افتتحت الملكة إليزابيث الثانية خط إليزابيث الجديد في خدمة سكة حديد لندن، في وقت سابق من هذا الشهر، مرتدية زيا أصفر لامعا، ولاحظ محبو المجوهرات الملكية ارتداءها “دبوس” رائعا من الألماس والذهب، ويجسد شكل نبات "طائر الجنة" مثبتًا على معطفها.
يرجع تاريخ “الدبوس” إلى قبل 10 أعوام، وكانت هذه هدية للاحتفال باليوبيل الماسي لها في عام 2012 من حكومة سنغافورة، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا البروش المفضل لدى الملكة، حيث قامت بتثبيته على الملابس الوردية والبرتقالية والبيضاء والزرقاء، في العديد من المناسبات الرسمية خلال السنوات العشر الماضية.
هذا البروش هو جزء من مجموعة يعتقد أن عددها يقارب 100 دبوس في صندوق الجواهر الملكي، وتمتلك الملكة واحدة من أكثر مجموعات المجوهرات إثارة للإعجاب في العالم، المزينة بالماس والياقوت واللآلئ المبهرة، ومعظمها من جواهر الدولة التي كانت ترتديها خلال دورها كملكة.
ومع ذلك، فإن صندوق الملكة الشخصي من المجوهرات يختلف عن جواهر التاج، وخزانة ملابس العمل الخاصة بها لا تكتمل أبدًا بدون دبوس تم اختياره بعناية يعلق على ملابسها.
ولكن العديد منها عبارة عن إرث يحمل أهمية تاريخية، أو هدايا من عائلتها ولها قيمة عاطفية، ومن الأمثلة على ذلك؛ دبابيس “الزبرجد” من طراز آرت ديكو من بوشرون والتي كانت هدية عيد ميلادها الثامن عشر من والديها في عام 1944، وكانت قد ارتدتها في اليوبيل البلاتيني في فبراير، بالتزامن مع الذكرى السبعين لوفاة والدها.
بالإضافة إلى وجود دبابيس تم إهداؤها للملكة أو بتكليف للمناسبات الخاصة، أهدى سلطان عمان الراحل لها العديد من المجوهرات احتفالاً بيوبيلها الماسي، بما في ذلك الدبوس الماسي ودبابيس الزهور من الياقوت تيودور.
ظهرت براعة الملكة في الاستخدام الذكي والمبتكر للمجوهرات كلغة دبلوماسية. عند افتتاح البرلمان الويلزي في عام 2021، ارتدت بروش النرجس البري الذي يُعتقد أنه هدية أخرى ليوبيل عام 2012، وفي مناسبة أخرى ارتدت الزهرة الوطنية لويلز.
فيما يقدم بروش السرخس الفضي النيوزيلندي رسالة مماثلة. وكانت قد حصلت عليه في يوم عيد الميلاد عام 1953 خلال أول جولة لها في الكومنولث، وارتدته عدة مرات وتمت إعارته لاحقًا إلى دوقة كامبريدج في عام 2014 لرحلتها إلى نيوزيلندا.
أما البروش الماسي المصنوع من أوراق القيقب الكندية، الذي قدمه جورج السادس للملكة الأم قبل زيارتهم الرسمية لكندا في عام 1939، فيتم ارتداؤه دائمًا في المناسبات الكندية.
وفي جولاتها الملكية، تختار الملكة بعناية ملابسها تقديراً للمناسبات الوطنية والرمزية. وأثبتت المجوهرات أيضًا أنها هدية دبلوماسية مثالية من رؤساء الدول، مع دبابيس من البرازيل وبوتسوانا وأيرلندا وسريلانكا وأستراليا تسلط الضوء على العلاقات بين الدول.
في زيارة للولايات المتحدة، ترتدي الملكة إليزابيث الثانية بروشًا أعطاه لها عام 1981 عمدة كولومبو، وفي هذه الصورة تظهر وهي ترتدي بروش زنبق اللهب - شعار زيمبابوي - الذي ارتدته الملكة على ملابس الحداد عام 1952، أثناء عودتها إلى لندن بعد إعلان وفاة والدها الملك جورج السادس، وهي دبابيس ذات أهمية شخصية كبيرة بالنسبة لها.
هذه الدبابيس أيضا لها قيمة عاطفية، ومن بينها بروش الياقوت لأندرو جريما، والذي منحه دوق إدنبرة للملكة في عام 1966، ويتميز التصميم الفريد بحجر ياقوت منحوت في وسطه، مصمم ليشبه الجعران المصري، ترتديه الدوقة بشكل متكرر، خاصة في المناسبات التي تحيي ذكرى الدوق، بما في ذلك حفل تأبينه الأخير في كنيسة وستمنستر.
وفي ملاحظة أكثر سعادة، تتضمن مجموعتها “بروش” يحمل اسم العاشق، وهو تصميم يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر ورثته عن جدتها الملكة ماري، والذي كان رسالة مثالية لمشاركتها في حفل زفاف شقيقتها الأميرة مارجريت في عام 1960، وفي حفل زفاف الأمير ويليام في عام 2011.
والإرث الآخر عن والدتها، دبوس كانت قد ارتدته الملكة ماري خلال جائحة إنفلونزا عام 1918 المدمر، وهو بروش معقد من الألماس والفيروز نادرًا ما نراه، ظهرت الملكة إليزابيث به مرة واحدة عندما ألقت خطابا عن وباء كورونا في عام 2020.