الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جريمة بوركينا فاسو جرس إنذار|الجماعات المتطرفة تهدد القارة والجهود المحلية لا تكفي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن الجماعات المتشددة وجدت ضالتها داخل القارة السمراء، حيث شهدت الآونة الأخيرة تنامي موجة العنف والإرهاب والتي يصاحب سقوط ضحايا كثر في عدد من الدول الافريقية منها: نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو يكون الفاعل فيها تلك الجماعات.

مقتل 50 مدنيا بمادجوري

آخر حوادث العنف والتطرف ما شهدته بوركينا فاسو، وأسفر عن مقتل 50 مدنيا، جراء هجوم وقع شرقي البلاد، تبنته إحدى الجماعات المتطرفة المنتشرة في البلاد.

ولقى نحو 50 شخصاً مصرعهم جراء هجوم مسلح على سكان بلدة "مادجوري" شرقي بوركينا فاسو.

وقال حاكم المنطقة الشرقية الكولونيل هوبرت ياموجو، في بيان، إن المدنيين من مادجوري لقوا حتفهم يوم الأربعاء الماضي، أثناء محاولتهم الفرار من حصار المسلحين.

وتم استهداف سكان مادجوري عندما كانوا يحاولون الوصول إلى نادياغو ، في بلدة "باما" حول جسر سينغو.

وأعلنت حينها، بوركينا فاسو اعتمادها أسلوباً جديداً لمكافحة التمرّد المسلح الدامي في البلاد، يقوم على إجراء حوار بين زعماء المجتمعات المحلية ومقاتلي الجماعات المسلّحة، في مبادرة  تعكس تحولاً عن مسار جهود ركزت على الأمن لإنهاء نزاع طال أمده.

واستولى المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة المتشدد وتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة من منطقة الساحل في بوركينا فاسو، التي تعد واحدة من بين أفقر دول العالم.

وجاء الهجوم في أعقاب هجومين آخرين، وقعا هذا الشهر في مادجوري، وراح ضحيتهما 28 شخصا.

ولاية جديدة وسط أفريقيا

من جانبه قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، منير أديب، إنه بعد سقوط تنظيم داعش الإرهابي في 22 مارس من العام 2019، بدأت الجماعات المتطرفة تبحث عن ملاذ جديد يكون بديلا عن منطقة  الشرق الأوسط، وربما وقع الاختيار على دول القارة السمراء، هذه القارة الفقيرة، التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي وضعف الأجهزة الأمنية.

وأضاف أديب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن بسبب ضعف عوامل الأمان بالقارة الأفريقية جعلها ملاذا لهذا الجماعات المتطرفة.

وأشار أديب -  إلى أن الجماعات المتطرفة بدأت مؤخرا، تنشط في أفريقيا وتنفذ عمليات إرهابية، ولعل الإعلان عن ظهور ولاية جديدة لـ داعش وسط أفريقيا، خاصة في الكونغو وموزمبيق، ربما يكون تأكيدا لظهورهم بقوة مرة أخرى.

وتابع: "الإرهاب منتشر بصورة كبيرة في منطقة الساحل والصحراء، وبوركينا فاسو والنيجر من الدول التي تقع على الساحل الافريقي، وبالتالي وجود هذه التنظيمات يعود لضعف الأجهزة الأمنية في أفريقيا".

وأكد منير، أن انتشار هذه التنظيمات يعد عائقا للاستقرار، فضلا على أن المجتمع الدولي لم يقم بدوره حتى الآن، فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات المتطرفة في أفريقيا".

ولفت: "هذه العملية كبيرة جدا، وقتل فيها عدد لا يقل عن 50 مدنيا، في حين أن عدد سكان الدولة لا يتعدى 21 مليون نسمة، وهذا الفعل ربما يدفع المجتمع الدولي لمحاولة إيجاد صيغة لمواجهة الإرهاب في القارة السمراء".

واختتم: "الجهود المحلية والإقليمية لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة لا تأتي بنتيجة، إلا إذا كان هناك تدخل من المجتمع الدولي بصورة كبيبرة لمواجهة هذا الإرهاب".

مصر تدين هجوم مادجوري

ومن ناحيتها، أدانت جمهورية مصر العربية، بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي الذي شهدته منطقة مادجواري، شرق بوركينا فاسو، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين.

وتقدمت مصر، حكومةً وشعبًا- وفقا لبيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية، الجمعة- بخالص التعازي وصادق المواساة لبوركينا فاسو الشقيقة ولأسر الضحايا، مؤكدة وقوفها جنبًا إلى جنب مع بوركينا فاسو، وتضامنها الكامل معها في جهودها لمكافحة الإرهاب.

والجير بالذكر، أن بوركينا فاسو تشهد هجمات إرهابية تنفذها حركات مسلحة بعضها تابع للقاعدة وتنظيم داعش الإرهابي، منذ عام 2015، وخلّفت أكثر من ألفي قتيل وأجبرت نحو 1,8 مليون شخص على النزوح.

ومنذ أيام، قتل 5 جنود وأصيب 10 آخرين، خلال هجومٍ واسع شنّه مسلحون على قاعدة عسكرية، شمالي بوركينا فاسو، بينما حيدت السلطات العسكرية أكثر من 30 إرهابياً.

كما قُتل 7 جنود على الأقل ومدني، الأسبوع الماضي، في هجومين يشتبه بأن متطرفين نفذوهما في بوركينا فاسو.

وكان 12 شخصاً قتلوا على الأقل بينهم 10 أفراد من قوات موالية لجيش بوركينا فاسو ومدنيَّان، في 8 مايو الجاري، في كمين نصبه مسلحون شمالي البلاد.