فتاوى تشغل الأذهان
هل يجوز الصلاة على النبي أثناء السجود؟
ما هو ثواب الصابر على أذى الناس ؟ وما هو أجر من يعتزلهم؟
كيف تكون من الذين يحبهم الله ؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الأخبار والفتاوى الدينية المهمة، التي تهم المسلم في حياته وتشغل أذهان الكثير، نرصدها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان.
في البداية، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب الدعاء.
وأضاف "ممدوح"، في إجابته على سؤال «هل يجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فى السجود؟»، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مِن أنفع العبادات للمسلم، فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ومحبته، مما يكمل به إيمان المرء ويزيد في حسناته ويُكفِّر السيئات، والله تعالى أثنى على نبيه في الملأ الأعلى، وأثنتْ عليه الملائكة المقربون؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا))؛ رواه مسلم وغيره.
وأشار إلى أن الصلاة على النبي دعاء، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء رواه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم يعني: فحري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه، وكان النبي يدعو في سجوده عليه الصلاة والسلام، ويلح في الدعاء، فإذا حمدت الله في سجودك، وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من أسباب الإجابة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.
في حين، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وتابع علي جمعة تحت عنوان :"الصبر الجميل": تركنا على هذه المحجة فأخرج المسلمون الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة).
وأشار علي جمعة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا وأمرنا بمحاسن الأخلاق؛ فأمرنا بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وقد أمرنا أيضا بالصبر الجميل {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (يوسف:18).
وتابع: جعل لنا إذا ما خالطنا الناس وصبرنا على أذاهم أجرين، وإذا اعتزلناهم في أنفسنا فلنا أجر فـ (عجب أمر المؤمن! إن أمره كله خير؛ إن أصابته نعماء شكرفكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) فعلمنا الشكر وعلمنا صلى الله عليه وآله وسلم الصبر.
وبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا وقد منّ الله عليه صلى الله عليه وآله وسلم أن يُعلم الإنسان كيف يكون إنساناً، وكيف يعمّر الأرض من خلال عبادة الله، وكيف يزكي النفس .. هذه هي المحجة البيضاء؛ أنه ترك خلفه من يقوم بتبليغ ذلك الدين للعالمين فقال: (بلغوا عني ولو آية).
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أننا في عصرٍ ازدادت فيه الفتنة وأطلقنا الحرية لكل شخص أن يعبر عن رأيه؛ فإذ ببعضهم يسبون الله، وإذ ببعضهم يزدرون الدين، وإذ ببعضهم يستهزئون بهذا الكون وهذا الإنسان، وإذ ببعضهم يدعون إلى الفساد العريض، وهناك من يدعو إلى الصلاح، وهناك من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وفيما يتعلق بسؤال كيف تكون من الذين يحبهم الله ؟ .. سؤال أجاب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في خاطرته اليوم الجمعة.
وقال وزير الأوقاف في بيانه كيف تكون من الذين يحبهم الله : إذا تساءلت عمن يحبهم الله (عز وجل) فإن الجواب في كتابه (عز وجل) وفي سنة رسولنا (صلى الله عليه وسلم)، فإنه سبحانه وتعالى يحب المتقين، ويحب المحسنين، ويحب المتوكلين، ويحب المقسطين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب الصابرين، ويحب المتحابين فيه، حيث يقول الحق سبحانه : " بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (آل عمران : 76)، ويقول سبحانه : "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (التوبة : 4).
ويقول الله (عز وجل) : "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران : 148 )، ويقول سبحانه: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران : 134)، ويقول سبحانه : "وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة : 195).
ويقول سبحانه :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران : 159).
ويقول سبحانه أيضا : "وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (المائدة : 42)، ويقول سبحانه : " وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الحجرات : 9)، ويقول سبحانه: "فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة : 222)، ويقول سبحانه: "لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" (التوبة : 108)، ويقول سبحانه : "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (آل عمران : 146).
وأشار وزير الأوقاف إلى الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة (عَزَّ وَجَلَّ) : "وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيّ" (موطأ مالك)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إِنَّ الله قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَه"( صحيح البخاري).
وبين وزير الأوقاف أن الله عزوجل يحب الذين يحبون لقاءه، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءهُ "( صحيح البخاري)، مشدداً إذا أردت أن تكون منهم فالزم صفاتهم وتخلق بها واجعلها سمة لك وواقعا في حياتك .