الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سياسة الإدماج ممنوعة..كيف أثبتت مشاهد الفارين الأفارقة عنصرية أوروبا؟

اللاجئين الأفارقة
اللاجئين الأفارقة في أوروبا

يظهر من خلال متابعة الأخبار الواردة، مع المهاجرين غير الأوروبيين، تعاملا غير إنسانيا، و تمييزا عنصريا أوروبيا تجاه، المهاجرين، هذا ما أكده تقرير ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، الصادر اليوم، بعنوان "تداعيات الأزمة الأوكرانية: موقف الدول الأوروبية من الهجرة القسرية من أفريقيا"، حيث كانت طريقة التعامل التي انتهجتها بعض الدول الأوروبية تجاه  المهاجرين قسريا من اوكرانيا، تتسم بتقديم كافة المساعدات والمساندة، بينما فضحت في الوقت ذاته مظاهر التمييز للسياسة  الأوروبية تجاه المهاجرين قسرا من  أفريقيا.

الهجرة القسرية.. أشكالها وأسباب انتشارها في أفريقيا

أكد التقرير أن الصراع يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع بالناس إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن حياة أفضل، وقد شهد عام 2021 قدرًا كبيرًا من العنف  والصراعات المسلحة التي أجبرت الناس على الفرار، لا سيما في أفريقيا، حيث نزحت أعداد كبيرة من المواطنين داخليًا وعلى الحدود أو لجأت إلى الدول المجاورة.

موجات العنف في أفريقيا

وتأثرت بلدان أفريقية عديدة بموجات العنف، كالتالي:

  • جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث نشب قتال في أعقاب الانتخابات الرئاسية.
  • منطقة دارفور السودانية، شهدت أعمال عنف قبلية.
  • شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ارتكبت الجماعات المسلحة فظائع.
  • بوركينا فاسو، شهدت ارتفاعًا في الهجمات الجهادية العنيفة.

أسفر كل هذا عن تهجير قسري لمئات الآلاف من الأشخاص، وبحلول عام 2021، تم تسجيل معظم حالات النزوح الجديدة الناجمة عن الصراع والعنف حوالي 91%، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكانت الدول الخمس التي سجلت أعلى عدد من حالات النزوح الداخلي الجديدة بسبب النزاع والعنف هي الكونغو الديمقراطية (2.2 مليون)، وإثيوبيا (1.7 مليون)، وموزمبيق (592,000)، وبوركينا فاسو (515,000).

وتناول هذا المحور أسباب النزوح القسري في عدد من الدول على حدة، منها :(تشاد- مالي- بوركينا فاسو- الكونجو الديمقراطية- جنوب السودان- أثيوبيا- الصومال).

المهاجرين الأفارقة

تمييز أوروبا ضد الهجرة القسرية من أفريقيا

جاء بالتقرير أنه رغم حرص الاتحاد الأوروبي على تقديم المساعدة والعون وخاصة توفير الموارد المالية لمواجهة الأزمات الإنسانية المختلفة في الدول الأفريقية وكونه المتبرع الأكبر لمنظمات الإغاثة التي تعمل بالدول الأفريقية إلا أن التقرير رصد  أن دول الاتحاد الأوروبي على أرض الواقع لا تُحمل نفسها عبء استقبال النازحين من الدول الأفريقية وتتركهم على الحدود بدون مأوى.

مع تزامن ذلك أن أي بلد إفريقي يرغب في الاستفادة من تلك المساعدات يجب عليه قبول شروط الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة، إذ تحولت هذه المساعدات إلى وسيلة للضغط، كما لا تتبع الدول الأوروبية سياسة "الإدماج" للاجئين مع المُهجَرين من أصل أفريقي حيث لا قصص نجاح لأصحاب الأصل الأفريقي في أوروبا إلا للقليل جدًا، بسبب ترك المهاجرين من أصل أفريقي على الحدود الأوروبية لحين القيام بإعادة توطينهم في بلد ثالث مُضيف أو العمل على عودتهم لبلادهم بغض النظر عن الخطر المصاحب لذلك القرار وهو ما يثير مسؤولية أوروبا التي تنتهك عبر هذه الإجراءات مبادئ "عدم الإعادة القسرية" وتخل بالمادة (33) من اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين والمادة (3) من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب.

كما أنه بذلك ينتهك الاتحاد الأوروبي التزاماته الإنسانية في ضوء الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية التي صدق عليها.

من جانب آخر، ينتشر رهاب الأجانب  وتتزايد كراهية الأجانب من اصول افريقية في أوروبا ، وبين عامي 2016 و2019 في العديد من البلدان الأوروبية، كان هناك انخفاض في مؤشر قبول الهجرة من الجنوب.

المهاجرين الأفارقة

التمييز ضد الأفارقة أثناء الحرب الروسية الأوكرانية

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، لوحظت أعمال تنم عن كره الأجانب ضد أشخاص ليسوا أوكرانيين ولا أوروبيين، ولا سيما ضد من ينحدرون من أصل أفريقي وعربي أثناء النزوح للدول الأوروبية المجاورة. واستناداً إلى شهود العديد من الطلاب العرب والأفارقة الذين علقوا على الحدود الأوكرانية.

إن المجموعات الصغيرة من المواطنين والمهاجرين من أصل أفريقي هي أهداف واضحة للعيان ومعرضة بشكل خاص للعنصرية وكراهية الأجانب. وعلى الرغم من أن عددًا قليلاً نسبيًا من الأشخاص من أصل أفريقي يقيمون في أوكرانيا، إلا أن معدل العنف ضد هذه المجموعة كان واضحا ، ويعيش اللاجئون والطلاب والزوار وعدد من المواطنين والمقيمين الدائمين من أصل أفريقي تحت تهديد دائم من المضايقات والعنف.

ذكر التقرير أن حرس الحدود الأوكرانيين والبولنديين يتبعوا سياسة تمييزية ضد غير الأوروبيين من خلال إعاقة عبور الأفارقة مع السماح للأوكرانيين بالعبور وتزويدهم بالطعام والإسعافات الأولية.

التمييز بين اللاجئين الأفارقة والأوكران

وفي نفس الوقت الذي ترحب فيه الدول الأوروبية باللاجئين الأوكرانيين وتوفر لهم طرق عبور رسمية وآمنة، مات سبعة من طالبي اللجوء من أصل غير أوروبي بعد غرق قاربهم في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل اليونان، دون استجابة لنداءات.

واختتم التقرير بالتشديد على أن الدول الأوروبية إن أرادت المساهمة في تحقيق السلم والأمن الدوليين  والاستقرار في المجتمعات الأفريقية، فعليها التخلي عن سياساتها التي تساهم في تأجيج الصراعات في بعض الدول الأفريقية، والعمل على وضع حلول نهائية لجذور المشكلات التي تسبب النزوح الداخلي في القارة والتهجيرة القسري للفئات المستضعفة.