الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوريا أول ممثلة متحولة جنسيا.. هل قُتلت حنان الطويل بالكهرباء أم انتحرت؟

صدى البلد

الممثلة الراحلة حنان الطويل.. موهبة كوميدية من طراز خاص، حيث تمتلك حضورا قويا على الشاشة، وخفة دم طبيعية بدون أي تصنع، علقت بذهن المشاهد برغم أدوارها الصغيرة، مثل «ميس انشراح» في فيلم الناظر مع الفنان الراحل علاء ولى الدين، ودور «الست كوريا» بفيلم عسكر في المعسكر مع الفنان محمد هنيدى.

ظلت عالقة في أذهان الجمهور بخفة دمها أمام الشاشة، برغم ما عرف عنها بأنها متحولة جنسيا، وموتها في ظروف عاشتها وبمستشفى العباسية.

عاشت وحيدة 

عاشت حنان الطويل، وحيدة على الرغم من صخب الحياة حولها، وعلى الرغم من ازدحام الأضواء حولها، تركتها في ظلام اليأس وأسدل الستار على حكايتها دون معرفة حقيقة نهايتها حتى الآن، وبرغم مرور حوالي 16 عامًا على رحيلها فلم يُعرف كيف غادرت الدنيا، لكن الأكيد أنها غادرت العالم في ساعة يأس حطمت روحها.

ميلاد حنان ذكرا

وُلد "طارق" بمركز "سنورس" في محافظة الفيوم، يوم 12 فبراير عام 1966، فتى بسيط يحيا بمدينة هادئة، غير أنه ولأسباب لا يعرفها أحد، وجد نفسه يكبر في جسد لا يندمج معه اندماجًا كاملًا، ومع مرور الوقت، بدأت أعراض اضطراب الهوية الجنسية تظهر عليه، والتي حرص على إخفائها فترة، لكنه فشل في النهاية.

بدأ "طارق" يصارح أسرته برغبته في إجراء عملية تحول جنسي، ليصبح "فتاة"، وقوبلت هذه الرغبة بالرفض، في مجتمع صغير لا يعترف بمثل هذه الرغبات، وربما لا يعرف كيفية علاجها من الأصل، وعلى الطريق، قرر "طارق" السفر والخضوع للعملية خارج مصر.

حنان تولد من جديد

على الرغم من إجماع عدد كبير من الأطباء، أن اضطراب الهوية الجنسية، هو اضطراب نفسي بشكل كبير، ويجب مراقبة الطفل أثناء مراحل نموه جيدًا، حتى يتمكن الأهل من السيطرة على هذه الاضطرابات مبكرًا، لم تنجح أسرة "طارق" الذي ما إن عاد من خارج مصر، في التعامل معه، بعد أن فوجئ أهله بتحوله جنسيًا إلى "حنان".

ولدت حنان الطويل وبدأت حياتها الفنية ضمن فرقة فنون استعراضية، وأظهرت موهبة فطرية في التمثيل والرقص، وأضافت إليهما الغناء لتنجح اختباراتها أمام لجان الاستماع وتصبح عضوا في نقابة المهن الموسيقية.

وبرغم فشلها في إقناع مجتمعها الصغير بتقبلها، أصرت حنان الطويل على الاندماج بهيئتها الجديدة، وعليه استقرت في القاهرة باحثة عن فرصة عمل فنية جديدة تدخلها إلى السينما.

انطلاق مشوارها السينمائي

عام 1999 ظهرت حنان الطويل ضمن مجاميع الكومبارس، في دور "زبونة بمحل الكوافير" بفيلم "عبود على الحدود" مع علاء ولي الدين وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي.

وفي عام 2000 خطفت الأنظار بدور "ميس انشراح" مدرسة اللغة الإنجليزية في فيلم "الناظر"، التي أصبحت بسببها أشهر معلمة للغة الإنجليزية في السينما المصرية، وفي 2001 قدمت دور "عزيزة" في فيلم "55 إسعاف"، ووقفت على المسرح في عمل وحيد مع الراحل علاء ولي الدين في مسرحية "حكيم عيون" في نفس العام.

ميلاد موهبة كوميدية

شهد عام 2003 ميلاد نجمة كوميدية من العيار الثقيل، هي حنان الطويل، بعدما لعبت دور الراقصة "كوريا" في فيلم "عسكر في المعسكر" مع النجم محمد هنيدي، فحفرت اسمها واسم الشخصية في أذهان المشاهدين.

وتوالت بعدها أعمال حنان الطويل سواء في السينما أو التليفزيون، منها فيلم عايز حقي عام 2003، في شخصية موظفة في مكتب الشهر العقاري.

لغز مصرعها 

تعددت الروايات حول وفاة حنان الطويل، وساد الغموض حول وفاتها، فقيل إن جيرانها قدموا بلاغات في الشرطة ضدها، معللين ذلك بأنها عانت من الاضطرابات النفسية، ما أدى لاحتجازها بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية.

أما عن وفاتها، فلا توجد إجابة قاطعة ورجح البعض وفاتها يأسًا بأزمة قلبية، عن عمر ناهز 38 عامًا نهاية عام 2004، وقال آخرون إنها توفيت خلال خضوعها لجلسة كهرباء عالية بالمستشفى، وآخرون أوردوا أنها أقدمت على الانتحار لتنهي حياتها بيدها بعدما سعت جاهدة لإسعاد الناس، ولم تجد بينهم سوى القسوة والنفور.