها وربما لأشهر قادمة هو في استمرار القتال لتحقيق انتصارفي الشرق تقدمه للروس، وبعدها تجلس للتفاوض من موقف المسيطر .
في خطابه بالفيديو يوم أمس السبت ، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع في الشرق بأنه "معقد للغاية" وقال إن الجيش الروسي يضغط لإحراز نتائج كبيرة .
مع تقدم هجومه، ضغط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القادة الأوروبيين لوقف تسليح الأوكرانيين المحاصرين وألقى باللوم على العقوبات الغربية في أزمة الغذاء العالمية الناشئة. وقال الكرملين إن بوتين ضغط من أجل قضيته في مكالمة هاتفية استمرت 80 دقيقة يوم أمس السبت مع زعيمي فرنسا وألمانيا.
قالت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز حثا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، على إطلاق سراح 2500 أوكراني دافعوا عن مصنع الصلب في آزوفستال بمدينة ماريوبول قبل اعتقالهم من قبل القوات الروسية.
وذكر الإليزيه في بيان أن الزعيمين الأوروبيين حثا، في اتصال مشترك، بوتين على قبول حوار مباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف أن ماكرون وشولتز شددا كذلك على ضرورة رفع الحصار الروسي عن ميناء أوديسا للسماح بصادرات الحبوب الأوكرانية.
وفي اتصال هاتفي دام 80 دقيقة، دعا شولتز وماكرون إلى ضرورة "وقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية" من أوكرانيا، حسب بيان صدر عن المستشارية الألمانية.
وطالب المسؤولان بوتين بإجراء "مفاوضات مباشرة جدية مع الرئيس الأوكراني وإلى إيجاد حل دبلوماسي للنزاع".
كما دعا شولتز وماكرون "الرئيس الروسي إلى الحرص على تحسين الوضع الإنساني للسكان المدنيين" في أوكرانيا.
بينما ذكر صادر عن الكرملين أن بوتين شدد على خطورة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، قائلا إن ضخ أسلحة غربية لأوكرانيا يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأعلن بوتين أن إمدادات المنتجات الزراعية من روسيا قد تخفض التوترات الموجودة حاليا في السوق الغذائية العالمية.
وأشار في الوقت ذاته إلى ضرورة رفع العقوبات عن روسيا، مشددا على أن روسيا جاهزة للبحث عن طرق لتصدير الحبوب، بما في ذلك نقلها من موانئ البحر الأسود.
وجاء في قراءة للكرملين للاتصال أن بوتين أكد "انفتاح الجانب الروسي على استئناف الحوار". وأضاف أن الزعماء الثلاثة ، الذين أمضوا أسابيع دون التحدث خلال الربيع ، وافقوا على البقاء على اتصال.
لكن التقدم الذي أحرزته روسيا مؤخرًا في شرق أوكرانيا قد يزيد من جرأة بوتين.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقييم لها يوم أمس السبت: "إذا نجحت روسيا في الاستيلاء على هذه المناطق ، فمن المرجح أن ينظر إليها الكرملين على أنه إنجاز سياسي جوهري وسيتم تصويره للشعب الروسي على أنه يبرر الغزو".
كثفت روسيا جهودها للاستيلاء على مدن سيفيرودونتسك وليسيتشانسك ، والتي تعد آخر المناطق الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في لوجانسك.
أفاد حاكم لوجانسك سيرهي هايداي أن المقاتلين الأوكرانيين صدوا هجومًا على سيفيرودونيتسك لكن القوات الروسية استمرت في الضغط لتطويقهم.
وقال في وقت لاحق إن القوات الروسية استولت على فندق على مشارف المدينة ودمرت 14 مبنى شاهقا وكانت تقاتل في الشوارع مع القوات الأوكرانية.
ذكر رئيس بلدية سيفيرودونيتسك ، أولكسندر ستريوك ، إن قتالًا دار في محطة حافلات المدين، وإن مركزًا إنسانيًا لم يتمكن من العمل بسبب الخطر الحربي، وانقطعت خدمة الهاتف المحمول والكهرباء، ذاكرًا إن السكان معرضون للقصف إذا ما أرادوا الخروج للحصول على المياه من ستة آبار.
وقال ستريوك إن بعض طرق الإمداد تعمل ولا تزال عمليات إجلاء الجرحى ممكنة، وقدر أن 1500 مدني في المدينة ، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 100000 ، لقوا حتفهم بسبب القتال وكذلك تعاني المدينة من نقص الأدوية للأمراض المستعصية.