EN
تسعى روسيا إلى رفع قيمة عملتها الروبل مقابل الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، ردا منها على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الغرب.
تخفيض سعر الفائدة في روسيا
وقد اتخذت روسيا العديد من الإجراءات الاقتصادية التي عملت على تعظيم قيمة الروبل أمام الدولار، كان آخرهاخفض البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي في نحو شهرين بنفس نسبة الخفض في كل مرة 3%، حتب تصل إلى 11% بدلا من 14%، وذلك لتباطؤ التضخم وتعافي الروبل.
ومن جانبه، قال البنك المركزي الروسي، في بيان اليوم الخميس، إن ضغط التضخم يخف على خلفية ديناميكيات سعر صرف الروبل، وكذلك الانخفاض الملحوظ في توقعات التضخم للأسر والشركات.
وفي أبريل بلغ التضخم السنوي 17.8%، وبالرغم من ذلك، وبناءً على التقديرات اعتبارًا من 20 مايو، فقد تباطأ إلى 17.5%، متراجعًا بشكل أسرع من توقعات بنك روسيا لشهر أبريل.
الإجراءات الاقتصادية الروسية
وبعد أن هبط سعر الروبل إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 150 مقابل الدولار الأمريكي في 7 مارس، أعادت إجراءات الرقابة على رأس المال في البنك المركزي الروسي العملة إلى أعلى مستوى لها في عامين، لتلامس لفترة وجيزة 53 روبل مقابل الدولار أمس الأول الثلاثاء.
وأضاف المركزي الروسي، أن الأموال استمرت في التدفق إلى ودائع الروبل محددة الأجل، في حين أن نشاط الإقراض لا يزال ضعيفًا، مما يحد من مخاطر التضخم.
وأشار إلى أنه لا تزال الظروف الخارجية للاقتصاد الروسي صعبة، مما يقيد النشاط الاقتصادي بشكل كبير، حيث انخفضت مخاطر الاستقرار المالي إلى حد ما، مما أتاح تخفيف بعض تدابير الرقابة على رأس المال.
ولفت البنك المركزي الروسي إلى أن قرارات أسعار الفائدة المستقبلية ستلائم ديناميكيات التضخم الفعلية والمتوقعة، بالنسبة إلى هدفه وجهود تحويل الاقتصاد الروسي على المدى الطويل، بعد أن حذر سابقًا من أن الاقتصاد يجب أن يخضع "لتحول هيكلي واسع النطاق" للتخفيف تأثير العقوبات.
واقترح البنك المركزي الروسي أن يكون هناك المزيد من التخفيضات في الأسعار في الاجتماعات القادمة، والتي سيعقد المقبل منها في 10 يونيو.
وتابع: "وفقًا لتوقعات بنك روسيا، نظرًا لموقف السياسة النقدية، سينخفض التضخم السنوي إلى 5-7% في عام 2023 وسيعود إلى 4% في عام 2024".
نجاح الخطة الاقتصادية الروسية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن قيام البنك المركزي الروسي بتخفيض سعر الفائدة الغرض الأساسي منه هو وجود أموال ساخنة دخلت روسيا في الفترة الأخيرة، لذلك قرر المركزي الروسي بتقليل سعر الفائدة حتى تتناسب مع نسب التضخم ونسب الأموال التي تم دخولها في الفترة الأخيرة إلى البنوك الروسية.
وأضاف عامر في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن خفض سعر الفائدة يدل أيضا على أن الخطة التي تقوم بها روسيا نجحت في جذب جميع الأموال والاستثمارات خاصة في الفترة الأخيرة، مما يدل على أن تخفيض الفائدة جاء بعد ما استكفت الدولة الروسية بالاحتياطي الذي كانت تريد تحقيقه وأصبحت الأموال المتواجدة اعلي من مستوى التنمية التي تحتاجها في هذه الفترة.
وتابع: "بالتالي تم تخفيض الفائدة لتتناسب مح حجم الأموال التي دخلت روسيا في الفترة الأخيرة".
دفع الديون الروسية بالروبل
وعن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدفع الديون الروسية الخارجية بالروبل، قال الخبير الاقتصادي، إن روسيا قررت هذا الأمر لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة مع حلفائها بعد بدء الأزمة.
وأضاف عامر أن روسيا أيضا قررت أن تتعامل بالروبل في كل من الصادرات والواردات الروسية إلى الخارج والتعامل مع البنك المركزي الروسي، وذلك ردا على ما اتخذته الدول الغربية من عقوبات.
وأوضح أن قرار الرئيس الروسي أيضا جاء لضرب الدولار الأمريكي وتخفيض قيمته أمام الروبل وفي العالم، وكان هذا هو السبب الذي جعل البنك الفيدرالي الأمريكي يرفع سعر الفائدة على الدولار.
