تحت عنوان «يوم الوفاء» سار الدكتور أحمد كمال، أستاذ التشريح بكلية الطب في جامعة الدلتا بمحافظة الدقهلية، بين طلابه وطالباته الذين فاجئوه بممر شرفي، امتد لأكثر من نصف كيلومتر أمام باب الكلية، التي قضوا بها وتحت إشرافه سنوات عديدة من أعمارهم.
فما قصة الطبيب الذي يكن له طلابه هذا الحب والاحترام، بعد أن انتشر فيديو تكريمه كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي؟.
50 عاماً في التدريس
تخرج الدكتور أحمد كمال من جامعة الأزهر، وحصل على لقب «الطبيب المثالي» على مستوى مصر نحو 5 مرات، وعمل في أكثر من دولة عربية، ورغم أنه يدرس لطلاب جامعة الدلتا منذ عامين فقط، إلا أنه استطاع أن يترك كل أثر إيجابي في نفوسهم، فكان يزرع بداخلهم القيم الأخلاقية والإنسانية إلى جانب مساندتهم تعليمياً، فكان أباً لهم طوال مسيرته العلمية.
وتعليقاً على هذا التكريم الملفت، أوضح الدكتور الجامعي المميز: «لم أرَ مثل هذا المشهد المهيب وسط تصفيق وورد وبورتريه مميز يحمل صورتي من طلابي الأعزاء، هو في كل الأحوال واجبي، وأن أعطي العلم لتلاميذي، لذا أبعث بالتحية لكل طلابي الذين سعوا لتكريمي، الذي لم يحدث منذ طيلة 50 عاماً في التدريس».
وتابع الدكتور أحمد كمال: «أشعر أن الجامعة كبيتي تماماً، وواجب الأب أن يساند أبناءه، وهؤلاء الطلبة هم أبنائي، ولا أبخل بعلمي أبداً، حتى خارج المحاضرات أجمعهم في الطرقات أو عبر تطبيق واتساب لأشرح لهم، كما أنه لدي أكثر من 500 ساعة على اليوتيوب لفيديوهات يتعلم منها طلاب الطب في أنحاء الوطن العربي».
وواصل الطبيب المكرم بممر شرفي على أنغام أغنية «انت استثنائي»: « كذلك لا أتاخر على أبنائي في أي استشارات طبية أو عائلية، وأدرس في الجامعة لأكون وسط أبنائي، وإن لم أدرس وأعطي لهم ماذا سأفعل؟ هذا هو واجبي، لذا هناك كيمياء بيني وبين الطلاب، وأعتقد أن ربنا أكرمني في نهاية حياتي العلمية بهذا المشهد الذي أسعدني».