قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

لليوم الثاني على التوالي .. البحوث الفلكية يناقش أزمة التغيرات المناخية استعدادا لـCop 27

التغيرات المناخية -صورة تعبيرية-
التغيرات المناخية -صورة تعبيرية-
×

عميد معهد التخطيط القومي يوضح جهود مصر للتصدي للتغيرات المناخية

مركز التخطيط والتنمية البيئية:

170 مليار دولار تكلفة الخسائر الناتجة عن التغيرات المناخية

الدكتورة سحر البهائي:

التغيرات المناخية تعرض عددًا من المدن أو البلدان للاختفاء

عميد مركز التخطيط توضح التأثيرات المتوقعة للتغيرات المناخية علي مصر

نظم المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أمس، ورشة عمل عن التغيرات المناخية بعنوان (Climate Change Adaptation Strategies for Buildings and Horticulture) بمقر المعهد بحلوان، وبشراكة مع جامعة برونيل البريطانية.

وتناقش الورشة أحدث الأبحاث العلمية حول تأثير التغيرات المناخية على قطاعات الطاقة والزراعة والبيئة المحيطة والاقتصاد.

قالت الدكتورة سحر البهائى أستاذ الاقتصاد الزراعي وعميد مركز التخطيط والتنمية البيئية معهد التخطيط القومي، أن معهد التخطيط هو هيئة علمية مستقلة يهدف إلى إجراء أبحاث علمية فى كافة المجالات القومية، أن التغيرات المناخية قضية فى غاية الأهمية لا يدركها جزاء كبير من المجتمع المصري، وأن التغيرات المناخية لديها العديد من التداعيات الاقتصادية السلبية على مستوى العالم أجمع حيث انه وفقآ لتقرير الخبراء فقد تعرض العالم فى العام الماضى 2021 إلى 10 كوارث عالمية كبرى وصلت خسائرها إلى 170 مليار دولار، بإضافة إلى زيادة نسبة الوفيات نتيجة إلى ارتفاع درجات الحرارة.

وأوضحت الدكتورة سحر أن فى شهر فبراير فى عام 2021 توفى 125 شخص فى ولاية تكساس بسبب موجة برد، بينما فى مارس من نفس العام وقعت عاصفة رملية توصف بالأسوأ منذ 10 سنين، في شهر يونيو من نفس العالم حدث موجة جفاف حادة فى غرب امريكا وأدت إلى مئات الوفيات بموجة حر قاسية بأمريكا وكندا.

وأضافت أن فى شهر يوليو فى عام 2021 وقعت فيضانات كارثية أدت إلى وفاة 300 شخص فى الصين، وفى وألمانيا وبلجيكا وهولندا حدث أمطار غزيرة أدت إلى وفاة 200 شخص، بإضافة إلى الحرائق الهائلة فى غابات كاليفورنيا واوريجون، وجفاف متواصل فى مساحة شاسعة بأمريكا الجنوبية؛ وفى أغسطس 2021 حدث حرائق هائلة بالجزائر واليونان وتركيا، إضافة إلى إنحسارالكتلة الجليدية حول العالم، ووفاة 100 شخص فى إعصار آيدا فى لويزيانا الأمريكية.

وأكملت أن فى نوفمبر تضرر 780 الف شخص بسبب أسوأ فيضانات السودان منذ 60؛ 208 قتيل فى إعصار “ رآى” فى الفلبين فى شهر ديسمبر من نفس العام .

والفت أن كل تلك الاحداث والخسائر والوافيات سبب التغيرات المناخية، لذلك يجب علينا الان التكاتف والوقف جنبا إلى جنب التصدي لتلك الظواهر المناخية العاصفة وذلك عن طريق خفض إنبعاثات غازات دفيئة بشكل سريع، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، واتخاذ قرارات أكثر صرامة من قبل الحكومات المختلفة.

واستطردت الدكتورة سحر البهائى، أستاذ الاقتصاد الزراعي وعميد مركز التخطيط والتنمية البيئية معهد التخطيط القومي، إن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة تتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 15 : 25 بوصة ( 40 ، 63 سنتيمترا ) بحلول عام 2100، وأن ذلك عائد بسبب التغيرات المناخية.

وأوضحت البهائي أن ارتفاع مستوى سطح البحر يعرض اختفاء عدد من المدن أو البلدان، وأنه وفقاً لتقارير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والصادر في 2022/2/15 فإن المدن المعرضة للاختفاء هي جزر المالديف حيث ارتفاعها 1 متر عن سطح البحر وفي حالة ارتفاع سطح البحر بمقدار 1.5 قدم فستفقد حوالي 77 % من مساحة أراضيها بحلول عام 2100 ؛ جزر المحيط الهادئ مثل جاكرتا اندونيسيا يمكن أن يكون جزء كبير منها تحت الماء بحلول عام 2050 ، بإضافة إلى دکا و بنغلاديش و لاغوس ونيجيريا بانكوك وتايلاند ونيويورك .

وأشارت إلى أن الأمر ليس بهين وأن على البشر أن نفعل شيئاً لمواجهة هذه التهديدات وأننا لا يجب أن ننظر إلى واقعنا الان ونهمل الاجيال القادمة وأن ذلك يعد عكس مفهوم التنمية المستدامة .

خلال فعاليات ورشة عمل التغيرات المناخية إلتى ينظمها المعهد، قالت الدكتورة سحر البهائى أن على الرغم من أننا فى مصر لسنا من الدول الكبيرة المؤثرة فى إحداث التغيرات المناخية، حيث إن انبعاثات مصر تمثل فقط 0.6% من الانبعاثات العالمية، فإن مصر تعتبر من أكثر الدول عرضة إلى للأثار السلبية لتغير المناخ على العديد من القطاعات مثل السواحل والزراعة والمواد المائية والصحة والصحو والسكان والبنية الاساسية.

وأكملت "البهائى " أن التأثيرات المتوقعة لتغير المناخ علي مصر هي ارتفاع منسوب سطح البحر 50 سم وذلك يعني تهديد للمناطق الساحلية ويعرض إلى الدلتا الغرق؛ بإضافة إلى احتمال التعرض لجفاف شديد نتيجة لإرتفاع الحرارة، انخفاض معدلات الامطار بنسبة تصل 7 % علي السواحل الشمالية ، 9 % في وسط البلاد بحلول العام 2050 وستعاني التجمعات السكنية الساحلية من تدهور الأراضي والموارد الطبيعية الأخرى.

وأشارت الدكتور سحر أن مصر معرضة بسبب التغيرات المناخية و ارتفاع درجة حرارتها أزيد من معداتها الطبيعية إلى إنتشار أمراض النواقل الحشرية مثل : الملاريا و الغدد الليمفاوية ، وحمى الضنك ، وحمى الوادي المتصدع.

والفت إلى أن من التأثيرات المتوقعة لتغير المناخ علي مصر تدهور السياحة البيئية، حيث من المتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تأكل السواحل المصرية، وقد تتأثر الشعب المرجانية، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الوان وعمر الاثار والمنشآت التاريخية.

واستعرضت الدكتورة سحر البهائى، خلال فعاليات ورشة عمل التغيرات المناخية إلتى ينظمها المعهد، جهود الدولة للتصدي للتغيرات المناخية فقالت أن الدولة المصرية عملت على مشاريع من شأنها التصدي للتغيرات المناخية المتوقعة حيث قامت الدولة بإطلاق مشروع النقل المستدام وأن النقل المستدام يقصد به منظومة متكاملة تشمل خفض التلوث ومكافحة تغير المناخ وتقليل المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام الوقود التقليدي، بجانب محطات القطار السريع تضم ( مرسى مطروح ، الضبعة ، العلمين ، برج العرب ، الإسكندرية ، 6 أكتوبر ، العاصمة الإدارية ، العين السخنة ) ، بينما تشمل المحطات الإقليمية ( رأس الحكمة ، فوكة ، سيدي عبد الرحمن ، الحمام ، العامرية ، النوبارية ، وادي النطرون ، السادات ، سفنكس ، حدائق أكتوبر ، جنوب الجيزة ، حلوان ، محمد نجيب )

واضافت أن من ضمن المشروعات التى تأتى للمساهمة فى قضية تغير المناخ، مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة مثل مشروعات الطاقة الشمسية بالزعفرانة 90 ألف ميجا وات سنويا، ومجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان قدرته الإنتاجية 1456 ميجا وات، ومشروع تركيب وتشغيل وصيانة محطة لإنتاج الكهرباء باستخدام نظم الخلايا الشمسية بقدرة 26 ميجا وات بمدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان.

وأكملت أن في قطاع الزراعة والموارد المائية، هناك مشاريع ايضآ مثل مشروع تأهيل وزراعة 1.5 مليون فدان لتحقيق الأمن غذائي وتعويض تدهور وتآكل الأراضي في الدلتا؛ و مشروعات الإدارة المستدامة للموارد المائية مثل : إنشاء محطات تحلية مياه البحر شبكات الصرف الصحي ، والمعالجة الثلاثية ، إعادة تأهيل وتجديد الشبكة القومية للترع وقنوات المياه.

والفت الدكتورة سحر البهائى أن مشروع الصرف الصحي مشروع فى غاية الاهمية وله العديد من الجوانب المفيدة وأن الاستفادة الاقتصادية منه كبيرة، وانها تعمل على تنقية الجو وأننا إذا اعتمدنا على مياة الصرف الصحي فى معالجتها نستطيع أن نقوم بزراعة العديد الاشجار وأن الفدان الواحد من الأشجار قادر على إمتصاص 150 كيلو جرام من غاز ثانى أكسيد الكربون ويبث فى الجو حوالى 250 كيلو جرام من الاكسجين، بإضافة إلى رفع خصوبة الارض لان المواد العضوية الموجودة فى فى مياه الصرف الصحي المعالج تزيد من الخصوبة، بإضافة إل عمل مصانع الاخشاب نتيجة إلى زيادة الشجيرات.

وأضافت أن مصر ايضا تتحول إلى مشروعات الاقتصاد الاخضر حيث تعد مصر من أوائل الدول على مستوى الشرق الاوسط التى أطلقت سندات خضراء بقيمة 750 مليون دولار ، للمرة الأولى في افريقيا والشرق الأوسط ، والاستثمار في عدد من المشروعات الخضراء من خلال " صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية " مثل مشروع انتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء .

كما أطلقت الدولة عدة مشروعات لحماية الشواطئ منها إستكمال إنشاء سلسلة من الحواجز الغاطسة بالاسكندرية لحماية الشواطئ، وطريق الكورنيش بمنطقة شاطئ السرايا وأمام فندق المحروسة ، من خلال إنشاء لسان بحري امام فندق المحروسة بطول حوالي 600 متر ، وإنشاء رصيف بحري بطول 155 متر ، نظراً لتعرض المنطقة للأمواج العالية.

بإضافة إلى مشروعات لحماية المناطق الساحلية المنخفضة غرب مصب فرع رشيد بمنطقة رشيد الجديدة بمحافظة البحيرة ، مشروع حماية المنطقة الساحلية شمال بركة غليون من خلال إنشاء عدد ( 16 ) رأس حجرية مشروع حماية المناطق المنخفضة من غرب البرلس حتي مصب فرع رشيد بطول 29 كيلو متر، مشروع حماية المناطق المنخفضة من المدخل الغربي لمدينة جمصة حتى غرب مدينة المنصورة الجديدة بطول 12 كيلو متر، حماية المنطقة شرق الرؤوس البحرية المنفذة شرق مصب مصرف كوتشنر والتغذية بالرمال.

كما يجرى العمل إيضا على مشروع حماية شواطئ الدلتا مثل منطقة السقالات أمام القوات البحرية بخليج أبي قير، مشروع تكريك مصب نهر النيل فرع رشيد بمحافظتى كفر الشيخ والبحيرة بعرض حوالي 100 متر وطول حوالي 2 كم، تنفيذ أعمال حفر أو تكريك للرمال المترسبة بالجانب الشرقي لمجرى النيل والتي تبعد حوالي 2 كم من فتحة بوغاز رشيد وفي اتجاه الجنوب لتسهيل الملاحة، تنفيذ أعمال حماية بمدينة رأس البر لمنطقة غرب لسان رأس البر مع إعادة تأهيل الحائط البحري غرب اللسان ، تدعيم وإعادة تأهيل حواجز الامواج وحماية وتكريك محسب مصرف جمصة .

تنفيذ أعمال حماية مناطق الخليج وشرق ميناء دمياط وغرب لسان رأس البر وشرق عزبة البرج ، ومشروع حماية وتطوير خليج مدينة مرسى مطروح من خلال عمل السنة لحماية المنطقة الجنوبية للخليج وكورنيش مرسى مطروح من النحر المتسارع أمامه والمحافظة على الأعماق المناسبة للملاحة بالممر الملاحي القريب والموازي لخط الشاطئ ومنع إطماء الرسوبيات .

وإنهاء الدكتورة سحر البهائى أن كل تلك المشروعات يعكس مدى أهمية وحرص الدولة على الاستعداد التغيرات المناخية، وإن المسؤولين يعوا تمام المسؤولية الملقاه على عاتقهم تجاه قضية التغيرات المناخية .

ولكننا فى مصر ما زلنا بحاجة إلى زيادة رفع الوعي بالقضية لدى المواطنين حتى يشاركونا فى تلك القضية الهامة .

تأتى أعمال تلك الورشة ضمن مشروع مصري بريطاني مشترك بين المعهد القومي للبحوث الفلكية وجامعة برونيل لتنسيق الجهود والأبحاث المشتركة بين الجانبين، كنوع من المشاركة العلمية لأعمال قمة الأطراف المعروفة بـ “Cop”، حيث تستضيف مصر أعمال القمة رقم 27 خلال نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ.